محبة وسلام لجميعكم.. (f)

تحية مجددة للمحترم سواح..

لم أعثر على حل للمشكلة ومازلت لا أعلم سببها!
لكنى وجدت طريقة للتحايل عن طريق "صفحة الطباعة" ومن ثم تمكنت من القراءة :D

بداية فموضوعك قوى للغاية وملئ بالمادة الدسمة..
لابد أنك بذلت مجهوداً كبيراً فى إعداده.. هذا واضح من الوهلة الأولى لمعرفتى السابقة بك أنك تبحث فعلاً ولا تكتفى بالنقل..

ألقيت نظرة متأنية غير مدققة وأرى أنك استندت لأكثر الآراء اليهودية تشدداً.. وهذا أمر جيد لتوضيح وجهات النظر المختلفة..

الأمر سيحتاج بالطبع لمداخلات تفصيلية حول كل نقطة.. وأعتقد أن هذا الموضوع سيعلق على الصفحة الأولى وقتاً طويلاً نظراً لدسامته..

أود قبل الدخول فى التفاصيل الإتفاق على نقاط عامة أعلم أنك متفهمها مسبقاً..


+ كثير من النبؤات لا تكون صريحة لفظاً وتحتمل القيل والقال فعلاً نظراً لغموضها..

دعنى أشرح وجهة نظرى بمثال وأوصيك بالصبر معى.. (f)

مثلاً لفظة مثل "سبع بقرات سمان وسبح نحاف" لم نكن ليعتقد الدينيون انها نبؤة مالم يقم "يوسف" بتفسيرها على أنها "سبع سنين رخاء وسبع سنين قحط"

وبالطبع هنا مزية جيدة أن يوسف نفسه هو المتنبئ والمفسر للنبؤة نفسها وكل هذا حدث قبل سنوات الرخاء والقحط فعلا.. مما يجعل الصورة واضحة لا تحتمل تأويل دينى..

ما أود قوله هنا.. أن النبؤة حدثت فعلاً بمجرد أن قال يوسف "سبع بقرات" .. لكن أدوات إستدلالنا لا تتوفر إلا بعد تفسيره لما هية هذه السبع بقرات وأنها سبع سنوات..

هب جدلاً أن يوسف لم يفسر (وهذا وارد فى نبؤات أخرى) فما الذى سيفهمه الناس؟

ستظل النبؤة حدثت فعلاً ولكنهم لا يربطون بين "سبع بقرات" - "سبع سنوات"..
أى أنها ستكون نبؤة غامضة تحتمل القيل والقال بتفسيرات إجتهادية.. أى بمنطوق بحثى تعتبر "نظريات" لكن لا أحد يستطيع الجزم بهذا التفسير أن السبع بقرات تعنى بالضرورة سبع سنوات..

أليس كذلك؟

هب جدلاً أن سنوات الرخاء والقحط حدثت فعلا.. فما الذى سيفهمه الناس؟

سيستنتج المفسرون أن تفسير "سبع بقرات" = "سبع سنوات" هو التفسير المنطقى عقلاً وتنجلى أمامهم الصورة نسبياً..

لاحظ أنى اتكلم بحديث منطقى ولم أضع أن المفسر هنا أى شيئ سوى انه بشرى عادى يعمل عقله..
لم أدخل فى حيثيات إيمانية مثل أن يكون هذا المفسر مسوق من الروح القدس أو له عصمة تبليغ أو أنه رسول لنفس المصدر الذى أوحى بالنبؤة والذى صاغها بصورة معقدة عن عمد ثم بعث من يفسرها فى وقت محدد عن عمد لحكمة مقصودة من ذلك

وهنا تكمن المشكلة مثار موضوعك..

فالمفسرون اليهود (قياساً على المثال السابق) لا يؤمنون بحدوث هذه "السنوات السبع" وبالتالى فلفظة "بقرات سبع" عندما يفسرها البعض بأنها سنوات يرون ذلك تحميل للكلام فوق ما يحتمل.. أو بعبارة أخرى.. تأويل تلفيقى..


بالطبع أعلم أن مداخلتى هذه بالنسبة لك يا عزيزى سواح هى "تحصيل حاصل"..
لكنى أود لو يفهم القارئ لماذا إختلفت وجهات النظر من الأساس تبعاً لإختلاف دوافع كلانا..
فلو فهم هذا سيسهل عليه تفهم وجهة النظر المسيحية لو فهم دوافعها..


أكتفى بهذا القدر من الثرثرة الآن رحمة بالقارئ..
وعلى وعد بالدخول فى التفاصيل بعد سماع بعض من وجهة نظركم..

تحياتى ومحبتى (f)