المهاجر الفلسطيني
اقتباس:فشل التجارب في السودان والسعودية وغيرها في هذا الزمن المضطرب بين فساد الروح ونجاح المادة لا يعني الحكم على التجربة الحماسية مسبقا
لماذا محاولة الإيهام بأن حماس سوف تأتي بما لم يستطعه الأوائل ولا الأواخر, ثم من قال أن حماس سوف لن تضطرب بين فساد الروح ونجاح المادة أهي حالة ربانية مثلا لا فريد لها… هل حماس تطرح مشروعا وشعارا فريدا من نوعه…هذا الشعار والمشروع لم يثبت جدارة في أي مكان فكيف تريد منا أن نراهن على وعود ومنطلقات إيمانية محضة وكم هو سهل التنظير إذا ما قورن بالتطبيق, طبعا أنا لا أعرض أن تأخذ حماس فرصتها فهذا حقها وهي إن حققت وهجا حضاريا سوف نرفع لها القبعات..إلّا إني لا أعتقد ذلك إن لم تغير نهجها..
اقتباس: فحماس استطاعت ان تبني مؤسسات حضارية كبيرة , فهناك مثال الجامعة الاسلامية في غزة , وعشرات المؤسسات الخيرية والنوادي الرياضية والمعاهد التعليمية والمستشفيات الحديثة , والغالبية العظمى من قيادتها حاملي شهادات عليا في الكيمياء والفيزياء والطب والهندسة , بل ان معظم شهداؤها ايضا ممن تقدم في مجالات كثيرة من الحياة .
أنت هنا تلجأ للتهويل من الأمور, الجامعة الإسلامية جيدة(وأنا طالب فيها) إذا ما قورنت بالجامعة المجاورة لها, أي أن تميزها محلي, هل هي أفضل من جامعة بيرزيت أو النجاح أو غيرها من جامعات الضفة مثلا, أنا لا أنكر وجود بنى تحتية(وقد تم التبرع بإنشائها من جهات مختلفة) ووجود إدارة جيدة بها.. إلا أنها تمرس شيئا من الأعراف الطالبانية, فأنا علي أن أنتظر موعد الطلاب لمراجعة المحاضرين مما وكأنك سوف ترتكب منكرا إذا ما وقعت عينك على فتاة كالخيمة, وكثيرا ما تعرضنا للإهانة من الناطور الذي يراقبنا وكأنه يعتقد أننا حيوانات لا نستطيع صبرا عند رؤية الخيام...
والمؤسسة التعليمية يا عزيزي يفترض أن تتبع الموضوعية والأمانة العلمية وهو غير موجود بالنسبة للسياسة الجامعية وطبيعة المتطلبات الجامعية المفروض علينا دراستها…
أما قضية المؤسسات والنوادي فهذا ليس إعجازا وهنا الكثير من المؤسسات التابعة لجهات أخرى تعمل بكفاءة عالية, وقس على ذلك قضية الشهادات العلمية… وقل لي ما هي المستشفيات الحديثة التي تديرها حماس فأنا لا أعرفها.
اقتباس:حماس قادمة بمعادلة توازن بين المادة والحضارة الحديثة وبين المنهج الاسلامي . وهذا ما يميزها عن غيرها من التيارات الاخرى .
هذا كلام لا يخرج عن التنظير لسيد قطب وغيره وهو لم يحقق حضارة كما أسلفنا, ويهمني جيدا رؤية هذا التوازن في السلطة والمسئولية وليس خارجهما..
اقتباس: وقد يشاركني الاستاذ فضل وهو قريب من ممارسات حماس في غزة عن الهوة الحضارية بين تنظيم حماس ومؤسسات حماس وانضباطية حماس وبين مؤسسات الغير.
الانضباط شيء موجود فعلا ولكنه ليس حكرا على حماس, كما طبيعة المقارنة جائرة فأنت لا يمكنك مقارنة مؤسسات حماس بمؤسسات الدولة.
اقتباس:حماس لم تتولى منفردة طوال سنوات تواجدها المسؤلية بل كانت في فترة من الفترات لها جزء كبير وهذا تترجم لانجازات نضالية كبيرة , كانت ستسفر في نهاية الانتفاضة الاولى عن الخروج من قطاع غزة لولا قدوم السلطة وتحطم هذا الانجاز بخديعة غزة اريحة اولا .
كان ذلك في عصر القوى والفصائل وعندما لم يكن سلطة, وأي انجازات نضالية تتحدث عنها, وغزة يا عزيزي ليست انجاز ودوما الخروج منها كان مسألة وقت لأن المشروع الاستيطاني فشل من البداية, وخديعة غزة أريحا كما وصفتها جاءت بأكثر من غزة التي زعمت أن حماس "كادت" تفعلها(وأنا لم أسمع بذلك)!!..وقد تلى ذلك سيطرة السلطة على معظم مدن الضفة فالإنجاز هنا أكبر…
اقتباس:وتراجع الشعب الفلسطيني طوال غياب حماس وتولي لبرالي السلطة المسؤلية ليعيثوا في الارض الفساد . وكانت الحفلات والرقص والغناء والسكر والعربدة تمتلئ بشوارع غزة فيما كانت السجون تمتلئ برجال حماس . ولم يستفيد الشارع الفلسطيني الا مزيدا من المهانة ومزيدا من الاذلال على ايدي اجهزة السلطة .
لا أدري لماذا المبالغة في قصص السكر والعربدة والرقص, فغزة قبل الانتفاضة كانت أفضل حالا بكثير من الآن, وحماس هي من اختار العناد لمواجهة السلطة وتخريب أجواء السلام بناء على عقدها النفسية, فهي بدأت موجة العمليات الانتحارية فقط بعد اتفاقات السلام وحاولت تخريب كل شيء ولم تراعي ظروف السلطة والتزاماتها..وانا هنا لا أدافع عن ممارسات السلطة لكن حماس مسئولة عن سوء تقديرها, ولذلك فقد كان هناك فتور مجتمعي مما يحدث لأنه أمل في تحسن أوضاعه بعدما أنهكه العنف…
اقتباس:اما عن اكذوبة نشأة حماس بدعم اسرائيلي لضرب فتح والمنظمة فهذا الامر مثير لضحك رددها عرفات ردها من الزمن , واظن انها اصبحت فقط كنوع من التسلية والمزاح .
لا أعرف أن كان هذا حدث أم لا, ولكن كان هناك دعم للأصولية ضد اليساريين والوطنيين استخدمتها أمريكا والسادات ولا أستبعد أن تكون اسرائيل قد استخدمتها…
اقتباس:في الختام لا تتناسي اختي ان طبيعة المجتمع الفلسطيني المحافظة يحتاج الى فكر وعقلية حماس توازن بين محافظته وتقدمه , واستغلال موارده وافكاره الاستغلال الامثل , واعلمي ان حماس لا تفرض افكارها بصورة عسكرية كما يتمنى البعض وانما استطاعت ان تنشر فكرها التنويري بطرق حضارية تربوية مؤسساتية , ولهذا يختار الشعب طواعية حماس باغلبية ساحقة , لا اظن ان نتائج الانتخابات ونتائج استطلاعات الراي الحقيقية جاءت بهذا التاييد الجارف لحماس لانها حركة تنفذ اجندتها بقوة السلاح .
وبعيدا عن التنظير في هذا الكلام فأنا قد مللته…أشير إلى قضية فرض الرأي بالقوة…هذا حدث في الانتفاضة الأولى عندما أجبرت حماس النساء على ارتداء الحجاب وغيرها من الظواهر…وقد ظهرت بوادره في الانتفاضة الحالية… إلا أن الأمر سيختلف عندما تتولى حماس سلطة فعلية وهنا المحك..
ولي عودة