بالنسبة لمقال نبيل شرف ـ أظن إنه ليبرالي نوفي علي الزيرو ـ

بداية رفض غزو العراق وإدانته وتسمية مايحدث هناك بالمقاومة لم يقتصر علي الإعلام المصري والعربي ولكن كثير من دول أوروبا الغربية وفي أمريكا نفسها لهم نفس الموقف وحتي بوش نفسه في أكثر من مناسبة بعد أن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ذكر في أكثر من مناسبة أن الشعب العراقي شعب فخور بتاريخه ويرفض الإحتلال

كما أن الشعب المصري فاقد الثقة تماما بحكومته وإعلامه الرسمي وكل شئ يشكوا في مصداقيته يطلقوا عليه كلام جرايد كدليل علي فقدانهم الثقة في الإعلام والصحافة فلا داعي للتضخيم من دور إعلام مرفوض شعبيا

وهل تعتقد حتي لو الإعلام الرسمي في مصر كان مساند بالكامل لغزو العراق أن المصريين سينقادوا له
من وجهة نظر رجل الشارع البسيط فأمريكا التي لها باع طويل في مساندة وتسليح إسرائيل ومساندة كل الدكتاتوريات في العالم العربي غزت أراضي دولة عربية مسلمة ظلما وعدوانا وبالتالي يجب مقاومتهم ومايقوله الإعلام بقي تحصيل حاصل

بالنسبة لموقف الحكومة المصرية فالشعب المصري يعتقد أن حسني مبارك عميل لأمريكا ومحدش خال عليه حركة المظاهرة المنددة بالغزو وخاصة بعد صدور كتاب بوب ودورد ـخطة الهجوم ـ وماذكره فيه من ذهاب جمال مبارك للقاء بوش سرا ليخبره أن المخابرات المصرية عندها معلومات أن العراق عنده أسلحة كيماوية وبيولوجية كما أشار إلي رسائل متبادلة بين مبارك والإدارة الأمريكية يفهم منها إن الراجل مسلملهم بالعشرة وطبعا هتقولي هو الشعب المصري هيقرا بوب ودورد أقولك لأ بس الجزيرة قامت بالواجب وعملت كذا حلقة عن الكتاب وبقي اللي مايشتري يتفرج

كما تجدر الإشارة إلي شئ مهم وهو أن صدام حسين في الخيال الشعبي المصري هو رمز للطغيان والدكتاتورية والدليل علي كلامي هو هتاف كان جمهور الدرجة التالتة في ماتشات الكورة يرددونه دائما يتعلق بالجوهري مدرب الكرة ولاعب إسمه طاهر أبو زيد وكان الجمهور يتهم الجوهري بإضطهاد طاهر أبو زيدوكان الهتاف كالتالي ـ طاهر فين ياصدام ـ وطبعا أنت ممكن تضحك علي المثال اللي أنا ضربته لكن من وجهة نظري فهو ذو دلالة ومغزي عن كيف ينظر المصريون لصدام حسين وما أريد أن أقوله إن ماتردد كثيرا عن أن الشعب المصري مؤيد لصدام حسين أو البعث وكل الهطل ده لا أساس له من الصحة والشعب المصري يفرق جيدا بين صدام حسين والشعب العراقي وكل ماتعنيه كلمة البعث بالنسبة لرجل الشارع العادي إنه يوم القيامة ولايعرف ميشيل عفلق ولا ساطع الحصري ولا كل التهجيص ده

أنا واحد من الناس خدعت في البداية بالبروباجندا الأمريكية وكثافتها وأعتقدت فعلا أن الشعب العراقي سيستقبل الأمريكان بالورود وكان هذا هو الإتجاه الغالب في وسائل الإعلام الأمريكية وأن الموضوع سيكون نزهة بسيطة ويعود البطل الأمريكي الذي لايقهر رافعا رايات النصر وزاد من هذا الإعتقاد السهولة والبساطة التي سقط بها صدام حسين والمغفل بوش أعلن من علي ظهر إحدي حاملات الطائرات وهو يرتدي زي طيار حربي أن المهمة أنتهت ـ وأصبحت بعد ذلك تلك العبارة مصدر تهكم وسخرية في الإعلام الأمريكي - ومع بداية ظهور المقاومة عمل فيها السبع رجالة وأطلق عبارة شهيرة أخري bring them on عندما سألوه عن تصاعد الهجمات ضد أمريكا
ولتصبح هي الأخري مصدر تهكم وسخرية منه
ومرت الأيام والأسابيع والشهور والسنين والحال ينتقل من سئ إلي أسوأ وبدأ توافد الجثث والمعوقين والمرضي النفسيين وصور أبو غريب عائدين إلي أمريكا شاهد عيان علي مايحدث هناك وظهرت حالات هروب من الخدمة ولجوء سياسي لكندا من جانب المجندين

الأن وبعد أكثر من عامين علي كارثة غزو العراق ـ هل تعتقد أن مجموعة من البعثيين السابقيين والمجرمين وقطاع الطرق قادرين علي إنزال تلك الخسائر بأمريكا لو لم يكن لهم قاعدة شعبية وتأييد وسط الشعب العراقي

سيناتور جمهوري من سوث كارولينا كان من أكبر المؤيدين للحرب وهو الذي قام بتغيير إسم الفرنش فرايز إلي فريدوم فرايز في مطعم مجلس الشيوخ بعد رفض فرنسا للغزو أصبح الأن ينادي بإنسحاب أمريكا من العراق

أمريكا الأن دخلت في دائرة جهنمية فهي تدرك أن وجود قوات أمريكية بالعراق هو المحرك الرئيسي للمقاومة وأيضا في حالة إنسحابها سيغرق العراق في بحر من الدماء تكون هي صانعته والمسئولة عنه وطبقا لتقرير أمريكي قرأته مؤخرا فقد تحول العراق إلي مركز تدريب للمسلحين مشابه لأفغانستان أيام الإحتلال الروسي وأمريكا لاتجد لها مخرج من تلك الكارثة يحفظ لها ماء وجهها
وإليك هذا الرابط كدليل علي كلامي
http://www.kentucky.com/mld/kentucky/news/...cs/12077358.htm

داخليا تأكل التأييد الشعبي للحرب وطبقا لأخر إستطلاعات الرأي فإن 60 في المائة من الأمريكيين يعتقدون أن غزو العراق كان خطأ ولايستحق كل تلك التضحيات

برميل البترول وصل سعره لأكثر من 60 دولار وجالون البنزين أقترب من دولارين ونص وسعره في تزايد يوميا

تراجع الإقبال علي التطوع بالجيش الأمريكي والعجز للأن وصل إلي 40 في المائه من الرقم المطلوب ويرجع ذلك لخوف الناس من إرسالهم للعراق

الضمان الإجتماعي مهدد بالإفلاس في المستقبل القريب في حين تحول العراق إلي وعاء بلا قاع للإقتصاد الأمريكي وفي نفس الوقت الذي تنهمك فيه أمريكا في حربها بالعراق تستولي الصين والهند علي مئات ألاف الوظائف الأمريكية لدرجة أنه في برنامج تسجيلي عنوانه ـ هل وول مارت جيد لأمريكا - وول مارت هي الأن أكبر سلسلة محلات في العالم وحجم تعاملاتها العام الماضي وصل ربع ترليون دولار وتعتمد كليا علي الصين ذكروا أن الصين حولت أمريكا لدولة من العالم الثالث حيث تستورد الصين من أمريكا المواد الخام كالقطن وغيره وتصدر لأمريكا بضائع مصنعة وطبعا العجز في الميزان التجاري بينهم يعلمه الجميع

عارف مين اللي ودي أمريكا في داهية وجعلها في وسط ذلك الكابوس

الفواتير اللي زي مأمون فندي وفؤاد عجمي وتقريبا عم نبيل شرف عايز ينضم للقائمة

الأفندية كانوا مش لاقيين تمن المشاريب علي قهوة بلدي في بلادهم وربنا فتح عليهم وجم أمريكا واللي بقي مفكر واللي بقي منظر وده خبير في شئون الشرق الأوسط وده حجة في الإرهاب وطبعا السبوبة حلوة وعايزين يعزفوا للمعلم اللحن اللي عايز يسمعه والأمريكان المغفلين صدقوهم وعجبتهم حكاية الورد الذي سينهمر عليهم في شوارع بغداد والأمريكان بطبيعتهم مدمنين لأفلام هوليوود ونهاياتها السعيدة وريتشارد بيرل اللي الغباوة بتنط من وشه بقي إسمه أمير الظلام وولفوتز عمل فيها سلاحف النينجا وبوش أفتكر نفسه رامبو وأديك شايف النتيجة
وحتي ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عورة أمريكا بالعراق وهي نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان سقطت مع صور أبو غريب وإليك هذا الرابط من صحيفة يشهد لها الجميع بالموضوعية ـ يعني مش الأسبوع بتاعة مصطفي بكري علشان عم نبيل شرف ميزعلش ـ لتعطيك فكرة عما يدور بالعراق الأن

http://observer.guardian.co.uk/internation...1520136,00.html

مرة قاعد أتفرج علي التلفزيون من مدة وكانوا مستضيفين فؤاد عجمي مع إتنين أخرين في برنامج إخباري ليتحدثوا عما يحدث في العراق والإتنين التانيين كانوا أمريكان وكان رأيهم إن غزو العراق كان خطأ من البداية وإستمرار أمريكا هناك أصبح عبثي وضرره أكثر من نفعه وعم فؤاد لقيته بيعترض عليهم بشدة وبيقول إن قواتنا موجودة هناك علي الأرض ويجب أن نستمر في القتال وطبعا بجانب تذكري لقصة العم توم الشهيرة لفت نظري كلمة قواتنا التي أستخدمها عم فؤاد فعم فواد راجل غلبان من لبنان وغالبا لسه مدفعش حساب المشاريب اللي عليه في القهوة اللي كان قاعد عليها قبل مجيئه لأمريكا لكن ربنا أكرمه وفتح عليه وبقي عنده قوات ينسبها لنفسه بس بعد كده عرفت إنه متوهم إن القوات الأمريكية هي قواته ولإزالة التداخل والغموض في الموضوع أقترح علي فؤاد عجمي وأمثاله أنهم فعلا يشكلوا كتائب ويروحوا يحاربوا بنفسهم في العراق ويقضوا علي الزرقاوي علشان لما يقول كلمة قواتنا بعد كده يبقي بجد مش تهجيص ـ أصحي ياعم فؤاد وعيش عيشة أهلك



في بقي نقطة أحب أقولها قبل ماأغور في داهية

في شئ إسمه الكرامة وساعات بتنقح علي الواحد وبتتسبب في مشاكل
أنا كمصري وليومنا هذا يوجد شئ في صدري تجاه إنجلترا بسبب إحتلالها لمصر وتجاه فرنسا بسبب مافعلته بالجزائر رغم إنها أحداث مرت عليها عقود ولم أعاصر أي منها وبالطبع تجاه أمريكا ـواحد يقولي ومادام هو كده قاعد هناك ليه أقوله مصلحتي يعني بالعربي حسابي في البنك وشغلي هو مايربطني بها وبزنس إذ بزنس ومش لازم لما تخش في بزنس مع حد إنك تحبه لأنك مش رايح تتجوزه ـ فما بالك بمواطن عراقي يصحي الصبح يلاقي في الشارع عسكري أمريكي بيفتشه ولا عايز يفتش مراته
أنا شخصيا لو في مصر وحدث معي موقف مماثل هجيب كرشه وليكن مايكون
في ناس موضوع الكرامة بالنسبة لها بقي عبء وكلام فاضي ملهوش لازمة بس الحقيقة موضوع الكرامة ده موجود عند أغلبية البشر ومن أستطاع الإستغناء عن كرامته حلال عليه بس لازم يفهم إن مش كل الناس عندهم نفس قدرته وكما قال المسيح رب المجد ماذا يستفيد الإنسان لو كسب العالم كله وخسر نفسه