لضبط الموضوع المتشعب،

* السلطة هي حق للأمة وحدها، ومن يغتصب سلطانها فعقوبته وخيمة، ولا نقبل أن يأتينا عسكري عن دبابته لينصب نفسه رئيسا. لن يصبح ذلك العسكري المتسلط رئيسا حتى لو مكث في الحكم سنين طوالا.
يشرع هنا من يرى فيه رئيسا خلافة يزيد بن معاوية، ورأي من يرى المتسلط إن استقر في الحكم حاكما للناس.
لو اراد ناصركم خير الناس لوجب عليه أن يتنحى قبل هزيمة 1967 بوقت طويل، وذلك بأن يرجع السلطان إلى الأمة، وعندها نرى أتختاره أم تختار غيره.

* بالنظر إلى المنجزات الحضارية لناصركم، نرى أنه قد قام بوحدة فاشلة، وبهزيمة ماحقة، وبنزع ممتلكات من أصحابها من غير سلطان طبعا بحجة القضاء على الإقطاعية، وبملئ السجون، وكان سببا في نمو نابتة من الأمة لا ترى التغيير للواقع الفاسد إلا بالعنف، وطبعا ألغى الظاهرة السياسية الصحية في أي بلد يحترم نفسه، وهي حق التجمع في أحزاب.

* قد يقول لي البعض ماذا عن السد العالي وتأميم القناة، فنقول له:
هذه منجزات مدنية وليست حضارية، وتأميمه للقناة وإن كان خيرا، إلا أنه لا يحق له أن يمن على الأمة به، بل الأمة تمن عليه أن مكنته من صنعه. وأما السد العالي، فهو إن لم يصنعه ناصر لصنعه غيره.

* أما عن إستقالة ناصر، فنقول لو أنه يشعر بالمسؤولية عن الهزيمة فعلا لما رده عن الإستقالة راد، وليعد إلى العسكر ماضيا في القتال حتى يقتل، لعل في ذلك كفارة لذنب الهزيمة التي يتحملها وحده.
أما أن يستقيل، ثم يعود بحجة الضغط الجماهيري، فلا يقبل ذلك من رجل في السلطة. لعله لو استقال وقعد في بيته أياما، ثم يجرب أن يعود إلى الحكم، فلنر من سيخرج مطالبا به.

* لا ننسى أن ناصرا كان خطيبا مفوها، وهذا لا يكفي، فمن الكلام الكثير الذي أعطاناه، ماذا أعطانا من فعل؟ ولم ازددنا انحطاطا على انحطاط بوجوده، ولم ركزنا أننا ظاهرة صوتية؟

* المعادلة التي تقتضي أن ناصرا هو نقيض الرجعية والإستعمار لا نراها نحن، فليست مصطلحاتنا أبدا هي بمصطلحات غيرنا من الأوروبيين، ومن لبس لبس القوم في لغتهم لهو قمين أن يقرأ قصة حماميز الله.

* هناك ألوان أخرى في الدنيا غير ناصر والإخوان المسلمين وأتباع الإاستعمار والملكية والصهيونية وكيت وذيت، هناك ستة ملايين لون يراها الإنسان لا يشبه أحدها الآخر فلا ننحصر في أربعة أو خمسة ألوان.