30 ألف رسالة غاضبة وصلتهم عبر البريد الإلكتروني
مسلمو بريطانيا يخشون تعرضهم لاعمال انتقامية بعد اعتداءات لندن
لندن- رويترز- اف ب
دعا زعماء المسلمين في بريطانيا المصلين الى اقامة صلاة الغائب اليوم الجمعة 8-7-2005م على ضحايا التفجيرات التي هزت العاصمة البريطانية لندن أمس الخميس والتي أعلنت جماعة اسلامية متشددة غير معروفة من قبل المسؤولية عنها فيما تتزايد المخاوف من رد فعل انتقامي مع تدفق الرسائل الغاضبة على تجمعات المسلمين.
وذكر مجلس مسلمي بريطانيا انه تلقى 30 ألف رسالة غاضبة عن طريق البريد الالكتروني مما عطل أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، ودعت اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان المسلمين في لندن للبقاء في منازلهم لتفادي أي اعمال انتقامية.
وقال ايان بلير قائد شرطة لندن ان السلطات تجري اتصالات مع زعماء المسلمين والعقائد الاخرى لتنسيق حماية المباني المهمة التابعة لتلك التجمعات الدينية، وقال في مؤتمر صحفي "علمنا بواقعة صغيرة جدا او اثنتين في أنحاء البلاد لكن حسبما اعتقد فان بريطانيا .. المعروفة بالتحرر والترحيب بالناس تتجاوز ذلك".
وأدان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير منفذي التفجيرات الذين "يعملون باسم الاسلام" لكنه قال ان غالبية المسلمين في بريطانيا وخارجها أناس مهذبون يكرهون الارهاب.
وأدان كثيرون في منطقة ادجوير رود بلندن بالقرب من احدى محطات قطارات الانفاق التي هزها احد التفجيرات وحيث تتركز عشرات الانشطة التجارية اللبنانية والعراقية والمصرية الهجمات التي وقعت امس الخميس لكنهم أعربوا عن خشيتهم من ان يصبحوا ضحايا لرد فعل انتقامي تلقائي.
وقال مدير مطعم لبناني يبلغ من العمر 29 عاما ويدعى زكريا قبيسي "العالم كله يشير الان الي ويقول انني ارهابي عربي ومسلم"، واردف قائلا لرويترز "نتوقع ان نتعرض لمضايقات. انه رد فعل طبيعي لكن على الناس ان يعرفوا ان الاسلام لا يطلب منا ولا يسمح لنا بقتل الابرياء".
واعلنت جماعة غير معروفة من قبل تطلق على نفسها "التنظيم السري-تنظيم قاعدة الجهاد في اوروبا" مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت حافلة وثلاث محطات لقطارات مترو الانفاق.
ورغم دعوة المسلمين المعتدلين الى التضامن مع ضحايا الهجمات قال عمران وحيد من جماعة حزب التحرير في بريطانيا الاسلامية المتشددة التي تسعى الى اقامة خلافة اسلامية في العالم انها ستواصل انتقاد الغرب.
وقالت الجماعة "رغم اجراءات الفحص والتمحيص المكثفة التي سيتعرض لها مجتمعنا في أعقاب تلك الهجمات من الضروري ألا يسكت المجتمع الاسلامي على النهج الاستعماري للدول الغربية".
وقالت الجماعة على موقع على الانترنت ان هذه الهجمات جاءت ردا على ما وصفته "بالمذبحة التي نفذتها بريطانيا العظمى في العراق وافغانستان".
ويعتبر كثيرون من المسلمين الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق حيث أرسلت بريطانيا قوات رغم معارضة شعبية واسعة النطاق حملة على الاسلام. كما يتهمون الغرب بمساندة اسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي.
وقال احمد المري الموظف الحكومي البالغ من العمر 27 عاما من دولة الامارات العربية المتحدة الذي يزور بريطانيا "انهم يريدون وقف قتل الناس في العراق وافغانستان ولذلك جاءوا ليقتلوا ابرياء هنا ويخربون حياة المسلمين العاديين".
ويقيم نحو 1.6 مليون مسلم في بريطانيا التي تعيش فيها جماعات معارضة كثيرة هربت من الاضطهاد في اوطانها.
وقال ايهاب ماجد وهو وكيل سفريات مصري يبلغ من العمر 30 عاما "هذا اخر بلد غربي كان يكن احتراما كبيرا للعرب والمسلمين. الان لا أحد يعرف ماذا سيحدث"، لكن ليث الطائي وهو عراقي يمتلك مقهى على مقربة من محطة قطارات انفاق ادجوير رود اختلف مع هذا الرأي، وقال "انت تقتل الحية بقطع رأسها وليس بقطع ذيلها. رأس الارهاب ليس اسامة بن لادن وانما سياسات امريكا وبريطانيا ضد العرب والمسلمين"، وأضاف "غيروها فينتهي الارهاب".
وقد اجمع مسؤولو الجالية الاسلامية على ادانة هذه الاعتداءات التي تحمل وفقا لوزير الخارجية جاك سترو بصمة تنظيم القاعدة. وقال مجلس مسلمي بريطانيا في بيان ان "هذه الاعمال الشيطانية تجعلنا جميعا ضحايا". واضاف البيان "ان الاشخاص الذي خططوا ودبروا بطريقة جهنمية لهذه السلسلة من الانفجارات في لندن يريدون القضاء على روحنا المعنوية كامة وبث الفرقة بيننا كشعب. وعلينا جميعا الاتحاد لمساعدة الشرطة على اعتقال هؤلاء القتلة".
ورصد تقرير آخر أعدته وكالة الأنباء الفرنسية مخاوف مسلمي بريطانيا من تعرضهم لأعمال انتقامية في أعقاب اعتداءات الخميس، وعن ذلك قال زهيد رحمن وهو مسلم منحدر من بنغلاديش ويعمل في كلية للتربية "انه امر سيء للغاية. ما حدث.. وما يمكن ان يحدث لنا".. ويتناقش زهيد بشان هذه الاعتداءات مع اصدقاء له بالقرب من شارع بريك لين, شرق لندن, الذي يوجد فيه عدد من افضل المطاعم البنغالية في العاصمة البريطانية.
ويؤكد "كامل الحق" الموظف في وكالة سفريات "لقد اصبح من المثير للقلق بالفعل ان يكون المرء مسلما".
وتدين غالبية سكان المنطقة بالاسلام الى حد ان النائبة العمالية الحالية منيت بالهزيمة في الانتخابات التشريعية الاخيرة امام مرشح معارض للحرب على العراق.
ولولا قبول زهيد الرحمن الحضور الى مقر عمله مبكرا ساعة من الموعد المعتاد لكان موجودا في محطة اولدغيت الخميس وقت الانفجار، ويقول "ايا كان الجناة فانه امر في غاية السوء. الاسلام دين سلام ومحبة ولا يقر هذه الافعال. وامل ان تلقي الشرطة البريطانية القبض على الاشخاص الذين قاموا
بها".
من جانبه يخشى ابو هنية, الذي يعمل في مسجد محلي, اعمال انتقامية مثل تلك التي اعقبت هجمات 11 سبتمبر/ ايلول 2001 في الولايات المتحدة مشيرا الى ان ذلك يصب في مصلحة حركات اليمين المتطرف مثل الحزب القومي البريطاني (بريتيش ناشونال بارتي).
وقال ان "العلاقات (بين الجاليات) جيدة ومعظم الاشخاص يتصرفون بصورة جيدة. لكن هناك مجموعات مثل الحزب القومي البريطاني قد تلقى رسالتها تجاوبا من البعض ما سيجعل العلاقات صعبة".
ولا يخفي عبد الحسيب (64 سنة) الذي يعيش في لندن منذ اكثر من 40 عاما قلقه ويقول "لقد اصبت بصدمة شديدة. لا احد كان يتوقع شيئا من هذا القبيل. منذ ان اقمت في بريطانيا وانا موضع ترحيب كمسلم. وامل ان لا يتغير ذلك" بعد الانفجارات.
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=14732