الزميل الفاضل zaidgalal

تحية ومحبة وسلام

تٌقول :
_____________

تستخدم هذه الكلمة (ben وتنطق bane) في العهد القديم 4902 مرة. وتدل على البنوة المجازية والبنوة الحقيقية:

أما الكلمة العبرية zera فلا تنصرف إلا إلى البنوة الحقيقية. فلو كان الروح القدس يقصد بنوة حقيقية لاستخدم هذه الكلمة zera التي يتكرر ذكرها 230 مرة في العهد القديم. وإنما قصد بنوة مجازية فاستخدم ben. وكذلك:

أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. (2صم 7: 14)
أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ben وليس zera. إنها بنوة مجازية.

____________________


وأقول لك إذا كانت الكلمة مستخدمة آلاف المرات عن البنوة بمعناها الحقيقي أو المجازي ، وأكثر من ألف مرة ، على الأقل عن البنوة الحقيقة مقابل استخدام كلمة zera المستخدمة فقط 230 مرة ، ولن أدخل معك في تفصيل المعاني الأخرى لكلمة zera فهذا لم يعد مهم، فما الذي يقلل من قيمتها في الحديث عن البنوة الحقيقية في أكثر من ألف مقابل 235 أيهما ؟؟!!

أن كلمة ابن في العربية تعبر عن البنوة الحقيقية والمجازية وكذلك كلمة son في الإنجليزية وهكذا في كل اللغات ، فهل معنى أن كلمة ابن في العربية تعني البنوة الحقيقية والمجازية نقول أن القول محمد بن عبد الله تشكك في بنوته الحقيقية ، ونقول ربما تكون بنوة مجازيته ؟؟
والإجابة كلا !!
فعندما أقول محمد بن عبد الله أعرف أنها تعني بنوة حقيقية ، وعندما أقول ابن مصر أو ابن السبيل تعني بنوة مجازية ، وهذا لا يقلل من قيمة الكلمة عندما تعني البنوة الحقيقية !!!


______________

وتقول :
عندما يستشهد القديس بولس بالكلمة المجازية ويطبقها على المسيح فليس أمامنا بعد هذا التحليل اللغوي إلا أن نعتبر أن بنوة المسيح لله هي بنوة مجازية:

إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضاً فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. (أع 13: 33)

كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». (عب 5: 5)

والكلمة اليونانية المستخدمة لكلمة "ابن" هي:

G5207
υἱός
uihos

وتدل على البنوة المجازية والبنوة الحقيقية.

______________________


وأقول لك يا عزيزي أن الكلمة مستخدمة مئات المرات بالمعني الحقيقي والمجازي ، وقد وردت عن المسيح كابن مريم " υιος " (مر6 :3) وكابن الإنسان " υιος " وكابن الله " υιος " .
فهل تقول لي؛
عندما يقول ابن ابن مريم يقصد بنوة حقيقية ،
وعندما يقول ابن الإنسان يقصد بنوة حقيقية ،
وعندما يقول ابن الله يقصد بنوة مجازية ؟؟؟!!!

يا عزيزي الكلمة هي هي ولكي نعرف أن كان المقصود بها بنوة حقيقية أو مجازية علينا أن نراجع بقية ما جاء عن هذا الشخص من جهة هذه البنوة .
والكتاب يقول عن المسيح " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله " (في2 :5) 00 الخ؛

وهذه الآيات توضح حقيقية وطبيعة وجوهر المسيح؛ أنه كلمة الله الذي هو الله ، ابن الله الوحيد الذي في حضن الآب ، والذي من الآب ، وبهاء مجد الله ورسم جوهره ، صورة الله المساوي لله .
والنتيجة الطبيعية هو ابن الله بالمعني الحقيقي للكلمة .

ويبدو أن سيادتك ، مع علمك الغزير للعهد الجديد والذي يسعدني الحوار مع شخص بهذا المستوى من الدراسة ، نسيت شيء هام وجوهري وهو أن المسيح قال " كل شيء قد دفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (لو 10 :22) ، وهذا يؤكد أن الابن يملك كل ما للآب وأن الآب يعطي للابن كل سلطانه ، وأن المسيح له المجد ، الابن ، هو الوحيد الذي يعرف الله الآب ، بل ولا يعرف أحد حقيقية الابن ذاته إلا الآب ، لماذا ؟

وفي المقارنة بين موسى والمسيح يقول " فان هذا (المسيح) قد حسب أهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة اكثر من البيت. لان كل بيت يبنيه إنسان ما ولكن باني الكل هو الله. وموسى كان أمينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد أن يتكلم به. وأما المسيح فكابن على بيته. وبيته نحن أن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية " (عب3 :4 -6). موسى خادم في عمل الله أما المسيح ، الابن، كصاحب البيت لأنه أبن صاحب البيت وبالتالي له حق ملكية ما للآب . لأن الآب والابن واحد والابن من الآب وفي ذات الآب .

ويبدو أنك نسيت أيضاً نقطة جوهرية جداً وهي أنه عندما أستشهد القديس بولس بقوله " أنت ابني أن اليوم ولدتك " كان يقارن بين المسيح والملائكة وفي هذه المقارنة :
" الله بعد ما كلم الآباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم لانه لمن من الملائكة قال قط انت ابني انا اليوم ولدتك.وايضا انا اكون له ابا وهو يكون لي ابنا. وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله. وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار. واما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور.قضيب استقامة قضيب ملكك. احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك. وانت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغيّر ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى. ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك " (عب1 :1-14) .
وهنا هو يقول عن الابن :
1 – أنه ابنه \" υιω \" \" الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ \" ، ابنه الوارث له ، وخالق العالمين ، فهل البنوة هنا مجازية أم روحية ؟؟!!
2 – وهو بهاء مجده ، ἀπαύγασμα apaugasma ap-ow'-gas-mah
an off flash, that is, effulgence: - brightness.، إشعاع مده ضياء مجده.
3 – ورسم جوهره \" χαρακτήρ charaktēr khar-ak-tar' \"
From the same as G5482; a graver (the tool or the person), that is, (by implication) engraving ([“character”], the figure stamped, that is, an exact copy or [figuratively] representation): - express image.
صورة جوهره ، الصورة المعبرة عنه .
4 – وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ، أي مدبر كل شيء .
5 - الجالس في يمين العظمة في الأعالي.
6 - الأعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم .
7 – ثم يقول بعد ذلك \" لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك. وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا \" وهذا الفارق بين الابن والملائكة يصور مدى وحقيقة هذه البنوة التي لم يوصف بها الملائكة ، علماً بأنه سبق أن وصف الملائكة ، كما بينا بأبناء الله ، ولأن بنوتهم بنوة مجازية لذا لم يقال لهم أبداً ما قيل للابن الحقيقي والوحيد ابن الله.
8 – لأنه الابن الحقيقي تسجد له جميع ملائكة الله \" وأيضا متى ادخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله \".
9 – وفي المقارنة بين هذا الابن والملائكة يعطيه لقب الله \" . وأما عن الابن كرسيك يا الله \".
10 – ولأنه ابن الله الحقيقي والوحيد فهو الوحيد الجالس عن يمن الله \" لأنه لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك \".
يا عزيزي الفاضل الكتاب يتكلم عن بنو حقيقية للمسيح ليست كبنوة البشر لأن الأنبياء من البشر خدام في بيت الله أما المسيح فهو ابن في بيته ، بيت أبيه ، والوارث لأبيه ، الذي أعطاه السلطان في السماء وعلى الأرض .
أنه الابن الحقيقي والوحيد لله والملائكة بالنسبة له خدام وجميعها تسجد له كقوله \" لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض \" (في5 : 10).
وهذا لا يحتاج أن نخرج الكلمة عن معناها الأصلي والجوهري بحجة أنها تعني البنوة الحقيقية والمجازية ، فبنوة المسيح لله الآب بنوة حقيقية ولا تحتاج لمثل هذا الجهد اللغوي الجبار .


تحياتي ومحبتي

الراعي / عمانوئيل