تعالوا نقرأ ماذا يقول الدكتور تيسير دياب وهو طبيب نفسي

كيف تساعد صديقاً لديه رغبة في الإنتحار


إن الإنتحار نادر ما يكون قراراً إرتجالياً وليد اللحظة، ففي الأيام والساعات قبل أن ينهي الإنسان حياته وينتحر، عادةً ما تكون هناك بوادر وعلامات منذرة.

ومن أقوى هذه العلامات وأكثرها قلقاً هي التفوه والتلفظ بعبارات عابرة مثل "إنني لا أستطيع الإستمرار" ، "مفش إشي في هالحياة بيستاهل" ، "أنا حياتي جحيم" ، "الموت أحسن من هالعيشة".

ومن العلامات الشائعة أيضاً ما يلي:
- الإنطواء والإنعزال
- التصرف بتهور وعدم اتزان.
- تغير ملحوظ في السلوك مثل البكاء والشجار وانتهاك القانون.
- تعاطي المخدرات أو الخمور.
- المعاناة من ظرف طارئ وقاسي كالخسارة الكبيرة أو تغيير في طبيعة الحياة للأسوأ أو الفشل أو وفاة صديق حميم أو أحد أفراد الأسرة.
- الكتابة أو رسومات عن الموت.
- تغير ملحوظ في المظهر كنقص أو زيادة الوزن أو عدم الإهتمام بالمظهر.
- أنماط نوم متقلبة.
- فقدان الشهية للطعام.
- تغير في الرغبة الجنسية.
- التفكير في الإنتحار.
- حزن عميق أو شعور عميق بالذنب.
- أحلام اليقظة.
- الشعور بالعجز والضعف.
- فقد الثقة في النفس.

ولكي تساعد شخصاً لديه الرغبة في الإنتحار عليك إتباع ما يلي:
* إلتزم الصمت وإصغ جيداً !! إذا شعر شخص ما بالإكتئاب أو بالرغبة في الإنتحار، فإن إستجابتنا الأولى هي محاولة تقديم المساعدة حيث نقدم المشورة ونشاركه بخبراتنا من أجل تقديم النصح ومحاولة أن نجد حلولاً مناسبة، ولكننا نستطيع أن نحقق أفضل النتائج إذا إلتزمنا الصمت والإصغاء فالأفراد الذين يشعرون بالرغبة في الإنتحار لا يريدون إجابات أو حلول، ولكنهم يريدون مكاناً آمناً وشخصاً أهلاً للثقة للتعبير عن مخاوفهم وقلقهم ومشاعرهم. إن الإصغاء ليس بالأمر السهل ويجب علينا أن نسيطر على الرغبة في الكلام والتحدث بشيء ما .. بإبداء تعليق أو عرض المشورة .. إننا نحتاج أن نصغي ليس فحسب للحقائق التي يخبرنا بها الشخص ولكن أيضاً للمشاعر التي تكمن خلفها، فإننا نحتاج أن نفهم الأشياء من وجهة نظرهم وليس من وجهة نظرنا.

* ضع نصب عينيك الأمور التالية: ما الذي يريده الشخص الذي يشعر بالرغبة في الإنتحار؟ شخص يستمع إليه جيداً، شخص يخصص فترة من الوقت ليصغي إليه بالعقل، وشخص لا يصدر أحكاماً أو يعطي المشورة ولكن يولي جل إهتمامه وإنتباهه الكامل بدون أي تشتت. شخص يثق فيه، شخص يحترمه ولا يحاول أن يكون مسيطراً متسلطاً، شخص يتعامل مع كل شيء بسرية تامة. شخص يكرس جزء من وقته ونفسه لمساعدة الشخص الآخر على الشعور بالراحة وعدم الحرج والتحدث بهدوء، شخص يعطي الطمأنينة ويقبل الشخص الآخر كما هو ويثق بما يقوله .. شخص يقول "أنا مهتم بك وأنت تهمني" !!

* ما الذي لا يريده الشخص الذي يشعر بالرغبة في الإنتحار؟
- لا يريد أن يكون بمفرده .. إن الرفض من قبل الآخرين وتجنب مساندته يفاقم المشكلة على نحو أسوأ حالاً لعشرة أضعاف، ولكن وجود شخص يلجأ إليه يجعل الأمر مختلفاً تماماً.
- لا يريد الحصول على المشورة، فإلقاء المحاضرات لا يساعد ولا يجدي أن نقول "إبتهج ... لا تحزن .. لا تيأس !!" أو أن تعطي طمأنينة بعبارة بسيطة مثلاً "كل شيء سوف يكون على ما يرام" ، "المسألة بسيطة جداً" كذلك لا تحلل أو تقارن أو تنتقد.
- لا يريد أن يحقق معه، فالتحدث عن المشاعر أمر صعب وإن الذين يشعرون برغبة في الإنتحار لا يريدون أن يستعجلهم أحد أو أن يكونوا في موقف المدافع !!

وأخيراً عليك الإتصال بالطبيب أو الأخصائي النفسي وذلك في حالة مواجهة أي صعوبات، وذلك للحصول على الإستشارة اللازمة والمساعدة في العلاج.