ليست مشكلتي انا لو كان هناك من لديه مشكل في الاستيعاب, ساعيد تفصيل الموضوع بشكل اوضح:
في الصحيحين عن محرز المازني – رحمه الله – قال : بينما أنا أمشي مع ابن عمر – رضي
الله عنهما – آخذ بيده إذا عرض رجل فقال : كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في النجوى قال ( ابن عمر ) : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن
الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟
فيقول : نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأي في نفسه أنه هلك قال : (( سترتها عليك
في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطي كتاب حسناته .. )) [ رواه البخاري ومسلم ]

هذا الحديث ليس خبرا لحادثة وقعت, بل هو درس تعليمي للمسلمين يستخلص المؤمن منه بشكل واضح الدروس التالية:

1- ان تكون مرتكب لذنوب مهلكة(إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك ) حسب الشريعة التي انزلها الله فذنوبك مغفور لك يا مسلم

2- (( سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطي كتاب حسناته .. )) نلاحظ هذا الربط الواضح بين غفر الذنوب في الآخرة وبين سترها في الدنيا , فالمعنى واضح بان الفعل الاول (اي ستر الذنوب في الدنيا)هو دليل واشارة الهية بمستوى الشرط لوقوع الفعل الثاني (اي غفر الذنوب في الآخرة).

3-نتيجة الدرسان الاول والثاني يصبح لدى المؤمن قناعة راسخة بان ارتكاب الذنوب والمعاصي المهلكة ليس مهما ما دامت مستورة (تغييب للضمير) , وبما ان المؤمن أخ للمؤمن فبالطبع ستقوم شركة بين المؤمنين بستر معاصي بعضهم بعضا,حتى لا يكون مؤمن سببا لهلاك اخيه المؤمن .


ان هذا المنطق يؤدي الى ما يؤدي اليه , الى اعتبار مسالة الاخلاق والصدق لدى المسلم مسأل خارجية,لا مكان لضمير والصدق مع الذات فيها

لذلك تجد المجتمعات الاسلامية مجتمعات تدعي النظافة والعفةالاخلاقية , وهذه النظافة والعفة مضحكة ومبكية في آن واحد لمن يعرف حقيقة هذه المجتمعات من الداخل, ويعرف الكذبة التي تعيشها هذه المجتمعات, واذا كانت المجتمعات الغربية توصف من قبل المسلمين بالفساد الاخلاقي , فان المسلمين الذين عاينوا هذه المجتمعات عن قرب وعاشوا فيها, يحز في قلوبهم الفرق بين حقيقة الانسان المسلم المدلس والكذاب مع نفسه ومع الآخرين مع حفاظه على الادعاء بالصدق والطهارة وبين الانسان الغربي الشفاف والصادق مع نفسه ومع الآخرين, اما ما يسمى بالفساد الاخلاقي في الغرب ما هو الا نتيجة ان كل شيء في الغرب ظاهر ومعلن , ليس لدى المجتمع الغربي ما يخفيه والفساد الاخلاقي معروف اماكن وجوده وانتشاره , عكس المجتمعات الاسلامية التي كل شيء فيها يبرق ويلمع, بينما داخلها فاسد ونتن , كل ذلك سببه الصفقة بين الله والمؤمن على التستر على المعاصي .


[COLOR=Red]