يقول المثل: قال الاعور مش عاجبينه عيوني.


على فكرة هذه الرواية للحدث فيها الكثير من الكذب. الرجل المذكور كانت تصرفاته مريبة فعلا و كان يرتدي معطفا في منتصف الصيف، و لكن ليس هذا هو السبب الذي أدى الى قتله، بل لأنه و عندما أراد رجال الشرطة الكلام معه و رؤية بطاقته، هرب منهم. و عندما قاموا بملاحقته، رفض الانصياع لأوامرهم بالتوقف. و بعد لحظات زلت رجله و وقع على الارض، فاقترب الشرطي منه و لكنه تحدى الشرطي جسديا مما أدى بالشرطي الى اطلاق النار عليه.

يعني انسوا الارهاب و الاسلام و السياسة و كل هذه الاشياء ضعوها جانبا، لو كنت أنا شرطي و تصرف أي مواطن معي بهذه الطريقة مهما كان لونه او دينه، لأطلقت النار عليه حتما فهذه التصرفات تنم عن تهديد حقيقي لحياتي و لسلامة المواطنين و لا تنتج عن احد المارة العاديين.

و حتى لو فرضنا ان الشرطة الانجليزية تحت ضغط كبير و فيهم الكثير من الغضب و تملكتهم مشاعر الانتقام العشوائي، فهذه حوادث متفرقة، والتعليق عليها بأنها بداية ترنح الحرية و الديمقراطية كلها هو تعليق سخيف برأيي. حرية و ديمقراطية الغرب ليستا مبنيتان على حوادث متفرقة و لا يوجد اي نظام كامل فكل الانظمة بها اخطاء. النظام الغربي بكل نواقصه أفضل بمليون مرة من افضل نظام عربي بكل محاسنه. هذه حقيقة.

من المثير للسخرية أن العرب دائما أول الناقدين لخروقات حقوق الانسان و حريات المواطنين في اوروبا و اميركا مع أنهم في بلدانهم يُعاملون بأنظمة الزمن الغابر. يعني مثلا النساء في السعودية مثل الإماء، و اذا اصدرت فرنسا قانون منع الحجاب في المدارس العامة، نرى السعوديين أول المنتقدين لفرنسا لأنها خرقت "حرية المرأة". صحيح اللي اختشوا ماتوا. في عيونهم الخشب و يرون القذى في عيون الغير.