عزيزي ابن سوريا:

فوجئت بحضورك في هذا الموضوع و أعتبره مجاملة لي. شكرا كثيرا. (f)

سلمان رشدي شخصية أراها بمشاعر مختلطة mixed feelings و السبب أني أحترم عبقريته و في نفس الوقت لم أكن أتمنى أن يصل بعمل أدبي بطريق الإستفزاز و هو لا ناقة له و لا جمل في مسألة الدين عموما. سمعت سلمان رشدي في لقاءات مع الـ BBC و فعلا بهرني بشكل قوي لأني شعرت أنه يملك ملكة نقدية أدبية عالية. فيما أذكر قال إن هذه الرواية تنتمي إلى نوعية تكنيك الحلم أو dream technique (reverie و فيها يسرح الشخص بأحداث حدثت في الماضي مازجا الماضي بالحاضر و في جغرافية ممتصلة ممتدة كما ربط مثلا الهند ببريطانيا راجعا بذاكرته الطفولية لأحداث ربطها بسياق تراثه التاريخي. و كان سلمان رشدي يأمل، من خلال هذا، بأن يحقق عالمية التجربة الإنسانية. أعتقد يا أخ "ابن سوريا" هذا سبب شطحاته divergencesالتي بدت لك و التي كان سببها هذا التكنيك الروائي. أتمنى أني أكون موفق في نقلي لما قاله. المهم أني أعجبني كثيرا طريقة كلامه و حسدته و تمنيت لو كنت أملك نفس المقدرة على التعبير النقدي. أعجبني بصراحة جرأته في الإطاحة بالمقدسات بشكل عامة حيث قال إنه يريد فحص ( ؟) كل ما هو inviolable.
أجدني منجذب للأدباء الذين خرجوا من بلادهم و كتبوا بلغات أجنبية سواء إنكليزية أو فرنسية أو اسبانية بطلاقة تفوق أبناء هذا البلد. لكن هل يصبح مثلا سلمان رشدي على مستوى جوزيف كونراد الذي أراه نموذج عالي يبهرني؟ لا أعتقد ذلك. جوزيف كونراد مثلا لم يقبح تراث أمة الديني رغم أنه كتب بنظرة فيها سمو و علو على البلاد التي نقل عنها سواء كانت ماليزيا أو غيره و لكن كان يحترم و يقدر التنوع الثقافي أي الـ cultural diversity.

شجعتني بحضورك يا ابن سوريا(f)

و سوف أنقل الكتاب كله هنا مادام لا أحد يحتج أو يعترض إحتراما للمشاعر.

و لك خالص مودتي.

(f)