إنها ضرب من جملة "الصدّيق" عندما قال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" ...

من كان يراهن على "شخص" ما في قضية "التنوير"، مهما كان طول باعه، فإن الشخص متوقف يوماً، لا محالة، لسبب أو لآخر. أما من يراهن على "موقف ومبدأ وفكر" فإنه يعلم بأن الفكر لا يموت، وهو لو تلاشى في الأرض زمناً، فإنه مثل حبوب الحنطة، سوف يأتي زمن "تملأ الوادي سنابل".

"سيد القمني" يستطيع أن يتوقف، ويستطيع غيره أن يفعل كذلك، ولكن "التنوير" سوف يستمر ما زال في هذا الشرق إنسان لم يغيب عقله "الخدر الديني" بعد.

"سيد القمني" قال الكثير حتى الآن، وما زال عندنا الآلاف مثل "سيد القمني" التي سوف تكبر وتجعل المياه تهدر في النواعير، وحبوب القمح تضحك في المعاجن.

"سيد القمني" خائف على حياته أمام جماعات مغيبة لا تعرف إلا السلاح في وجه الكلمة. وهذا الزمن البائس أتى لنا أمس بمن طعن "نجيب محفوظ" ومن قتل "فرج فوده" ومن حاسب "نصر حامد أبو زيد". فلماذا لا يأتي لنا اليوم بمن يهدد "سيد القمني" بل وينفذ "حكم إلهه" فيه؟

عندما تبدأ المجتمعات بقتل مثقفيها ومناراتها، فهناك أزمة تعيشها هذه المجتمعات. ولكن خناجر الغدر لا تستطيع السباق مع القلم مهما جلت حدها ودببت رؤوسها، بل لعل هذه الأسلحة المسددة إلى صدر "سيد القمني" هي دليل ضعف وليس دليل قوة. فلو كان عند هذه الجماعات غير التكفير والتهديد والوعيد أمام "فكر سيد القمني" لما لجأت إلى هذا الأسلوب الرخيص في التعامل مع المفكرين.

"سقطت يمينك فالتقطها ... واضرب عدوك لا مفر" (محمود درويش) ...

وردة "لسيد القمني" رغم هذا الانسحاب (f)

واسلموا لي
العلماني