إن أي مبدأ في الدنيا يحتاج لمنظّر يوجد هذا المبدأ ويحدد أهدافه وتطلعاته ومؤمن بهذا المبدأ يسعى لتنفيذ هذه الأهداف والتطلعات ، والغباء، أعلى درجات الغباء هي أن يطبّق " المؤمن بمبدأ" مبادئه مع من لا يؤمن بها.

هذا لسان حال سورية مع لبنان ...
فجزء كبير ممن كان يدعى المعارضة اللبنانية تلك المعارضة لم تؤمن يوما بالعروبة وتواليها وجزء آخر غيّر موقعه من بسطار سوريأكثر لمعاناً ، كلاهما دأبا دوما على إنكار واستنكار اتفاقيات التعاون مع سورية وكل ما هو من طرف سورية بل إن آذاننا قد أعيت من تكرار استماعنا لكلمة "حلو عنا ونحنا بألف خير من الله" تلك العبارة التي برع باستخدامها ملك الهيرؤين في لبنان "وليد بك" والنائب المستحدث الفرح بنيابته "جبران تويني".

بل إن بعض المترزقين قد دأبوا على لصق كل ما هو قبيح بسورية بدء من عمالتها التي تسببت ببطالة الشعب اللبناني مرورا بغازها كريه الرائحة و بكهربائها الملوثة والتي لا يدرون بما هي ملوثة أما نفطها الأسود الردئ فهو غير مناسب لشباب لبنان الذي اعتادوا التشفيط بسياراتهم الـBMW.

بعد الانسحاب السوري اكتشف جهابذة السياسة اللبنانية أن العامل السوري قد عمّر لبنان وأن البديل هو عامل لبناني يعمل أقل ويتقاضى أضعافاً مضاعفة، أو عامل من بلد آخر يتطلب استقدام عائلته معه ودفع تكاليف إقامتهم بلبنان مما يتطلب زيادة باهظة باجره ، فاضطروا لاسترضائه واستقدامه بل وتقديم زيادة بأجره كانوا بغنى عن دفعها لو لم يمارسوا عنصريتهم وساديتهم تجاهه.

أما الغاز السوري والذي يقدم للبنان بـ40% من سعره الأصلي أي بنسبة حسم 60% فربما يعوضهم عنه ضراط النائب سعد الحريري.

والكهرباء التي كانت تقطع عن دمشق لتورد للبنان والتي لم يدفع لبنان قيمتها تم شطب 50% من قيمتها وجدولة الباقي كدين طويل الأمد بقرار سياسي ، فقد أكتشف التويني الصغير أن الكهرباء السورية ضرورة لمواصلة مسلسل الردح اليومي الممل لذا يجب على النظام السوري الاستمرار بتزويده بالكهرباء وإلا فسيضطر أن يستمر بإشهار لسانه والتلويح به ، فلطالما نحج لسانه بدب الرعب بأباطرة المازوت.

أما عمالقة الساسة اللبنانية فقد اكتشفوا أن النفط السوري "الردئ" هو أرخص من أي نفط آخر لأنهم باستيراده يوفرون بأجرة النقل وبزمن السداد.

السيارات اللبنانية تعامل كما تعامل السيارات السورية أي أنه لا تدفع رسم عبور "كما هو متعارف عليه بكل دول العالم"

الطائرات اللبنانية تدخل المجال الجوي العريض مجانا مقابل مرور الطائرات السورية ضمن المجال الجوي الضيق مجاناً وهذا ليس بصالح سورية.

العامل السوري يتقاضى أجراً وسطياً 250-300دولار شهرياً بينما تتقاضى أقل "فنانة" لبنانية 1000دولار يومياً "عدا البراني".

لذا يجب على لبنان مشـــــكوراً إعادة النظر بالاتفاقيات بعيداً ترهات من مرتبة سوا ربينا وعروبة وغيره.

وأول الغيث قطرة.

يبقى كلمة كيف يجرؤ طلال سلمان على مطالبة سورية بالتعامل مع لبنان بمبادئ رفضها ساسة لبنان؟!!!!
أم أن سياسيوا لبنان استمدوا حكمتهم من الحكم اللبنانية المأثورة التالية :
كيف ما مالت ميل معها .
وع هوا السوق منسوق .
وكل من أخد أمي صار عمي.



ملاحظة: ما يجري حتى الآن هو تدقيق على الحدود وليس إغلاقاً لأن هذا له شأن آخر وبأي حال فذلك ليس اختراعاً حديثاً بل هو ممارسة دأبت عليها سورية منذ الاستقلال كلما تناسى نمور لبنان حجمهم ويمكن لمن شاء أن يتذكر خشبة خالد العظم الشهيرة..

بقي أن أسجل كلمة محبة فقط لمن للكبار من الشعب اللبناني "الكبار بمواقفهم" :wr: قلوبنا معكم.