{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #6
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي
أحب أن أسمع رأيكما في مستقبل ظاهرة الصحوة الدينية في العقدين الأخيرين في سوريا....

مع الشكر الجزيل


تتنامى الإسلامية في سورية، سواء على المستوى الشعبي في المجتمع الدمشقي أو في مناطق شمال سورية. لقد بهت لون شعار "سنسحق الأخوان المسلمين، عملاء الإمبريالية والصهيونية" المكتوب على أحد الجدران في معرة النعمان، التي كانت معقلاً للإخوان المسلمين خلال فترة المواجهة بين الجماعة والسلطات السورية في أوائل الثمانينات. وحل محله اليوم شعارات جديدة تحمل طابعاً إسلامياً، كما أن عدد المساجد على جانبي الطرق الرئيسية التي تربط المدن السورية بالقرى لا تزداد عدداً فحسب بل حجماً وبهاء أيضاً.

وإذا دخلنا أعماق القرى، نجد أمثلة فردية تبين حقيقة ما حدث. ففي عرم الجوز، وهي قرية في منطقة كانت أيضاً معقلاً للإخوان المسلمين، كان محمد يتفاخر بكونه شيوعياً، وحتى ملحداً. وكان يتحدى التقاليد الاجتماعية المحلية، على غرار الشباب المتمردين الآخرين في سورية الذين كانوا يبحثون عن معتقدات وقيم جديدة يبنون عليها مستقبلاً. ولم يكن وحده في هذا الأمر، بل كان واحداً من آخرين ممن يحبون إثارة الأكبر منهم سناً. فخلال رمضان كانوا يعلنون إفطارهم بالتدخين علناً في وضح النهار. وأما اليوم، بعد عشرين سنة، فقد بات محمد محافظاً يؤمن بمراعاة القيم التقليدية ويقول: "إن الإسلام هو البديل". فمحل الرغبة بضرب المعتقدات التقليدية عرض الحائط، بتنا نرى عودة إلى الحماس الديني. وبات المتمرد القديم الآن يقضي جل وقته في المسجد الجديد القائم في وسط عرم الجوز. وأحفاده الأربعة قلما يغادرون المسجد ويصومون رمضان، رغم حداثة سنهم. وترتدي حفيدتاه الحجاب وهما لم تبلغا العاشرة بعد. إن التحول الذي طرأ على محمد يوضح السبب الكامن وراء ابتعاد سورية عن الدولة والمجتمع العلمانيين.

كيف حدث ذلك ولماذا؟ لقد تضافرت عوامل خارجية وداخلية عديدة لدفع سورية بهذا الاتجاه. فبعد أن سحقت السلطة السورية الإخوان المسلمين، سعت إلى تشجيع شكلاً معتدلاً من الإسلام ضد المتطرفين. فقد شجعت على بناء حوالي 80 ألف مسجد جديد. كما أقامت معهد الأسد لتحفيظ القرآن في مختلف المدن والمحافظات، وأكثر من 22 معهد تعليم عال لتعليم الإسلام. ولا يحضر هذه المعاهد طلاب الجامعات السورية فقط بل يحضرها أيضاً طلاب من 60 بلداً عربياً وأجنبياً. كما شجعت الحكومة على إنشاء مدارس شرعية. ففي محافظة الجزيرة، شمال شرق سورية، أنشأت المدرسة الخزنوية؛ وفي حلب أنشأت مدرستي الشيخ أحمد حسن والشيخ أبو القعقاع؛ وفي دمشق مجمع أبو النور وحلقتي دراسة الشيخ محمد سعيد رمضان حسون والشيخ محمد حبش. كما أنشأت الحكومة في دمشق مجمع الشيخة منيرة القيسي، تيمناً باسم السيدة الدمشقية الشهيرة، حيث تدرس فيه حوالي 25 ألف فتاة.

ومن عادة المعاهد الدينية هذه البالغ عددها 584 أن تقدم الرعاية الصحية والمعونة الغذائية للناس، وقد قدم 280 منها خدمات يومية شاملة لحوالي مليون إنسان ـ ولحوالي مليونين خلال شهر رمضان المبارك. كما تقدم التعاليم الدينية للعامة إما من خلال الدروس اليومية أو من خلال خطبة الجمعة. ولكي يدلل النظام على إسلامه، فقد شدد الخناق على الجماعات اليسارية، لكي يُظهر حزب البعث بوصفه التنظيم اليساري الوحيد. هناك منبران فقط في المدن والقرى السورية: المساجد والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام الحكومية. ولذلك كان أمام الناس خيار بسيط: الإسلام أو الايديولوجيا الرسمية. ويتحول الشباب بكثرة إلى المدارس الدينية والمساجد، سواء كردة فعل ضد السياسات الرسمية أو كوسيلة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

لقد هبط معدل النمو السكاني السنوي في سورية من حوالي 3.4% منذ عقد مضى إلى حوالي 2.4 اليوم. ولكن الأطفال الذين ولدوا في فترة الازدهار السكاني قبل عقدين من الزمن هم شباب اليوم. فهناك 220 ألف شخص يدخلون سوق العمل سنوياً، والحكومة عاجزة عن تأمين فرص عمل لهم. ووفق الإحصاءات الرسمية هناك مليون عاطل عن العمل في سورية، منهم 500 ألف مسجلون لدى مكاتب البطالة الحكومية. ويكمن الخطر في حقيقة أن 80% منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة. فماذا سيفعل هؤلاء الشباب عندما تنحصر آفاقهم السياسية بمذهب سياسي واحد؟ سوف يتحولون إلى الدين الذي يقدم لهم، على الأقل، حياة آخرة ينتظرونها جميعاً.

كما أن هناك عوامل إقليمية خارجية ودولية ساهمت في تنامي الإسلامية في سورية. ففي العقود الثلاثة الماضية تضافرت أحداث مهمة على تعزيز الدوغما الإسلامية في سورية. فقد تزامن الصراع ضد الأخوان المسلمين في سورية مع الثورة الإسلامية في إيران في نهاية السبعينات، ومن ثم تحالف الحكومة السورية مع طهران ضد النظام العراقي الذي تتقاسم معه، نظرياً، المذهب البعثي القومي العلماني نفسه. فيما بعد، في نهاية الثمانينات، انهار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية الداعمان للنظام السوري. وهذا لم يضعف الحلفاء الاستراتيجيين لسوريا فقط، بل ساعد على زعزعة مصداقية الاشتراكية وإنجازاتها.

وقد تزامنت نهاية الشيوعية وفشل الأنظمة الاشتراكية في تقديم حلول للأمراض الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعاتها، وفشل الأحزاب الحاكمة القوية في تحقيق إنجازات داخلية أو خارجية، مع النجاحات المتزايدة للأحزاب الإسلامية. فالجمهور السوري وخصوصاً الشباب عاينوا عن كثب إنجازات الجهاد الإسلامي وحماس أثناء الانتفاضات الفلسطينية. ولم يساهم هذا في تقوية الإسلام في المجتمع السوري فقط بل بقبول العمليات الانتحارية كوسيلة جهادية مشروعة. كما ساهم الدور الذي لعبه حزب الله في طرد إسرائيل من الجنوب اللبناني أيضاً في تعزيز الاعتقاد بأن "الإسلام هو الحل".

كانت هجمات 11 أيلول 2001 إرهاباً بكل معنى الكلمة، ولكن هل هذا هو رأي المواطنين السوريين العاديين؟ من المشكوك فيه أن تكون هذه هي قناعة المواطنين هنا، فقد رأى الشباب في هذه الهجمات، مرة أخرى، برهاناً على أن تنظيماً صغيراً بوسائل محدودة تمكن من مواجهة قوة عظمى بفضل الإسلام. فهم يرون أن هذا على النقيض مما تفعله الأنظمة العربية التي كرست نسباً كبيرة من موازناتها للدفاع وفشلت في تحقيق أي نصر على أمريكا أو إسرائيل. وكان من شأن الأحداث في العراق أن أكدت على هذه المواقف. إذ يرى الكثيرون أن صدام حسين، قبل إسقاطه، تبنى الإسلام كشعار بديل. ومؤخراً تحالف بعثيون سابقون مع جماعات إسلامية متطرفة لمحاربة أمريكا. ولعل المدهش في الأمر هو الانتشار الإسلامي الواسع في العراق، بالرغم من أن النظام البعثي السابق اعتقد أنه نجح في فرض نظام علماني إلى حد كبير على البلد. لقد تم في العرق تحرير مارد التطرف الإسلامي من قمقمه. والسؤال الآن: هل سينجح النظام السوري في إبقاء مارده الإسلامي في القمقم إلى الأبد؟


إبراهيم حميدي صحفي مقيم في دمشق وخبير في الشؤون السورية. كتب هذه المقالة لصحيفة الديلي ستار.





07-12-2005, 10:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
السوريات بين حجابين؛ ديني واجتماعي - بواسطة arfan - 07-12-2005, 10:16 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إلى كل لا ديني و ملحد وعقلاني و وجودي ... الجوكر 23 4,280 05-26-2011, 05:42 PM
آخر رد: الجوكر
  عندما قام المسيح عندنا ( موضوع غير ديني ) Free Man 13 3,784 12-23-2010, 03:22 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  أسئلة للشباب اللا ديني إبراهيم 29 5,588 03-23-2009, 09:11 PM
آخر رد: إبراهيم
  الغباء والتحجر الديني ...الذي تربينا عليه ....موضوع اجتماعي يا ادارة النادي رجااااااااااء وليس موضوع ديني الرجاء ابقائه استشهادي المستقبل 15 3,749 01-30-2008, 04:00 AM
آخر رد: إبراهيم
  زواج الأمير تشارلز من كاميلا باركر بولز، ...دليل تطور حضاري أم انحطاط خلقي واجتماعي بسام الخوري 17 4,902 04-19-2005, 07:07 AM
آخر رد: shahrazad

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS