{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الله يتجلى في عصر العلم
abowalad غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
مشاركة: #14
الله يتجلى في عصر العلم
الزهر وطيور بالتيمور لسيسل هامان
عالم بيولوجي
حاصل على درجة الدكتوارة من جامعة بوردو ــ أستاذ في جامعة كنتاكي وجامعة سانت لويز سابقاً ــ أستاذ في كلية آسبوري ــ اخصائي في تقسيم الطفيليات الحيوانية .
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

أينما اتجهت ببصري في دنيا العلوم ، رأيت الأدلة على التصميم والإبداع ، على القانون والنظام ، على وجود الخالق الأعلى .
سر في طريق مشمس وتأمل بدائع تركيب الأزهار ، واستمع إلى تغريد الطيور ، وانظر إلى عجائب الأعشاش ، فهل كان محض مصادفة أن تنتج الأزهار ذلك الرحيق الحلو الذي يجتذب الحشرات فتلقح الأزهار وتؤدي إلى زيادة المحصول في العام التالي ؟ وهل هو محض مصادفة أن تهبط حبوب اللقاح الرقيقة على مسم الزهرة فتنبت وتسير في القلم حتي تصل إلى المبيض فيتم التلقيح وتتكون البذور ؟ فليس من المنطق أن نعتقد بأن يد الله التي لا نراها هي التي رتبت ونظمت هذه الأشياء ، تبعاً لقوانين مازلنا في بداية الطريق نحو معرفتها والكشف عنها ؟ وهل من الممكن أن يغرد الطير لا لأن له أليفاً فحسب ، بل لأن الله يحب تغريده ويعلم أننا نطرب بتغريده .
وكما أن هنالك ما لا يحصو من أغاريد الثناء التي تشدوها الطيور كل يوم ، والتي لا تصل إلى آذاننا القاصرة الفانية ، فإن هنالك مالا يحصي من نعم الله وأفضاله يسبغها على عباده ، وهي تنتظر من الإنسان أن يفتح عينيه لكي يراها .
وماذا عن عش طائر بالتيمور ؟ من الذي علم هذا الطير ذلك الفن الرفيع ؟ ولماذا تتشابه جميع الأعشاش التي تبنيها الطيور من هذا النوع ؟ إذا قلت الغريزة فإن ذلك قد يعد مخرجاً من السؤال ولكنه إجابة قاصرة فما هي الغرائز ؟ يقول البعض إنها السلوك الذي لا يتعلمه الحيوان . أليس من المنطق أن نري قدرة الله تتجلى في هذه الكائنات التي خلقها فسواها تبعاً لقوانين خاصة لا نكاد ندري عن كنهها شيئاً ؟
نعم إنني أعتقد بوجود الله ، وأعتقد أنه هو القدير الذي خلق الكون وحفظه ، وليس ذلك فحسب ، بل هو الذي يرعى درة خلقه وهو الإنسان . ولا يرجع هذا الاعتقاد الراسخ الذي يمتلئ به قلبي إلى تأثير الثقافة الأمريكية الدينية علىّ فحسب ، ولكنه يرجع أيضاً إلى مشاهداتي العلمية في الكون ، كما يرجع إلى شعوري به وإحساسي بوجوده داخل نفسي .
وحيثما قلّب الإنسان وجهه وجد أسئلة لا يحير لها جوابا ً ، وهو عند محاولته العثور على الجواب يفترض فروضاً عديدة ، ثم لا يلبث أن يهجر معظمها أو يعدله تعديلاً شاملا ً قبل أن يصل إلى الإجابة عن سؤاله . وما أكثر ما وصل إليه الإنسان من إجابات عن أسلئة ، وما أكثر ما سوف يصل إليه من هذه الإجابات كلما انقضت سنة من السنين . ولكن زيادة المعرفة لم تصل بالإنسان ــ بكل أسف ـــ إلى زيادة معرفته بالله ، بل على نقيض ذلك يظهر أنه كلما أحس الإنسان أنه أحاط بسر من أسرار هذا الكون أضعف ذلك من شعوره بالحاجة إلى فكرة وجود الله ، وكان الأجدر بالبشر أن يدركوا أن هذه المستكشفات ليست إلا أدلة ناطقة على وجود إله مدبر أعلى وراء هذا الكون .
عندما نذهب إلى المعمل ونفحص قطرة من ماء المستنقع تحت المجهر لي نشاهد سكانها ، فأننا نري إحدي عجائب هذا الكون : فتلك الأميبا تترك في بطء وتتجه نحو كائن صغير فتحوطه بجسمها ، فإذا به داخلها ، وإذا به يتم هظمه وتمثيله داخل جسمها الرقيق ، بل إننا نستطيع أن نري فظلاته تخرج من جسم الأميبا قبل أن نرفع أعيننا عن المجهر ، فإذا ما لا حظنا هذا الحيوان فترة أطول ، فإننا نشاهد كيف ينشطر جسمه شطرين ، ثم ينمو كل من هذين الشطرين ليكون حيواناً جديداً كاملاً . تلك خلية واحدة تقوم بجميع وظائف الحياة التي تحتاج الكائنات الكبيرة الأخرى في أدائها إلى آلاف الخلايا أو ملايينها . لا شك أن صناعة هذا الحيوان العجيب الذي بلغ من الصغر حد النهاية تحتاج إلى أكثر من مصادفة .
ولقد كشفت قوانين الكيمياء الحيوية من أسرار الحياة وظواهرها ما لم تكشفه القوانين في أي ميدان آخر من ميادين الدراسات العلمية . لقد كان الناس ينظرون إلى خفايا عمليات الهضم والامتصاص ، ويستدلون بها على وجود التدبير المقدس . أما في الوقت الحاضر فقد أمكن شرح هذه العمليات ومعرفة التفاعلات الكيموية التي تنطوي عليها والخميرة التي تقوم بكل تفاعل . ولكن هل يدل ذلك على أنه لم يعد لله مكان في كونه ؟ فمن إذن الذي دبر لهذه التفاعلات أن تسير ؟ وأن تسيطر عليها الإنزيمات تلك السيطرة الدقيقة المحكمة ؟ إن نظرة واحدة إلى إحدى الخرائط التي تبين التفاعلات الدائرية العديدة وما يدور بين كل منها والآخر من تفاعلات أخري ، كفيلة بأن تقنع الإنسان بأن مثل هذه العلاقات لا يمكن أن تتم بمحض المصادفة ولعل هذا الميدان يهيئ للإنسان من العلم ما لا يهيئه أي ميدان آخر بأن الله يسير هذا الكون تبعاً لسنن رسمها وديرها عندما خلق الحياة .
فإذا رفعنا أعيننا نحو السماء فلا بد أن يستولي علينا العجب من كثرة ما نشاهده فيها من النجوم والكواكب السابحة فيها ، والتي تتبع نظاماً دقيقاً لا تحيد عنه قيد أنملة مهما مرت بها الليالي وتعاقبت عليها الفصول والأعوام والقرون . إنها تدور في أفلاكها بنظام يمكننا من التنبؤ بما يحدث من الكسوف والخسوف قبل وقوعه بقرون عديدة . فهل يظن أحد بعد ذلك أن هذه الكواكب والنجوم قد لا تكون أكثر من تجمعات عشوائية من المادة تتخبط على غير هدي في الفضاء ؟ وإذا لم يكن لها نظام ثابت ولم تكن تتتبع قوانين معينة فهل كان من الممكن أن يثق الإنسان بها ويهتدي بهديها في خضم البحار السبعة ، وفي متاهات الطرق الجوية التي تتبعها الطائرات ؟ قد لا يسلم بعض الناس بوجود الله سبحانه وبقدرته ، ومع ذلك يسلمون بأن هذه الأجرام السماوية تخضع لقوانين خاصة وتتبع نظاماً معيناً وأنها ليست حرة تتخبط في السماء كيف تشاء .
الحق أنه من قطرة الماء التي رأينا تحت المجهر إلى تلك النجوم التي شاهدناها خلال المنظار المكبر ، لا يسع الإنسان إلا أن يمجد ذلك النظام الرائع وتلك الدقة البالغة والقوانين التي تعبر عن تماثل السلوك وتجانسه . ولولا ثقة الإنسان في أن هنالك قوانين يمكن كشفها وتحديدها ، لما أضاع الناس أعمارهم بحثاً عنها . فبدون هذا الاعتقاد وتلك الثقة في نظام الكون يصير البحث عبثاً ليس وراءه طائل . ولو أنه كلما أجريت تجربة أعطيت نتيجة مخالفة لسابقتها بسبب توقفها على المصادفة أو عدم وجود قوانين مسيطرة ، فأي تقدم كان من الممكن أن يحققه الإنسان ؟ لا بد أن يكون وراء كل ذلك النظام خالق أعلى . فليس مما يقبله العقل أن يكون هنالك نظام أو قوانين دون أن يكون وراءها عقل أعلى ومنظم مبدع . وكلما وصل الإنسان إلى قانون جديد فإن هذا القانون ينادي قائلاَ (( إن الله هو خالق وليس الإنسان إلا مستكشفاً ))
إن وجود الله في حياتي اليومية حقيقة لا مراء فيها ، حقيقة أقوي من الحقائق العلمية التي لا يتسرب إليها الشك ، ومع ذلك فإننا بينما نستطيع أن نصف النجوم ونخطط مداراتها في السماء . أو نثبت الأميبا على شريحة من الزجاج ثم نصورها ، نجد أننا لا نستطيع أن نحصل على مثل هذا الدليل المادي حول وجود الله . فالإنسان لا يستطيع أن يدركه أو يعرفه حتى يتجه إليه اتجاها ً شخصياً ، وتكون له خبرة به . فإذا رفض أن ينظر خلال المجهر أو يتطلع إلى صورة الأميبا فإنه يستطيع أن يجادل حول عدم وجودها فيطيل الجدال ، ولكنه ما إن يراها أن يري صورتها حتى تنهار حجته ، وكذلك الحال بالنسبة لوجود الله : قد يستطيع الإنسان أن يجادل طويلاً في الله ، وما إن يلمحه الجاحد حتى تنهار حجته ، ويسلم بوجوده تسليما . ولكن لا بد أن تكون الخبرة شخصية ، فإذا رفض الإنسان أن يرفع رأسه ويبحث عنه فإن جداله قد يطول دون طائل ، فالله لا يشرق إلا في قلوب الباحثين عنه .
نعم ، إنني أومن بالله رب هذا الكون وربي ، كما أنني أراه في نفسي وفي كل ما هو حولي .


07-19-2005, 11:19 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:09 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:14 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:22 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:26 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 10:31 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة خالد - 07-16-2005, 01:51 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-16-2005, 02:24 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 07-16-2005, 06:03 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-18-2005, 09:34 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 07-18-2005, 10:03 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:07 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:11 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:14 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 11:19 AM
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة abowalad - 07-19-2005, 01:26 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 12-17-2005, 03:07 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة شاذلي - 01-17-2006, 03:21 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 01-17-2006, 09:38 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة Hossam_Magdy - 01-26-2006, 04:09 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 01-26-2006, 05:57 AM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة Hossam_Magdy - 01-26-2006, 02:37 PM,
الله يتجلى في عصر العلم - بواسطة إبراهيم - 01-27-2006, 12:23 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Rainbow الانسانيون الجدد : العلم عند الحافه yasser_x 4 1,788 11-11-2011, 10:41 PM
آخر رد: yasser_x
  الايمان في عصر العلم yasser_x 11 3,031 11-02-2011, 11:34 AM
آخر رد: yasser_x
  الكتاب الهام فلسفة الكوانتم -فهم العلم المعاصر وتأويله - رولان اومنيس ali alik 0 2,480 06-27-2010, 06:24 PM
آخر رد: ali alik
  أثر العلم في المجتمع - برتراند راسل ali alik 0 2,785 02-22-2010, 07:37 PM
آخر رد: ali alik
  العلم والحقيقة sam4ever 6 1,728 01-02-2008, 11:51 PM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS