بلير ابتلع عدداً لا يحصى من الضفادع بسبب دعمه للحرب على العراق

2005-07-11 11:13:08
________________________________________

حسب هآرتس اليوم رد فعل رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير يبرهن أن أحاسيس اريئيل شارون - الذي وجه أوامره لوزرائه بالاكتفاء بالتعبير عن الصدمة ومشاعر العزاء وتمنيات الشفاء للمصابين في تفجيرات لندن - لم تخنه. النصائح الشمولية التي وجهها وزير المالية نتنياهو وتنظير وزير الخارجية سلفان شالوم الاخلاقي لم يؤثرا على بلير. رئيس الوزراء البريطاني حول اسرائيل خلال مقابلته مع الـ بي.بي.سي بدفعة واحدة من شريكة في المصير الى شريكة في التهمة. هو صرح بأن "معالجة (الارهاب) لا يمكن لها ان تنتهي عند الاجراءات الوقائية والأمنية فقط"، ووضع "دفع عملية السلام في الشرق الاوسط" في المرتبة الثانية في قائمة "الاسباب العميقة (للارهاب) التي يتوجب اقتلاعها من جذورها".

(الارهاب) يبدو مغايرا من داونينغ 10 (مقر رئيس الوزراء البريطاني)، والسياسي مثل كل انسان آخر، مُقرب لدى نفسه. قبل سنة عندما زار شارون بريطانيا سمع بلير منه ان القضاء على التنظيمات (الارهابية) وطرد ياسر عرفات هما الشرطان المسبقان لكل تقدم في المجال السياسي. في ذلك الحين لم يكن من الملح له ان يعالج قضية الصراع في الشرق الاوسط، ولو حتى على مستوى البؤر الاستيطانية غير القانونية. اهتمامه انصب على الهجمات التي يتعرض لها جنوده في العراق، والهجمات التي تُشن عليه من الداخل لإهداره دماء الجنود في حرب ليست لهم. بلير كان ممتناً لضيفه الذي أرسل أعوانه للصحافة البريطانية لإخبارهم بالمعلومات الاستخبارية "الأكيدة والحقيقية" حول وجود سلاح إبادة جماعية لدى العراق.

في أواخر 2004 انتصب بلير في البيت الابيض وهز برأسه عندما سمع شريكه في الحرب، جورج بوش، وهو يصرح تصريحا عدمياً حول استعداده "للعمل مع القادة الفلسطينيين الملتزمين بمكافحة العنف والاصلاحات الديمقراطية". بلير عاد الى لندن من دون موافقة بوش لعقد قمة دولية للسلام. الزعيم البريطاني الذي يبتلع عددا لا يُحصى من الضفادع بسبب دعمه للحرب الاشكالية التي تشنها الولايات المتحدة في العراق، ابتلع اقتراحه بتعيين مبعوث رئاسي رفيع المستوى لدفع خريطة الطريق الى الأمام. ابتلع وصمت.

قبل ستة اشهر عندما جاء بلير الى القدس، لم يكن على شارون ان يبذل جهدا كبيرا في إقناعه ان معالجة العنف سابقة لمعالجة الصراع في حالتنا الخاصة. هو صرح انه لن تكون هنالك مفاوضات ناجحة للسلام من دون وضع حد للعنف. "هآرتس" نقلت في حينه ان المباحثات المغلقة بين بلير وشارون قد شهدت تشددا أكبر عند رئيس الوزراء البريطاني. بلير وعد بالقول للفلسطينيين انه اذا لم يتوقف العنف فبامكانهم ان ينسوا أمر الدعم والتأييد السياسي. أبو مازن الذي قام في حينه بالخطوات الاولى في المقاطعة خلع قفازه وهاجم الانتفاضة العنيفة على رؤوس الأشهاد. بلير، مثل باقي الزعماء الاوروبيين من عرابي خريطة الطريق، قوّم مساره ولاءمه مع الخط الذي أشار اليه بوش وشعاره: صه، انهم يفكون ارتباطهم.

هجمات القاعدة على امريكا أزالت الفواصل والتباينات بين العنف الفلسطيني الموجه ضد الاحتلال وبين (العنف الاسلامي) الموجه ضد الحضارة الغربية. الصورة انقلبت رأسا على عقب لدرجة ان بوش وشارون أخذا يُنظران بالديمقراطية للاشخاص الرازحين تحت احتلال الجيوش الاجنبية. خسارة ان الادراك والتبصر لا يحدث إلا بعد ان تحدث الكارثة في داخل البيت فقط. يا ليت أحداث السابع من تموز تضع نهاية لأحداث الحادي عشر من ايلول وتفتح معركة صحيحة في الصراع ضد (الارهاب).