{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الله يتجلى في عصر العلم
abowalad غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #12
الله يتجلى في عصر العلم
منطق الإيمان لجورج هربرت بلونت

أستاذ الفيزياء التطبيقية
حاصل على درجة الماجستير من معهد كاليفورنيا التنكولوجي ـــ كبير المهندسين بقسم البحوث الهندسية بجامعة كاليفورنيا .

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

إنني أومن بالله ، بل أكثر من ذلك ، إنني أوكل إليه أمري ، ففكرة الألوهية بالنسبة إلىّ ليست مجرد قضية فلسفية ، بل إن لها في نفسي قيمتها العلمية العظمي ، وإيماني بالله جزء من صميم حياتي اليومية .
ويختلف هذا الرأي اختلافاً كبيراً عما يذهب إليه كثير من المفكرين ، فهنالك عدد غير قليل من عمالقة الفكر استبعدوا فكرة وجود الله عن محيطهم وأقاموا من أنفسهم دعاة إلى الإلحاد ، وهذا يفرض علينا أن نوضح الأسباب التي تدعونا إلى الإيمان بالله ولدي محاولتي القيام بهذا الواجب ، أحب أن أوضح بعض خواطري ، وأن أناقش بعض النظريات الهامة التي تدعو إلى الإيمان أو الإلحاد ، ولسوف تعيننا مناقشة هذه الآراء على إدراك الأسباب التي تدعو كل من يستخدم عقله إلى الإيمان بالله ، وأريد بعد ذلك أن أبين لماذا يؤمن الناس بالله .
لقد درس كثير من الباحثين الأسباب التي تجعل الناس يؤمنون إيمانا ً أعمي يقوم على التسليم لا على أساس المنطق والاقتناع ، وما يؤدي إليه هذا النوع من الإيمان من أفكار متناقضة حول صفات الله . وتدل الشواهد على أن هنالك نوعاً من الإجماع بين الفلاسفة والمفكرين على أن لهذا الكون إلهاًًًً ، ولكن لا يوجد هنالك اتفاق على أن هذا الإله هو ذاته إله الكتب المقدسة . وليس معني ذلك بطبيعة الحال أن هنالك مطعناً في تلك الكتب ، أو أن ذلك الغموض يرجع إلى عدم وجود الأدلة الكافية ، فقد يكون السبب في المنظار ذاته الذي تري به الحقائق ، وعندئذ يؤدي ضبط المنظار إلى المزيد الوضوح ، ولكن حتي مع ذلك يبدو أن الأدلة في حد ذاتها لا تعطي الحكم المطلق . ولكي أبين القيمة الحقيقة للأدلة وما يعتبر من وجهة نظري الطريقة السليمة لا ستخدامها ، أحب أن ألفت الأنظار إلى طريقة الاستدلال التي نستخدمها في علوم الرياضة .
فمن المعروف في علم الهندسة ، أننا نستطيع أن نبني كثيراً من النظريات على عدد قليل ، من البديهيات ، أو تلك الفروض التي نسلم بها ونقبلها دون مناقشة أو جدال حول صحتها ، فالعلماء يسلمون أولا بالبديهيات ، ثم يتتبعون مقتضياتها أو النتائج التي تترتب عليها وعند إثبات أي نظرية نجد أن برهانها يعتمد في النهاية على مسلمات أو أمور بديهية ، ومع ذلك فإن النظريات مجتمعة لا تستطيع أن تقدم دليلاً على صحة بديهية من هذه البديهيات ، ولكننا نستطيع أن نختبر صحة هذه البديهيات بمعرفة ما يترتب على استخدامها من اتفاق أن تضارب مع التطبيقات العملية والحقائق المشاهدة . ولا تعتبر صحة النظريات التي تقوم على ألأخذ بهذه البديهيات ، ولا مجرد عدم مشاهدة آثار للتناقض بين هذه النظريات وبين الواقع والمشاهد ، دليلاً أو برهاناً كافيا على صحة البديهيات المستخدمة . فالواقع أننا نقبل البديهيات قبول تسليم وإيمان . وليس معني ذلك بطبيعة الحال أنه تسليم وإيمان أعمي لا يقوم على البصيرة وكذلك الحال فيما يتعلق بوجود الله ، فوجوده تعالي أمر بديهي من الوجهة الفلسفية ، والاستدلال بالأشياء على وجود الله ـــ كما في الإثبات الهندسي ـــ لا يرمي إلى إثبات البديهيات ، ولكنه يبدأً بها ، فإذا كان هنالك اتفاق بين هذه البديهية وبين ما تشاهده من حقائق هذا الكون ونظامه ، فإن ذلك يعد دليلاً على صحة البديهية التي اخترناها . وعلى ذلك فإن الاستدلال على وجود الله يقوم على أساس المطابقة بين ما نتوقعه إذا كان هنالك إله وبين الواقع الذي نشاهده . والاستدلال بهذا المعني ليس ضعف الإيمان ، ولكنه طريقة لقبول البديهيات قبولاً يتسم باستخدام الفكر ، ويقوم على أساس الإقناع بدلا من أن يكون تسليما أعمي . والأدلة أنواع : منها الأدلة الكونية ، ومنها الأدلة التي تقوم على إدراك الحكمة ، ثم الأدلة التي تكشف عنها الدراسات الإنسانية .
فالأدلة الكونية تقوم على أساس أن الكون متغير ، وعلى ذلك فإنه لا يمكن أن تكون أبديا ً ، ولا بد من البحث عن حقيقة أبدية عليا . أما الأدلة التي تبني على إدراك الحكمة فتقوم على أساس أن هنالك غرضاً معيناً أو غاية وراء هذا الكون ، ولابد لذلك من حكيم أو مدبر . وتكمن الأدلة الإنسانية وراء طبيعة الإنسان الخلقية ، فالشعور الإنساني في نفوس البشر إنما هو اتجاه إلى مشروع أعظم .
ولما كان اشتغالي بالعلوم ينحصر في التحليل الفيزيائي ، فإن الأدلة التي يتجه إليها تفكيري تعتبر من النوع الذي يبحث عن حكمة الخالق فيما خلق . ولا كتشاف القوانين التي تخضع لها الظواهر المختلفة ، لا بد من التسليم أولا بأن هذا الكون أساسه النظام ، ثم يتجه عمل الباحث نحو كشف هذا النظام .
ويبدأ الباحث عمله عند حل مشكلة من المشكلات بعمل نموذج أو تجربة تعينه على دراسة الظاهرة التي يدرسها ، وليس النموذج أو التجربة إلا محاولة لا ختبار صحة فرض منه الفروض . ويجب أن يكون هذا الفرض بسيطاً مع مطابقته للواقع ، ثم يدور البحث حول النموذج أو التجربة لمعرفة العوامل التي تؤثر في الظاهرة التي هي موضع البحث ، فإذا كانت النتائج مؤيدة للفرض الذي بدأ به ، فإنه يعده صحيحاً لأن ينطبق على هذا النموذج ينطبق أيضا على سواه ،، مما يدل على تسليمنا بأن هنالك نظاماً يسود هذا الكون . ولا يمكن أن يتصور العقل أن هذا النظام قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم أو من الفوضى ، وعلى ذلك فإن الإنسان المفكر لا بد أن يصل ويسلم بوجود إله منظم لهذا الكون ، وعندئذ تصير فكرة الألوهية إحدى بديهيات الحياة ، بل الحقيقة العظمي التي تظهر في هذا الكون والمطابقة بين الفرض والنتيجة تعد برهاناً على صحة هذا الفرض والمنطق الذي نستخدمه هنا هو أنه إذا كان هنالك إله فلا بد أن يكون هنالك نظام وعلى ذلك فما دام هنالك نظام فلا بد من وجود إله .

ويلاحظ أن للملحدين منطقهم ، ولكنه منطق سلبي ، فهم يقولون إن وجود الله يستدل عليه بشواهد معينة وليس براهين قاطعة ، وهذا من وجهة نظرهم يعني عدم وجوده تعالي . إنهم يردون على الأدلة الكونية بقولهم : إن المادة والطاقة يتحول كل منهما إلى الآخر بحيث يمكن أن يكون بذلك أبديا. كما أنهم ينكرون النظام في الكون ، يرونه مجرد وهم ، وهكذا ينكرون الشعور النفسي بالعدالة والاتجاه نحو موجّه أعظم ، ومع ذلك لا يستطيعون أن يقيموا دليلاً واحداً على عدم وجود الله ، ومن منطقهم : أن الأدلة المقدمة لإثبات وجود الله لا تعتبر كافية من وجهة نظرهم .
وهنالك فئة أخرى من الملحدين لا يعترفون بإله لهذا الكون لأنهم لا يرونه ، ولكنهم لا ينفون وجود إله في كون أو عالم آخر غير هذا الكون (((( صورة الختيار قفزت فجأة لذهني، وفكرته عن الإله الغائب ))) ولا شك أن هذا موقف مائع متضارب لا يستند إلى أساس سليم .
فإذا قارنا بين الشواهد التي يستدل بها المؤمنون على وجود الله ، وتلك التي تستند إليها الملحدون في إنكار ذاته العلية ، لا تضح لنا أن وجهة نظر الملحد تحتاج إلى تسليم أكثر مما تحتاج إليه وجهة نظر المؤمن ، وبعبارة أخري نجد المؤمن يقيم إيمانه على البصيرة ، أما الملحد فيقيم إلحاده على العمي . وأنا مقتنع أن الإيمان يقوم على العقل وأن العقل يدعو إلى الإيمان . وإذا كان الإنسان يعجز أحياناً عن مشاهدة الأدلة ، فقد يكون ذلك راجعاً إلى عدم قدرته على أن يفتح عينيه .
ومجرد الاقتناع بوجود الله ، لا يجعل الإنسان مؤمناً ،فبعض الناس يخشون من القيود التي يفرضها الاعتراف بوجود الله على حريتهم . وليس هذا الخوف قائماً على غير أساس ، فإننا نشاهد أن كثيرا ً من المذاهب المسيحية ، حتى تلك التي تعتبر مذاهب عظمي ، تفرض نوعاً من الدكتاتورية على العقول . ولا شك أن هذه الدكتاتورية الفكرية إنما هي من صنع الإنسان وليست بالأمر اللازم في الدين ، فالإنجيل مثلاً يسمح بالحرية الفكرية حينما يقول ( قال الرب أقبل علينا ودعنا نفكر معاً ) فماذا يدعو الإنسان إذن إلى الإيمان الحقيقي والاعتراف بوجود الله ؟ إنه نفس الشيء الذي يدعوه إلى الاعتراف بوجود صديقه ، على ذلك فإن الإيمان الحقيقي يحدث عندما يتجه الإنسان إلى ربه ويرجع إليه .
وأعتقد أنني قد آمنت بالله بهذه الطريقة ، كما أعتقد أن الإيمان بالله يقوم على أساس المنطق والاقتناع ، ولكن هذا يعتبر أمراً ثانوياً بالنسبة للأمر الأول : لقد اتجهت إلى الله وحصلت على خبرة شخصية محض لا أستطيع أن أقدمها إليك . فإذا كنت في شك من أمره تعالى فإليك الحل : ( اتجه إليه وسوف تجده ))
07-19-2005, 11:11 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:09 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:14 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:22 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:26 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:31 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة خالد - 07-16-2005, 01:51 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 02:24 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 07-16-2005, 06:03 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-18-2005, 09:34 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 07-18-2005, 10:03 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:07 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:11 AM
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:14 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:19 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 01:26 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 12-17-2005, 03:07 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة شاذلي - 01-17-2006, 03:21 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 01-17-2006, 09:38 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة Hossam_Magdy - 01-26-2006, 04:09 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 01-26-2006, 05:57 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة Hossam_Magdy - 01-26-2006, 02:37 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 01-27-2006, 12:23 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Rainbow الانسانيون الجدد : العلم عند الحافه yasser_x 4 1,787 11-11-2011, 10:41 PM
آخر رد: yasser_x
  الايمان في عصر العلم yasser_x 11 3,031 11-02-2011, 11:34 AM
آخر رد: yasser_x
  الكتاب الهام فلسفة الكوانتم -فهم العلم المعاصر وتأويله - رولان اومنيس ali alik 0 2,479 06-27-2010, 06:24 PM
آخر رد: ali alik
  أثر العلم في المجتمع - برتراند راسل ali alik 0 2,785 02-22-2010, 07:37 PM
آخر رد: ali alik
  العلم والحقيقة sam4ever 6 1,728 01-02-2008, 11:51 PM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS