أدرجت وجهة نظر أخرى في المقالة السابقة وحاولت رصد كيف يتم تبرير أجواء قمع الحريات ببضع عبارات "متباكية" على حال الشعب الفلسطيني بصياغات عاطفية, وتغليب الحال النفسي على الموضوعية في النقاش
اقتباس:كل الطيور تغني للوطن الجريح ولكن الغريب ان يغني الغراب من اجل السلام فانا منذ ان قذفت الى رحم الحياة وانا اعرف بان الغراب لا يجلب الا الخراب فكيف به يغني وبالذات للقضية الفلسطينية بكل ما فيها من الم و جراح وتحدي وتصميم .
طبعا لا أعرف ما المبرر لهذا التشبيه السيء وهو لا ينم إلا عن حقد وقلة أدب وضعف الحجة, ثم تروي لنا قصة نشأتها وكأنها اطلعت على سر الحياة...
اقتباس:هل اصبحت القضية سلعة استهلاكية مميزة، تحمل تاريخ انتهاء على اسفلها، يشتريها من يود الصعود الى اعلى السلم ومن ثم يقذفها جانبا من اجل التمدن الارستوقراطي والبرستيج؟ هل اصبحت المقاومة عيب وتخلف في الوسائل التي تنتهجها وادواتها تنفع لمعارك التتار.
القضية الفلسطينية سلعة استهلاكية من كل الأطراف سواء من الحكام أو الإسلاميين وكل له مآرب أخرى...ثم هنا تحاول الكاتبة خلط الأمور والتدليس مرة أخرى بزعمها وصفنا للمقاومة بالتخلف ولا تعليق...
وهذا تدليس آخر في غير محله حيث جعلت السوبر ستار وكأنه قد وجه ضربة قاضية للمقاومة..
اقتباس:"سوبر ستار فلسطين " اين هذا المصطلح من مصطلحات ووسائل المقاومة الفلسطينية؟ هل بات على القضية الفلسطينية ان تضع خمارا على وجهها من اجل ان يغني سوبر ستار فلسطين؟ .
اقتباس:"عدنا لان حلمنا اقوى " تحت هذا العنوان تفنن عمار حسن في استدراج قلوب المواطنين الفلسطينيين نحو ايجاد وجه اخر للمقاومة الفلسطينية . الغناء اصبح في المراتب الاولى في نظر حسن لكي يقاوم من اجل الشعب الفسطيني، فهو لا يشجع حسب قوله ظاهرة الشعب البكائي .
هذا شعار الذي رفعه منظمو المهرجان أولا...ومرة أخرى تدليس ولعب بالكلام واقتباس مجتزأ للكلام ينافي الموضوعية..
اقتباس:اذا كانت حجارتنا فلسطينية و دماؤنا فلسطينية وجراحنا فلسطينية، فمن اذن سيشعر بها الا الذي كان قد رصد التجربة وعانى من ويلات الاحتلال الاسرائيلي؟.اترك لكم الاجابه هنا، هل عاش حسن الم الشعب الفلسطيني؟ هل شعر بنبض الام الثكلى؟ هل شاهد الاطفال الرضع قتلى؟ اظنه تعايش مع برنامج السوبر ستار اكثر من ذلك فمن اللكنة اللبنانية الى الموديل الذي يحمل صرعات المغنين الذين يهربون من الوطن الى اعلى سلم المصالح ليصبحوا نجوما في سماء غير سماء فلسطين .
يبدو أن الكاتبة نسيت أن عمار ابن هذه البلاد وعاش فيها, وكيف تحكم عليه بالبلادة تجاه أحوال بلده فهل كل الناس يرون رؤيتها؟!
اقتباس:غنى حسن في مسيرة للفقراء ترى هل سيقف ايضا على مقربة من جدار الفصل و الضم العنصري و يغني له؟ ممكن اذا شعر بان هذا سيوصله الى القمة ومن يطلع على الاسلوب الذي يعمل ويخطط به حسن و خصوصا بعد حصوله على لقب سوبر ستار فلسطين يصل الى نفس الاستنتاج .
كان بالفعل هناك من ضمن فعاليات المهرجان غناء عند الجدار, وكم هي إشارتها حاقدة عندما حولت قراءة النوايا وكأنها اطلعت الغيب..
اقتباس:سعر التذكرة لمن شاهد و استمع الى حسن ثلاثون شيكلا، أي ضعف يو مية عامل او كثر من ذلك بكثير كان ذلك تحديدا في مدينة نابلس. وتحت شعار" عدنا لان حلمنا اقوى" استثمر حسن كل جهوده لكي يصل الى الطبقة التي يريدها من المستمعين خلال حفل نظم في احدى المدن الفلسطينية ذات الاقتصاد المتلاشي .
هنا تزيد الكاتبة في مغالطاتها وتشيطن كل شيء..وتسيء قراءة النوايا, فضلا عن أن ما ذكرته غير صحيح من ناحية علمية والمبالغة فيه واضحة وسعر التذكرة عاي جدا..
ويستمر هنا الأسئلة المغلوطة في تتمة مقالتها والتي تشي بمدى ضيق الرؤية و تغليب الحالة الذاتية على وصف الأحداث كما كان واضحا من افتراءاتها في مقالها..
اقتباس:"لن نرقص على دماء الشهداء "احد الشعارات الرافضة للمهرجان الذي فرض على المدنيين والمدينة التي اجبرت على استقبال حفل السوبر ستار الفلسطيني عمار حسن. ترى اذا لم يغن عمار حسن فهل سيفقد الشعب حقه الطبيعي في تطوير حياته الثقافية والفنية،واعتبار ذلك حجرا لإبداعاته خلف أسوار ظلامية، وذرائع واهية.
اذا كانت المقاومة الغنائية حسب تفكير حسن والقائمين على ادارة المهرجان ستتقلص وتذوب وتضيع في ردهات الرفض فانهم بذلك يلوحون لنا من بعيد بان المقاومة رجعية وتحمل تمثالا للقدم، وعلى النهج الذي يطرحونه من خلال حسن فانهم يقولون لنا اخلعوا الالم والحزن والجراح كما تخلعون نعالكم، وقفوا لنرقص على الحان صوت الغراب المتسلق.