سيدتي:

"ما فيه حدا أحسن من حدا" كما تقولون باللهجة الشامية, و كما هي تدرس الطب, أنا أدرس الفلسفة و العلوم السياسية مجتمعتين "ماجستير فلسفة حاليا". و كما أن لها أهداف حول حياتها لخدمة مجموعة من الأهداف, أمتلك أنا أهدافي أيضا لخدمة 300 مليون عربي بمن فيهم هي نفسها, و لا أهتم لو سالت دمائي لأجل هذا. القصة ليست بمن و كيف و متى سلك كلا منا حياة له بعد القطيعة, بل القصة عندي إن كان هناك حب أصلا. أنا أعرف أنه كان هناك حب من جانبي, لكني متأكد أنه لم يكن شيء من جانبها, و عند المفاضلة تختار هي (و كل امرأة تقريبا) مصلحتها. و لا أكذب عليك, أنا لست قديسا متدينا, و لي أخطاء بشعة كظلم الآخرين و التفكير التشاؤمي. و لكن مع هذا لم أفهم أو أستطيع تطبيق نصيحة مات أصدقائي وهم يعيدونها علي بلهجاتهم المختلفة: مصلحتك أهم شي. أنا لا أعرف كيف يحب أنسان آخر و يتردد بإعطاءه دمائه لو شاء! فما حسبك بأنانية التفكير؟

حسنا أين كنا؟ آه تريدين إعتذارا, أعتقد أن التحدث بمواضيع كهذي يتم بالرسائل الخاصة, علما أن الجُرح عمره سنوات عندي و أخبئه بحنان مقدس فعجبا لمن يذكره؟ و عموما, لم أعد ذاك الشاب الفج الذي يبكي على امرأة :no2: , أنا أفضل أن نناقش هنا بالجانب العام من الموضوع. :)

دعينا نسأل, و بكل صدق, إن كان هناك صح و خطأ بهذا العالم؟ و هل هناك معايير محددة للصح و الخطأ؟ الواقع نعم هنا, و بإختصار يمكننا أن نؤمن أن الخطأ هو كل ما يؤذي أو يحطم المجتمعات البشرية بطريقة مباشرة أو مستقبلية, و بالتالي فإن للمجتمع الحق بإيقاف أي نشاط خاطيء حتى لو لم تكن له أضرار حسية مباشرة. هناك عهر, و من تقف مع الإحتلال ضد بلدي هي عاهرة, من تؤمن بهدم حضارتي و إحياء حضارة الإستعمار هي عاهرة, و من تؤمن بالرذيلة هي كذلك. أنا لا أتهم أحدا, و لم أنعتك يوما بأي صفة, لكني لا أؤمن بتعدد الآراء عندما يصل الأمر للبديهيات و الوطن و العروبة و الحق العربي بالحياة وفق النظام الذي يريده لا ما تفرضه أقلية ثقافية عليه.

أنا لا أمتلك أحقادا ضد أي إنسان, و نظرتي اللاذعة للأمور لا تعني بالضرورة أن أحقد عليها. و برأيي فإن تلك الفتاة غُرر بها بعد أن كانت تعيش أرضية سيئة من التفاهم مع مجتمعها الذي يعطي أبشع صورة للدين. و بدلا من أن تعيد ثقتها بالدين, فقد أتبعت "موضة فكرية" سائدة و أنتهت القصة, علما أن التأنسن فكرة طرحناها هنا و لم يجرؤ أحد على نقاشها و إثباتنا خطأً:

http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?tid=20019#pid

و لا أنكر, أنا صُدمت صدمة غيرت حياتي من الألف للياء, و سعدت لاحقا بالتغيير, لكنها أيضا أعطتني مناعة ضد أي صدمة أخرى لأنني صرت أتوقع الأسوء دوما كي لا أصدم من جديد :) و كما قلت لك, أنا لا أعجب أو أثار تجاه أي فتاة ملحدة أو متغربة, لذا لم أقترب لأي منهن يوما رغم أن العكس يحصل أحيانا. و أنا لست "متأسلم" بل أحمل ثقافة عروبية~إسلامية مستنيرة و منفتحة بعلاقنية على الآخر.

حسنا التعميم خاطيء, لكن ثقافة العصر هي ثقافة تحول المرأة لكائن لا يُطاق بسبب عدائيته و تظلمه, و هذه أحدى الأسباب التي تدفعني و كثير من المثقفين لكي نضع هذه الحالات و الفلسفات تحت المجهر.

إذ كان هناك أي حوار شخصي آخر, يرجى حصره بالبريد.

اقتباس:المرأة في النهاية إنسان، وكل الهالة حول رقتها وعاطفتها ورومانسيتها وحساسيتها مبالغ فيها جدا، فالمرأة جميلة وأنثى رائعة بقدر ما هو الرجل جميل وذكر رائع، والمرأة متوحشة ودموية وسيئة بقدر ما هو الرجل دموي ومتوحش وسيء.

خاتمة لا أستطيع إنكارها أبدا, و هذا كل ما أتمنى أن تعترف به نسائنا جميعا.

مع الشكر