اقتباس:  جادمون   كتب/كتبت  



3- العزيز حسان جميعا مررنا بتجارب تركت فينا اثارها العميقة بشكل قد اثر على قراراتها او مسارتنا الحياتية ولست ادرى اذا كنت من الصلابة بمكان فاستطعت ان تتغلب على هذه التجارب وتتابع حياتك او ان تكيفها وفق الظروف الحالية ؟ فكيف ترى نفسك ضمن هذا المشهد الانسانى ..وهل لك تجارب مؤثرة  بشكل عميق وهل لك ان تحدثنا ولو بشكل جزئى عنها ان وجدت ؟

سؤال صعب يا جاد (f)
لا أعتقد أنه يوجد مقياس دقيق لقياس الحالة الإنسانية يمكن أن نطبقه معياريا على كل الحالات ..  
أحيانا كثيرة نهزم في الأزمات الصغيرة .. نتحطم ، بينما الأزمات الكبيرة تقوينا .
هل تجارب أثرت بي بشكل عميق؟
طبعا وكثيرا ولا أحد لم يتعرض لتجارب أثرت بمجرى حياته ، ومع تقدم العمر ستذداد هذه المحطات .
لست أدعي يا جاد أنني رجل عركته التجربة .. لا ، فالتجارب بحاجة إلى وسط (( إنساني )) تفاعلي قادر على إبراز التجارب سلبا أو إيجابا .

4- كيف كانت رحلة اغترابك ولما اخترت بالذات ان تكون فى السعودية دون غيرها من بلاد العالم وحسب ما فهمت من الزميل اسماعيل احمد ( اللى ما تنبل فولة بتمو )  انك لك فترة طويلة وانت مقيم بهذا البلد ؟

سأقول :
قدر أحمق الخطا
سحقت هامتي خطاه
انا مقيم في السعودية منذ ربع قرن لا غير .. لم أختر السعودية ولست أعتقد أنني كنت سأختارها منذ اللحظة الأولى وإلا لبقيت بوطني ..  
لا أقول ذلك على سبيل الإنتقاص من السعودية أو المجتمع السعودي الذي لي فيه امتدادات اجتماعية ، بل أوازي بين سوريا والسعودية كفولة عربية وانقسمت نصين .. لا فرق .. الفرق الوحيد أن سوريا مسقط رأسي ومدارج ذكرياتي .
اما لماذا لم أختر بقية دول العالم؟
والله يا جاد يا عزيزي هي لم تخترني .. ولم تشفع لي عندهم عيناي الخضراوان :D ..
كان وجهي شاحبا .. ولم يعرفوني في الظلال التي تمتص لوني في جواز السفر .

5- لن اطالبك بالتحدث عن تجاربك  العاطفية ولكن اسألك من خلال ما مررت به  ما هو رأيك فى المرأة بشكل عام ؟ وهل تعترف لنفسك ان فهمت المرأة فعلا ام انك ستترك الصفحات بيضاء وفى اخرها علامة استفهام ؟

لا طالب ، شو رأيك تطالب؟ :mad:
أجمل مافي المرأة انها سر عصي على الفهم ..  
ربما هذا هو الدافع الأول .. شرارة الإنطلاق الأولى لأي قصة علاقة بين رجل وامرأة .
نحن الرجال منذ فجر التاريخ نحاول النفاذ من خلال غموض المرأة وما استطعنا وسوف لن نستطيع .. لذا سنظل نلهث خلف هذا العطر الذي ما استطاعت مصانع عطورات الدنيا أن تصنع مثله : غموض المرأة .
عادة ما يفتخر الرجل بمغامراته العاطفية وليس المرأة .. ليس في الشرق فقط حيث الحب خطيئة ، بل حتى في الغرب المنفتح ..  
حقيقة .. نحن لا نحتفل بانتصاراتنا في مغامرات عاطفية ..
نحتفل أننا استطعنا اختراق الأبواب الموصدة .. لا أكثر .. ولا أقل :)

6- لماذا لم تتابع انتاجك الادبى وماهى الموانع وهل لها علاقة بالاجواء الرقابة داخل السعودية مثلا ام الامر يعود الى مزاجك وظروفك الخاصة ؟ ومتى نرى لك عملا من تلك الاعمال التى كنت بصدد نشرها ؟

هممم .. هذا حديث متشابك .
أعاقر الأدب منذ تعلمت ألف باء الجمال .. كتبت .. مزقت ما كتبت .. حاولت .. جربت ، في النهاية كنت أعد نفسي لأن أكون شيئا آخر .. شيئا مختلفا ، وأعتقد أنني كنت قادرا على ذلك لولا .. لولا ولولا تتوالد من لولا ...

لا ليست الرقابة السعودية .. بل الهم السعودي ذاته .. ليس لأنه سعودي ، بل لأن تفاصيل هذا الهم قادرة على سحق حتى الإنسان ناهيك عن " بطره " الإبداعي .
في السعودية شعراء وأدباء كبار ما كانت تلك التفاصيل عائقا لهم ، إنما قليلا قليلا ما سمعت عن أديب " أجنبي " انطلق من السعودية ..  
أكرر : ليس الرقابة ، بل الجو العام القادر على افساد الذائقة حتى ..  
ثم ، الحياة في السعودية ليست حافلة بالتفاصيل (( الوردية )) أو (( الإنسانية )) القادرة على صقل الأديب وامداده بمداد لا غنى له عنه ..  
لأقل بدون استرسال : إنه الغربة وكفى .

أمر آخر ..
أحيانا تصبح الكتابة خطيئة ..  
خطيئة دينية .. اجتماعية .. أخلاقية .. وربما كتلة خطايا مجتمعه .
ذلك ذنب لست أشعر به .. إنما يشعر به غيري ويحاصرني من خلاله ..
سأقول بكل صراحة : أبي (f)
لا زلت أذكر بكثير من الأسى واللوعة تلك المسودات القصصية التي مزقها من دفتري قبل سنوات طويلة ليمزق معها جذوة الحلم ..
ذلك أمر ، لم يكن سهلا بالنسبة لحالم يحلم ..
ليس أصعب من أن تطفئ الحلم في عيون تتقد به ولأجله ..
أقف هنا :)
الآن بصدد إحياء ذلك الحلم من تحت الرماد .. أنتظر أن يفرخ طائر الفينيق قريبا ، لكنني اما كسول ، وإما أن الكتابة فعلا حالة " مخاض " حقيقية لا نستطيع استجلابها ساعة نشاء أو أن نوجهها الى وجهة معينة عندما تأتي ..
تلك الغانية اللعوب .. هي من تقرر متى تأتي ولأي غرض تأتي ..  
وعاشق مدنف مثلي ، لا يملك إلا الإمتثال .

وليس لى اخير سوى ان اهدى وردة  حب وتقدير واحترام الى صديق واخ عزيز على افخر به كثيرا واسعد به (f)

وليس لي إلا أن أعبر لك عما تستحقه من حب وتقدير ، منتظرا أسئلتك اللي من كعب الدست :)