{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رواية صوفية عن حياة الفيلسوف اليوناني ( فيتاغورس )
Georgioss غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,434
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #10
رواية صوفية عن حياة الفيلسوف اليوناني ( فيتاغورس )
نشكر حسن المتابعة ... (f)(f)(f)

وكثيرا ً ما أحب أن أتي الى هذه الساحة لأنها تنقلني إلى عالم أخر :saint:


الفصل الثالث


معابد كنعان ـــ فينيقيا



كانت الرحلة من مدينة ميلاتوس إلى فبنيقيا مليئة بالإثارة. وعلى مدى كل طريق الرحلة في البحر المتوسط، كان بيثاغور يسترجع كل الذكريات التي عاشها في الجزر الإيونية.
وعندما وصلت السفينة به إلى مرفأ صيدون، تنشق بيثاغور سعيداً هواء تلك المدينة، مشتماً رائحة أجداده. وبعد لحظات ترجل أرضاً، وركع واضعاً يديه على أرضها الناعمة، مقبلاً إياها بحب شديد.
لقد عاد إلى أرضه الأم.
وكانت الحركة في المرفأ حافلة، إذ كان التجار في كل مكان منه عارضين بضائعهم للناس المنتظرين. وراح بيثاغور يطوف في السوق وهو مغمور بالسعادة، ومتذكراً أباه الذي كان تاجراً ما بين لبنان واليونان.
- وصرخ واحد من التجار يصوت جهور:" لدينا أحلى القطع من الزجاج، والفخاريات أيضاً".
- وصرخ تاجرٌ آخر:" لدينا الأرجوان الملوكي، رداء الحياة".
فعم صدى صوته في كل أرجاء السوق.
وكان بيثاغور متمتعاً بكل لحظة يمضيها هناك، وفي قلبه أمنية بالنجاح والإزدهار لكل مواطنيه. ومن ثم غادر متجهاً صوب منزل والديه عبر رواق جميل. وعند وصوله المنزل لمعت عيناه بشدة، وراح قلبه يخفق بسرعة.
- وهمس:" البيت من جديد".
وعندما طرق الباب، وقفت أمه بارتينيس متحمّسة على الرغم من تقدمها في العمر، مسرعة صوب الباب مدركة بأن إبنها بيثاغور واقفٌ خلفه. ففتحت وعانق الإثنان بعضهما، و قبّل بيثاغور والدته، ومن ثم دخلا المنزل بفرح وسعادة والدموع سيالة على وجنتيهما الناعمتين. ووضع بيثاغور أمتعته على الأرض وجلس على الأريكة ليرتاح، وأمه إلى جنبه جالسة وهي ترمقه بنظراتها المليئة حناناً.
إنه منهكٌ من التعب بسبب رحلته لطويلة.
فإبتسم.
- وقالت له والدته بصوت أبح:" يا بيثاغور، يا عزيزي لقد مضت على فراقنا خمس سنوات كان خلالها الوقت يمر بطيئاً، وأنا منتظرة رجوعك".
- فأجابها:" إنني مدرك ذلك يا أماه. لقد أشتقت إليك أيضاً، غير أن للوقت أحكامه، ومهما مر من الزمن فإنه دوماً يحمل لنا معه إكتشافات جديدة في الحياة".
ولدى سماعها لكلماته الأخيرة تلك، أدركت بأن ولدها قد بدأ بالفعل يخطوا خطواته الأولى في دائرة من طبيعة مختلفة. إنها دائرة الحياة التي تحركها إيقاعات ليست بطيئة ولا سريعة، بل هي في نبضة واحدة تنبض بالسلام والهدؤ والحكمة.
- فسألها:" أين هم إخوتي يا أمي العزيزة"؟
و لدى إلتفاتها نحوه لتجيبه، وجدته مغمضاً عيناه.
لقد غفا.
- وعندها همست وهي تبتعد ببطء عنه:" إنهم في السوق".
وفي الصباح الباكر من اليوم التالي، إستفاق بيثاغور من نومه وهو مشحون بطاقة هائلة. فأعدّت له أمه طعام الفطور من الحليب الطازج، والحلوى. في حين أن أخواه كانا ينتظران في الحديقة الصغيرة للمنزل. وعندما ألتقيا به، تعانقوا وإياه بعطف شديد. وعاد شمل العائلة وإلتئم من جديد، ومن ثم، حيّوا روح أبيهم الراقدة بسلام في المملكة الأبدية.
وراحوا يتحدثون وإياه عن السنوات التي أمضاها في تحصيله العلم مطلعينه عن ظروف حياتهما الشخصية. إذ كان أولهما تاجراً، والثاني حرفياً ماهراً. أما بارتينيس، فكانت في غاية السعادة بهذا اللقاء الجامع لبنيها بكل لحظة من لحظاته.
- ثم توجهت منه بالسؤال:" كيف هي حال خالك فيريسيد يا بيثاغور"؟
- أجابها برقته المعهودة:" إن الحكيم فيريسيد يا أيتها الأم الحنون، بات أكثر تعمّقاً بالحكمة عن ما كانه فيها سابقاً. إنه قريب جداً ولكن" . . .
وبعد أن توّجه أخواه لاحقاً، كل إلى عمله. راح بيثاغور يشرح لوالدته عزمه على متباعة البحث عن المعرفة والحكمة في معاهد ومعابد وطنه كنعان – فينيقيا.
أما هي فكانت منصتة لكلماته بإنتباه وشغف محمسة إياه، لإيمانها الدائم بأعماقها بقدره المقدس كمخلص للبشرية. وإبتسمت.
وبعد إنقضاء عدة أيام، غادر بيثاغور صيدون، قاصداً صور لزيارة قبر أبيه. ذاك الرجل الذي كان بالنسبة له أول المعلمين. فوقف أمام النُصبِ متأملاً بالمكتوب عليه. وإغرورقت عيناه بالدموع غامرة وجنتيه.
هذه هي الحياة، ففي كل لحظة من لحظاتها هناك أناسٌ يموتون وآخرون يولدون. إنها دائرة لا متناهيةٌ في الوجود، بالغةً إلى نقطة نهائية. وإذا كانت هناك من نهاية فعلاً، فإنها لا تتعدى كونها مجرد نقطة تحوّل.
- وهمس بيثاغور:" الحياة والموت، يا لها من ظاهرة غريبة مسيطرة على وجودنا! وبالرغم من أن الحياة والموت هما نقيضان، فإنهما حتميان لا يفترقان على الدوام".
- ومن ثم أضاف، مخاطباً أباه:" يا أبي، ليبارك الله العلي روحك. فأرتح بسلام".
وبعد تلاوته للصلاة، هَمّ مغادراً المكان ببطء، عائداً لصيدون التي كان فيها يُعِدّ نفسه لإتمام كل ما كان قد خطط له.
* * *


لقد كانت صيدون تلك المدينة الكنعانية – الفينيقية موئِلاً، ليس فقط لصيادي الأسماك بل لصيادي البشر أيضاً.
وكان قبل ولادة بيثاغور بقليل من الزمن، أن ظهر شخصٌ صيدونيٌ ليس بعادياً، لكونه كان واحداً من كبيري ( 1 ) أرض كنعان مهد البشرية المتحضرة.
إنه موخوس Mochus العالم والفيزيائي في علوم التشريح. وكان صيته ذائعاً في أرجاء المتوسط لما له من حكمة وعمق في العلم والمعرفة.
وفي تلك الأيام تحوّلت صيدون إلى مركزٍ هام، إنجذب إليه العديد من الناس من مختلف الأرجاء بحثاً عن المعرفة العميقة بالحياة.
وفي الوقت الذي كانت فيه الغالبية من الناس مؤمنة بالخرافات، إكتشف موخوس الذرّة ( 2 ) Tom. وكان أول المنظرين عن وجودها، معلّماً بأنها قابلة للتجزئة. فهل من الممكن يا ترى أن يكون قد إختبر تجزئَتها.
وكان بيثاغور قد سمع عن موخوس ومدرسته، غير أن موخوس ( 3 ) كان قد مات قبل عودة بيثاغور لصيدون من أجل متابعته لعلومه في تلك المدرسة.
وكانت الأشهر تمر، وبيثاغور يحصّل التعاليم المقدسة من خلفاء موخوس.
فعلموه، نظرية " الأساس الكامن الأول " – الذرّة، أو ما كان معروفاً بالمبدأ الأساسي للوجود الكامل في الكون الشاسع. وشملت دراساته علم التكوين الأول. فالفيزياء وعلم التشريح. فبات على معرفة كاملة بكيفية عمل الأعضاء الخارجية والداخلية في الجسم البشري. وكيفية عمل الجسم كعنصر كوني متلاقٍ مع الكون الصغير ـــ Microcosm.
وفي إحدى المراكز التعليمية في صيدون حضر بيثاغور مع عدد من تلاميذ المعرفة محاضرة لعدد من الحكماء، تناولت قصة الكاهن الملك العظيم ملكيصادق المتحدر من نسل صيدون مؤسس المدينة.
- وقال واحد من الحكماء:" لقد كان ملكيصادق كبيراً في أرض كنعان، ويقول لنا التقليد بأنه لم يكن له أبٌ، ولا أمٌ. هذا لأنه كان رجلاً صادقاً وغير عادياً".
- ومن ثم أردف آخرٌ:" لقد كان ملكيصادق الكاهن الأعظم للإله العلي – إيل العالي. وكونه كبيراً، فقد لقّن المسارة لإبراهيم ( 4 ) الأرامي في الديانة الكنعانية الفينيقية. ديانة المحبة والسلام".
- وقال ثالثٌ، وهو كبيرهم:" لقد قام ملكيصادق بإنجاز أعظم الطقوس قداسة على الإطلاق. وهو طقس الخبز والخمر. وحكم أورشليم كملك وكاهن للسلام".

وفي لقاء آخر، للتلاميذ في نفس المركز التعليمي. أعلمهم الحكماء بأن كهنة صيدون قاموا بتطوير الموسيقى المقدسة. وبذلك أصبح هذا الفن الجديد واحداً من العناصر الأساسية للطقوس الدينية المقدسة.
- وسأل أحد الحكماء تلاميذه بلطف:
" لماذا الموسيقى؟
ما هو تأثيرها علينا؟
هل من أحد منكم يعلم"؟
- فأجابه ذو الرداء الأرجواني بذكاء:" إن الموسيقى تدخل إلى القلب، مفتّحةً فيه المشاعر الأكثر نبلاً وعمقاً، جاعلة من ذهننا صافٍ، ومهدئة رغباتنا الأكثر قلقاً وغضباً. وهي في النهاية تحرر روحنا، ناقلةً إياها إلى عالمٍ ذو طبيعة مختلفة سامية".
- ورد عليه الحكيم:" لقد نطقت بالصواب يا بني. فما هو إسمك".
- أجابه:" أنا بيثاغور، المتردد دوماً إلى الأماكن المقدسة طلباً للحقيقة".
- فنظر إليه الحكيم بإعجاب، وقال له:" إذن، يا بيثاغور. سأطلب منك أن تواصل ترددك الدائم للأماكن المقدسة، وخاصة إلى معبد أشمون. وليكن الإله " إيل " معك يا بنيّ ".

هناك في معبد أشمون إله الشفاء، إلتقى بيثاغور بالكاهن الأعظم. وبسرية تامة راح يتعّمق في علم الشفاء – Therapeutic.

- وهمس الكاهن الأعلى في أذن بيثاغور:" إن المياه في ذاك الحوض الذي يتمّ فيه وضع الأولاد المرضى هو ليس إلا محركاً للعملية الشفائية. إن المياه هي عنصر طاهر وسامٍ في الطبيعة. وهو يزيل الأوساخ عن الجسد مانحاً إياه شعوراً مريحاً".
وسأله بيثاغور متعجباً:" أتقصد القول بأن المياه لا تحدث الشفاء"؟
- فرد عليه:" لا . . . إنها تعمل فقط كَمُطَهِر. وأعلم، بأن الإرادة التي لدي، أنا عبد أشمون مع قوة الشفاء – Theurjy هي التي تحدثه".
- بيثاغور:" كبف يمكنني حيازة تلك القوة؟
وكيف بإستطاعتي جمعها مع إرادتي"؟
- الكاهن:" إن الوقت الآن ليس مؤاتياً لك للحصول على تلك القوى، ذلك أنك لا زلت في طوّر الإبتداء. والطريق ما زالت طويلة أمامك، فَتَجَمّل بالصبر".

في صيدون، كان بيثاغور قد خرج من العتمة للنور والحياة، إذ كان قد بدأ يخطوا أولى خطواته في طريق مسارة أسرار الألوهة – الكون – وألغاز العالم الحسي.
* * *

على شاطئ مدينة صور، كان بيثاغور بردائه الأرجواني يعزف على قيثارته منصتاً ومتأملاً بنغماته الموسيقية الصوفية.

لقد كانت مدينة صور، والتي يعني إسمها " الصخرة " مع شقيقتها جبيل مهد البنائين المقدسين.
وكان الكنعانيون – الفينيقيون قد شيدوا على إمتداد شواطئهم عدة معابد وبيوت وقصور. وكذلك أيضاً في قرى جبالهم.

إن ذاك المجتمع لم يكتفي بالعمل في الأرض التي عاش فيها، بل توسع إلى كل أرجاء المعمورة الممكن بلوغها. وحتى أللا ممكن الوصول إليه بنظر الآخرين.

وكان بيثاغور، في قلبه يؤدي تحية الإكرام والإجلال لكل الرجال والنساء العظماء في هذا الشعب الأبيّ الذين إنطلقوا من هذه الشواطئ للمغامرة في عالم مجهول بالنسبة إليهم، بغية إدخال الحضارة إليه.

وكان قدموس وهو أحد الكبيريم، قد نقل الألواح الحاملة نظام الكتابة المقدس، أي الأحرف الأبجدية التي إبتكرها طور Thor الجبيلي إلى اليونانيين، مما غيّر حياتهم للأبد. وبفضل ذلك، بات بإمكانهم تدوين أفكارهم على ورق البردي المصري.
كما وقام قدموس ببناء عدة مدن، أشهرها طيبة.

أما أليسار، تلك السيدة الرائعة. فقد سلكت طريقاً آخر مختلف، ببناءها قرطاجة على الشواطئ التونسية في القارة السمراء، ومن ثم أصبحت ملكة عليها.

وعلاوة على كل ذلك، فقد قام حيرام ملك صور بإرسال الحرفيين إلى أورشليم ( 5 ) من أجل بناء الهيكل فيها. ( 6 )

- وهمس بيثاغور بينه وبين نفسه:" طاليس، آه يا طاليس".
- وذلك بعد أعلمه أحد أصدقائه بما هو مكتوب على ضريح طاليس:" إن هذا القبر صغيرٌ جداً، أما عظمة هذا الرجل فقد تخطت الأرض لتصل إلى السماء. إنها لطاليس الحكيم".
فرددها بيثاغور مرات عدة، وهو يبتسم.

لقد كان معبد بعل ملقارت سيد عدن في صور واحداً من أهم ما تم بناءُه من معابد، إذ كان فريداً من نوعه. فعلى مدخله، كان هناك عامودان يحرسان بابه المصنوع من خشب الأرز. وإن واحداً من العامودان، كان مصنوعاً من الحجر الأرجواني ( أي الياقوت الأحمر ). أما الثاني فكان يشع كالبلور، ولامعاً كالذهب الصافي.
وفي أيام بيثاغور، كان لا يزال ذاك المعبد العظيم ( 7 ) منتصباً بشموخه. فإستقبل كاهنه الأعظم الذي كان يعرف حينها بمعلم معبد بعل – ملقارت بيثاغورس في المكان السري لجمعية البناءين المقدسين.
- وعاد الكاهن للماضي البعيد، وقال:" في ذات ليلة قديماً، هبّت عاصفة شديدة من الأمطار والرياح على مدينتنا. فدمرت البيوت التي كانت مشيدة من الخيزران . . . وبعدها إحترقت المدينة. وكان هناك رجل يدعى إيوسوس Ieosos . فأخذ شجرة، وقطّع أغصانها، ومن ثم رماها في المياه مبحراً على ظهرها قاصداً جزيرة صور، حيث قام بنصب هذان العامودان اللذان كرس أحدهما للنار، أما الآخر فللرياح، وقام بعبادتهما".
- وتدخل بيثاغور قائلاً:" أواه، . . . أنت تقصد بقولك لي بأن تلك الأعمدة كانت هي الرموز الأولى للعبادة؟ وقد كانت هنا في صور . . . كم هذا عظيم".
- وأجابه الكاهن " إيتو – بعل Ieto – Baal " :" نعم . . . بطريقة ما . . . يا بني. إن العامودان الذين تراهما الآن على جهتي مدخل هذا المعبد يرمزان للعدالة والرحمة كصفتين أساسيتين للإله الكوني إيل العالي. وإن المعابد التي شيدها قدماءُنا قديماً، وما زلنا اليوم نحن نواصل تشييدها، هي مقسمة لثلاثة أجزاء. فتدخل أولاً، بين العامودان لتصل إلى القدس حيث يوجد المذبح والبخور المشتعل. ومن ثم تدخل أخيراً إلى قدس الأقداس حيث ينتصب تمثال الإله. وأعلم، أن الهياكل والمعابد بنظر الإنسان الجاهل هي كناية عن أمكنة مقدسة تجتمع الناس فيها للقيام في خارجها كما في محيطها بالطقوس الإيمانية بإله ما. وإعرَف أيضاً، إن هذا المعبد قيد شيّد على أساس حسابات هندسية خاصة من أجل إمتصاص طاقة الإله العلي " إيل ". وإن كل هذا، يمثل جزءً من الحقيقة، أو ربما علي القول: إنها الناحية الظاهرة والمكشوفة للحقيقة".
- فسأله بيثاغور متعجباً:" ما الذي قصدته بأقوالك"؟
فدنى منه المعلم الصوري ورمقه بنظرةٍ، ومن ثم إبتعد.
إن أقوال ذاك المعلم، كانت في حد ذاتها رسالة إمتحان لبيثاغور، عليه واجب فك رموزها وألغازها بنفسه.
ومرت الأيام بسرعة، والليالي بإيقاع بطيء. وكان بيثاغور متمتعاً بما كان يمضيه من اوقات في تلك الليالي الطويلة تحت سماء لبنان، ممسكاً بيده صدفة الميراكس ورجلاه الحافيتان غارقتان في رمال الشاطئ الصوري، وهو متأملٌ بالنواحي الخفية للمعبد. واضعاً الصَدَفة على أذنه، منصتاً لصوت وجودها حيث كان الفراغ الذي فيها محمّلاً بالذكريات الموغلة في الزمن الماضي السحيق للبحر. وإنعكس صوتها في مملكته الداخلية صمتاً وهمساً في عقله المتحد مع روحه، والمتردد في جسده. وعندها، أدرك بيثاغور قوى الأبعاد الثلاثة لوجوده المثلث. وفي صمته وسكينته، تَوَصّل إلى حل الرمز، وفك اللغز. فوجد، أن التقسيمات الثلاث للهيكل ما هي إلا تعبير مجازي يرمز إلى الكائن المثلث، إلى الكون الصغير الذي كان هو الأصل، فيما هو عليه كل إنسان. وراح يبتسم، مغموراً بسعادة كبيرة، وغبطة شديدة.
وكتلميذ وباحث حقيقي عن الحقيقة إكتشف الهيكل الحقيقي لله. وراح يفكر ملياً بما عليه أن يقوم بعمله الآن. . . إنه، إتمام العمل الذي بدأهُ الله فيه بأن يصبح ما هو عليه حقيقةً هيكلاً للنور الإلهي.
وحل الليل، وهبّ الهواء العليل على جزيرة صور. والنجوم تتلألأ في قبة السماء الصافية في الفضاء الرحب. والقمر مشعٌ بنوره على حجارة المعبد الكبير.
- تلك الجزيرة التي قال عنها التقليد الكنعاني – الفينيقي:" إن عشتروت، في ذات مرة أسقطت النجمة بسرعة على أرض تلك الجزيرة، لتجعل منها بذلك أرضاً مقدسة".
وعندما مشى بيثاغور بين عامودي المعبد بخطوات ثابتة، خيّل إليه بأنهما يهمسان في أذنه أغنيات المقاومة – مقاومة الزمان وتحدي أللاعدل والشر في هذا العالم، ومن ثم دخل إلى الغرفة السرية في الهيكل.

هناك، في المكان المقدس للجمعية. رحّب إيتو – بعل الكاهن الأكبر بالتلميذ ذو الرداء الأرجواني مجلساً إياه بقربه. وكانت هناك على الحائط وراء المذبح صورة منقوشة لأفعى برأس طائر الفينيق وهي مُمَددةٌ في وسط دائرة مشتعلة.
- فسأل بيثاغور بدهشة:" لقد سبق لي أن رأيت الأفعى في معبد أشمون، وعلمت بأنها من إحدى رموز الشفاء. أما الآن فقد رأيتها هي نفسها هنا. فإلى ماذا ترمز هذه الصورة هنا في هذا المكان"؟
- الكاهن:" إن الأفعى كانت مقدسة لدى هرمس – أخنوخ – تاوتوس أول كبيرٍ في أرضنا وفي مصر أيضاً. فالأفعى، هي من أكثر الحيوانات حكمة، وتنفسها هو الأقوى. وذلك مرده لعنصر النار المتحرك بسرعة هائلة داخل جسدها، مانحاً إياها قوة عظمى للمناورة، وقدرة ليست بعادية في تمديل جسدها".
وأخذت بيثاغور الدهشة، لما قد سمعه. فأراد طرح سؤال آخر، ولكن بدى له أن إيتو – بعل لديه ما يريد إضافته.
- فتابع:" للأفعى صفات عدة، فهي تحيا لوقت طويل. وتصوم كي لا تشيخ".
- وقاطعه بيثاغور بقوله:" ماذا...؟! كيف لهذا الشيء الغريب أن يحدث"؟
- الكاهن:" في الشتاء تدخل في سبات طويل وعميق، فتبقى بلا حراك حتى تتقلص لتتخلص من جلدها القديم. ولتكوّن لها جلداً جديداً وبديلاً لماعاً، مظهراً إياها متجددة ومليئة بالحياة المستمرة دوماً فيها".
وكان بيثاغور مبهوراً، ولم يبادر لخلده أن يطرح أية أسئلة أخرى. وظل جامداً في مكانه مشدوهاً بتلك الظاهرة الطبيعية والفريدة من نوعها.
- وأنهى إيتو – بعل تعاليمه بقوله:" إن الأفعى بالنسبة للشخص المساري تجسّد رمزاً من رموز الخلود والحكمة بإنتصارها على الوقت. وقد اطلق عليها حكماءُنا إسم أغاتوديمان Agathodaeemon الذي يعني " الروح الطيبة". أما الدائرة من حولها، فهي ترمز إلى العالم برأس طائر الفينيق. والأفعى في وسط الدائرة هي رمزٌ للروح الطيّبة المحركة العالم.
وفي الأشهر اللاحقة، شارك بيثاغور بكل طقوس المسارة التي قام بها المعلمون الكنعانيون – الفينيقيون في عباداتهم لبعل ملقارت في صور.
* * *
ومن جديد مرت الأيام بين جدران ذاك الملاذ.
- وقال الكاهن الأكبر:" إن أول بناء حجري أستخدمت فيه الحسابات الهندسية وعلم الأرقام كان هنا في جبيل. ولذلك أنا أعتقد بأنه قد تكوّنت لديك فكرة جيدة عن علم الهندسة يا بيثاغور".
- فأجابه بسرعة:" نعم، إنه كذلك".
- الكاهن:" ماذا تعلم عن الأرقام"؟
- بيثاغور:" الأرقام! أعتقد أنها لا تتعدى كونها مجرد وسيلة في علم الرياضيات. أليس كذلك"؟
- وأقترب منه المعلم في معبد ادونيس، ودار من حوله. ومن ثم وقف ناظراً إليه. وهمس بأذنه:" إن الأرقام في إحدى نواحيها المتعددة هي ذات بُعدٍ رياضي يا بيثاغور. غير أن أهم النواحي التي فيها هي الأكثر سمواً".
ومن ثم إبتعد.

ومرت الأيام والليالي، وبيثاغور مجهداً نفسه في المحاولة لكي تكون موسيقاه في تمام الكمال. ولكشف الحجاب المغطّي لأسرار الأرقام. وفي ليلة من الليالي، وهو يعزف الموسيقى المتردد صدى صوتها إنحداراً إلى الوادي، وإرتفاعاً إلى السماء في آن واحد مكوّناً بذلك برجاً محجوباً ما بين السماء والأرض. شاعراً بالدهشة والحيرة في هذا الوجود الغريب، مدركاً التناغم بين الأبعاد. متمكناً من السماع بأذنه الداخلية التي تسامت خلال تلك السنين من البحث والدراسة، محفزة فيه قوةً كبيرةً للتمييز. وإنصاتاً للموسيقى الصادرة عن الأرض، والمتناغمة مع الموسيقى التي تطلقها الأجرام السماوية الأخرى. مسمياً تلك الظاهرة الجد طبيعية " بموسيقى الدوائر Harmony of the spheres ".
وجلس بيثاغور في جوار مياه نهر ادونيس، متأملاً في أسرار الأرقام، سائلاً نفسه:"
ماذا يمكن للأرقام أن تكون خارج عن كونها أرقام فقط؟
وما هي وظيفتها الأخرى الخفية واللامعلومة"؟
وبدى له كل شيء من حوله بحركة دائمة موسيقية في الأشكال والألوان، مفكراً بأن هذه الحركة هي التي تشكل الناحية الرياضية لوجود تلك الأشياء. ولكن ما هي تلك الناحية الأكثر رقياً المحركة وأللامرئية الأساسية المكملة الحياة. إنه الإبداع الكوني السحري.
- وإستنار عقله، فصرخ:" نعم، هذه هي، لقد وجدتها. فالأرقام هي بذاتها الأساس الكامن للوجود الكامل الذي هو ذو بعد رياضي سحري. إنها الحالة الحقيقية لتسلسل الأشياء وتتابعها، وإطاراً أبدياً للصيرورة".
وإبتسم، لإدراكه بأن مشاعرنا تختلف بإختلاف الأمكنة والظروف، لتتسجل في ذاكرة الزمان والمكان، وكما في السماء كذلك على الأرض.
فالذكاء هو الغريزة – أللاوعي والوعي – المنطق والخيال – الحرية والعبودية – الإنفلات والإنجذاب – المحبة والكراهية – السماء والأرض!
وفي ذات صباح، دخل بيثاغور إلى معبد ادونيس. وتحدّث مع الكاهن الأكبر فيه عن ما توصّل له بتأملاته الصافية، فلم يلقى من الكاهن اي تعليق عن ما أباح به له. ذلك أن الكاهن كان مدركاً بأن هذا التلميذ الباحث، هو سائرٌ على الطريق الصحيح الموصل في النهاية إلى الحكمة.
- ومن ثم قال له معلماً إياه:" هناك إلهٌ واحدٌ هو إيل العالي. ومعه آنات – عشتروت كأخت له وزوجة. ومن خلالهما جاء بعل – أدونيس كجامعٍ لهما. فمع أدونيس تم تجسد الإله من خلال الآلهة. إنه الثالوث المقدس واللغز الكبير لكل شيء".
- وسأله بيثاغور:" من هو إيل؟ وكيف تعرفّه لي بوصفك إياه يا أيها الكاهن"؟
- الكاهن:" إيل هو الواحد، إنه النور الأول والشمس هي إنعكاسه لأنها بحد ذاتها عنصر النار والنور. فهي تعطي الحرارة للأرض، وتمد المخلوقات بالحياة. وهي تحكم الزمان، مُنَظِمّةً إياه مثلما هي فاعلة لكل الأجرام السماوية الأخرى. أما، وفي بعض الأحيان، فقد كان الزمان " كرونوس " قادراً على الهروب من الشمس. الأمر الذي أدّى ببعض من الأمم إلى الوهم والضياع".
- بيثاغور:" لقد فهمت. . . ولكن، من هي آنات"؟
- الكاهن:" آنات، هي المبدأ الأنثوي – العذراء، وهي تحل في المرتبة الثانية من هذا الثالوث. وطلب منها إيل أن تزرع الأرض بالمحبة، وتسكب السلام في أحشاءِها. فأعطت إبنها بعل – أدونيس كمخلص للعالم. فأتى كخلاصة غير عادية لإتحادهم في الألوهة، وتجسيداً لإرادة الخير لكل البشر في إعتمادهم المحبة والسلام كطريق لخلاصهم. لقد أتى ومات وقام متمماً إرادة الخير ومنتصراً على الزمان ، مدركاً الخلود. هذا الإبن، إبن الشمس الأولى. بات شمساً ثانية حاكماً على الحياة".
وأنهى الكاهن كلامه، محدداً أسس اللاهوت الكنعاني – الفينيقي .
وتأثر بيثاغور كثيراً بما سمعه من تعاليم غريبة وعجيبة ومُحَدَدَة لرؤية الأشياء بخصوصياتها، كما بشمولياتها.

لقد تمت، عليها واجب التمام، بإمكانها أن تتم. فقط بإرادة العقل الخيرة والإيمان بالمحبة والسلام التي وما إن لبثت ساكنة حياة أحدهم، عندها يمكنها التمدد لتغمر وجه الأرض.
وإعتبر بيثاغور، بأن هذا اللاهوت هو نظرة مجازية عالية ترمز لخلاص البشر وتطورهم الروحي وقيامتهم. وراح يتأمل فيها بصمت.

وهبت رياح خفيفة عابرةً الوادي، ومحركةً أغصان الأشجار التي كانت الطيور تحط عليها مرتاحةً.

أما في معبد عشتروت، هناك على قمة جبل جبيل. كانت النسوة كآلهتهن ينحن على موت أدونيس. باكيات ولاطمات صدورهن على وقع صوت النغمات الحزينة للناي.
وتغيّرت مياه نهر أدونيس، ليصبح لونها أحمراً كالدماء بسبب إنجراف الأتربة الحمراء من الجبل وسقوطها فيها. إذ كان المؤمنون في حينها يعتبرون، أن اللون الأحمر للمياه كان سببه دماء أدونيس الذي أصابته الجراح المميتة إثر تعرضه لهجوم الخنزير البري عليه. ( أو الأسد ).
وفي النهار التالي، وتحت أشعة الشمس على ذاك الجبل، كما في واديه المقدس كان المؤمنون البسطاء منتشرين في كل مكان ورؤوسهم صلعاء، وهم يظنون بأن ربهم أدونيس سيقوم للحياة ثانية، ليرتفع إلى السماء.
ومن دماء أدونيس في ذاك النهر، إنبثقت شقائق النعمان متفتحة لتعزي حزن عشتروت. إذ أن حبيبها الإلهي لم يمت أبداً.
- وفي ذلك اليوم المقدس داخل مغارة أفقا، وبسرية تامة كان الكاهن يعمّد بيثاغور في المياه النقية قائلاً له:" بإسم أدونيس، الإبن الإله القائم من الموت التي روحه تقوم فيك يا بني في كل الدوائر الأبدية أعمدك".
* * *



لقد نصح المعلم الكبير في معبد جبيل بيثاغور ليبحث عن معاني تلك الكلمات في مكان آخر. ولفهم الأسرار العميقة للنفس البشرية، وكان على بيثاغور أن يمارس التأملات وهو في العزلة. وفي تلك الأيام كان جبل الكرمل المكان الأفضل للتنوّر، لكونه أقدس الجبال، حيث كان كل جاهل ليس بمقدوره الوصول إليه.

جبل الكرمل أي " كرم إيل "، كان يرتفع على قمته معبداً كنعانياً – فينيقياً لإيل – بعل جاهزاً لإستقبال كل الذين كانوا عطاشاً لشرب الألوهة. ووصله بيثاغور، وقُبِلَ به للدخول إليه، هذا لأن الكاهن الأكبر لمدينة جبيل كان قد أحاط كهنة معبد الكرمل علماً بأن بيثاغور سيصل إليهم مرسلاً منه.

هناك وفي داخل ذاك المعبد، كانت تعاليم " الأخوية البيضاء " جد حية في عقول كل الذين كانوا منتمين لتلك الأخوية التي أسسها أخنوخ – هرمس – تاوتوس مؤسس الديانة الأولى التي تجسدت فيها أولى المحاولات الروحية للأخوية الكنعانية – المصرية في فكرة التوحيد، والإيمان بقيامة النفس عالياً لتدخل إلى مستوى راقٍ للوصول إلى خلودها.
وعلى جدران معبد جبل الكرمل، كانت توجد نقوش لرموز سرية، كما كانت أيضاً عليها كتابات بغية أن يقرأها التلاميذ حتى يتأملوا بها في صمت. ولم يكن هناك مسموحٌ بطرح الأسئلة، ولا بالتكلم حفاظا على الصمت التام والهدؤ. وإن الصوت الوحيد الذي كان يسمع هناك، كان صوت صدى الأفكار المترددة في عقل كل باحث من الباحثين.
وراح بيثاغور يمضي معظم أيامه ولياليه بمنأى عن المشاكل والإرتباكات التي مصدرها العالم الخارجي، وهو كالناسك متأملاً بإحدى الرموز التي جذبت إنتباهه منذ اللحظة الأولى لدخوله المعبد. أما الرمز فكان خطاً أفقياً متصلاً بآخر عاموديّ كان يعرف حينها بالتاو المقدس ) T (. حيث بات هذا الرمز الشغل الشاغل لبيثاغور، موحداً بينه وبين عقله.
وكالمعتاد، وفي صمت. تفتحت أبواب الإدراك في عقله لترحب بالسر الذي كان يبحث عنه. فأدرك بفكه اللغز تدريجياً، أن الخط الأفقي فيه يمثّل المادة الراقدة. أما الخط العامودي فهو ممثل للطاقة المحركة. وإن نقطة التلاقي بين المادة الراقدة، والطاقة المحركة هي العقل الكوني بحد ذاته الموازن فيما بينهما.
وعلى المستوى النسبي، فإن العقل المفكر في الكائن البشري هو المحرك الأساسي للروح كما للجسد. أما التمازج الكامل لدى بيثاغور، فكان في تلاقي عقله المفكر بالعقل الكوني. وراح يسأل نفسه عن كيفية حدوث هذا التلاقي، ذلك أنه لم يكن مسموحاً للتلاميذ بالإستفسار وطرح الأسئلة. ومن ثم إبتسم، وعيناه تلمعان لإدراكه في داخله، في مملكته السرية والمقدسة بأنه يوجد إنسان – إله يموت، أعلن له لكي يصبح إنساناً لا يموت – إلهاً.

على الشاطئ الكنعاني – الفينيقي رسى مركب مصري رآه بيثاغور من على القمة حيث كان. وبدون أي تردد منه، نزل لتوّه مسرعاً نحوه.
- وسأل بحارته بحماس كبير:" هل أنتم ستتوجهون لمصر"؟
فأومأ البحارة برؤوسهم.
وكان هذا كلامه الأول بعد سنة أمضاها بصمت كامل في معبد جبل الكرمل.
وصعد بيثاغور على ظهر المركب، وجلس مستغرقاً في الصمت وغير متحرك لمدة يومين من دون أن يتناول خلالهما أي طعام أو شراب، وكأنه في حالة هي أشبه بالغيبوبة.
وبعد إنقضاء هذان اليومان من الرحلة إلى مصر، راح بيثاغور يحادث البحارة عن البحر وأسراره.
- ومن ثم سألهم:" إلى أي مكان من مصر أنتم متوجهون"؟
فأشار قبطان المركب وهو رجل كهلٌ بإصبعه صوب دلتا النيل التي كانوا على مقربة منها.
- وسأله بيثاغور:" هل ممفيس في هذا الإتجاه"؟
فعرف القبطان المتقدم في السن والكثير الخبرة في الحياة ومن خلال سؤاله هذا بأن هذا الرجل اللابس الرداء الأرجواني هو واحدٌ من طلاب الحكمة.
- فأجابه:" نعم. . . وهي ليست بعيدة من هنا". ومن ثم إبتسم.
وفي اليوم الثالث من الرحلة، وصل المركب إلى شاطئ مدينة ممفيس في الفجر الباكر. وساعد البحارة بيثاغور في نزوله من المركب لأنه كان منهكاً للغاية بسبب الرحلة. ولأن جسده كان واهناً بسبب ما قام به من صيامات طويلة. وترك له البحارة ما كان لديهم من الفواكه، فتناولها ومن ثم إستراح قليلاً فعادت إليه قواه.
وعندما فتح عينيه، وجد نفسه واقفاً على الرمال المصرية الناعمة.
أرض الألغاز على الإطلاق.

**********

يتبع مع شكري للجميع (f)(f)(f)(f)(f)(f)




07-23-2005, 02:59 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رواية صوفية عن حياة الفيلسوف اليوناني ( فيتاغورس ) - بواسطة Georgioss - 07-23-2005, 02:59 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  برنامج حمية السبيل-لوريل ميلين. السلوك السوي - كتاب يلبي رغبة الساعين إلى حياة أفضل ali alik 0 970 01-25-2012, 06:27 AM
آخر رد: ali alik
  رواية عالم صوفي/ عرض للدكتور محمد الرميحي بسام الخوري 1 2,584 06-15-2011, 08:50 AM
آخر رد: بسام الخوري
  رواية اسمها سورية - 40 كاتب ومؤلف في 1585 صفحة ، ملف واحد بحجم 25 ميجا مع الفهرسة ali alik 10 4,844 04-09-2011, 11:21 PM
آخر رد: kafafes
  رواية فنسنت فان جوخ - رائعة ايرفنج ستون في 772 صفحة .. لأول مرة ali alik 2 4,211 12-25-2010, 02:04 PM
آخر رد: kafafes
  مغامرة الكائن الحي _ جويل دو روزناي - و رواية يوم في حياة ايفان - الكسندر سولجينيتسين ali alik 1 1,878 10-26-2010, 04:48 AM
آخر رد: إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS