هناك مصطلح في السياسة الاميركية اسمه "الخيار النووي". قبل عدة اسابيع، كان الديمقراطيون في الكونجرس يستعملون بعض التعطيلات القانونية التكتيكية لابطاء قرارات صادرة عن الجمهوريون، فهدد الجمهوريون باصدار قرارت تلغي صلاحية الديمقراطيين في مثل هذه الاجراءات و صلاحيتهم هم ايضا، و عندها رضخ الديمقراطيون لمطالبهم. الصحافة كتبت في اليوم التالي، "الجمهوريون لوحوا بالخيار النووي". في العربية هناك مصطلح مشابه هو "عليّ و على أعدائي".

و قد نشأ هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الثانية، حين قررت واشنطن اجبار اليابان على الاستسلام بأن ألقت قنبلة نووية على هيروشيما، و أثبتت اليابان ساعتها بأنها ند عنيد تماما كما توقعت واشنطن، حيث تقول بعض المصادر أن اليابانيين كانوا مصرين على القتال حتى الموت، و لم يتغير هذا بعد القاء القنبلة الاولى، فضرب الامريكيون ناجازاكي. و قالت الدعاية الاميركية يومها ان "الخيار النووي" هو السلاح الرادع الوحيد المتبقي بحوزة اميركا لايقاف اليابانيين، بعد أن قام اليابانيون بتدمير الاسطول البحري الاميركي في عقر داره. و لكن حتى بعد تدمير المدينتين، و بعد اجتماعين عاليين المستوى في طوكيو للحكومة اليابانية، أصر اليابانيون على الاستمرار في القتال! و في النهاية، عندما أعطى الامبراطور اوامره لقائد القوات المسلحة بالاستسلام، قام القائد بتوقيع وثيقة الاستسلام استجابة لاوامر الامبراطور الذي يعتبره اليابانيون إلههم، و ثم انتحر في اليوم الثاني لاعتقاده بأنه فقد شرفه كمقاتل، و هذه عادة الساموراي اليابانيين، اذا هُزموا في معركة، ينتحرون لأن المهزوم في اعتقادهم إما يموت أو يعيش بلا شرف.

في ظل هذا التاريخ، أعتقد أنه اذا قامت الجماعات الاسلامية بعمليات دموية في اميركا بشكل فظيع، مثل استعمال مادة نووية او كيماوية لقتل عشرات الالاف من الناس، فإن مزيجا من العجز عن ايقافهم و الغضب عليهم و الرغبة الجامحة في الانتقام سيحدث في عقول الساسة الامريكيين، و هذا المزيج قد يدفعهم او يجبرهم على استعمال الخيار النووي ضد أهداف رمزية للمسلمين (و ليس هدفا من العيار الثقيل مثل مكة). مثل هذا العمل قد يهدف الى التالي:

- الدعاية الداخلية: سوف يحاولون ان يظهروا امام الشعب الاميركي بمظهر الجبار المنتقم، و أن دماءهم لا تضيع هدرا.
- ترويع الارهابيين: ربما يرى الكثير من المتطرفين النتائج الوخيمة لتصرفاتهم، و يلاحظون حينها ان خيار العنف ليس في صالح الامة الاسلامية.
- تهييج المسلمين: على قدر ما يكره الكثير من المسلمين اميركا، اذا رأوا مثل هذا الامر يحدث لهم، سوف يثورون على أسلوب القاعدة في التعامل مع القضية و يرون أنه اسلوبا غير مسؤول و يجلب لهم المصائب، مما يؤدي الى انخفاض شعبية الخيار المسلح.