كانت هجمات "الكاميكاز" في فلسطين في البداية تعطي للعالم انطباعا ان شيئا سيئا جدا يحدث هناك، و يجبر الشبان على القيام بالعمليات الانتحارية. و قد جعل هذا الكثيرين يتعاطفون معهم و مع قضيتهم و البعض يلومون اسرائيل على ايصال الفلسطينيين الى هذه المرحلة من اليأس.

و لكن الاحداث الجديدة على الساحة، و التي بات فيها العرب و المسلمون يفجرون انفسهم في المواقع العامة في اوروبا و روسيا و اميركا على الطالعة و النازلة، بمناسبة و بدون مناسبة، جعلت الكثيرين يراجعون أنفسهم. يعني مثلا تفجيرات لندن الاخيرة قام بها شبان وُلدوا و نشأوا في بريطانيا، و لهم من العلم و المال ما يكفي، و مع ذلك قاموا بفعلتهم ضد الدولة التي تحتضنهم.

و هكذا تغيرت صورة الانتحاري الفلسطيني من صورة الشاب اليائس الغاضب القابع تحت الظلم و الاحتلال، الى صورة شاب تقوده ايديولوجية اجرامية تحضه على قتل المدنيين اينما كانوا بسبب "كفرهم".

هناك قائمة بالمستفيدين من هذا التحول الجوهري، و على رأسها اسرائيل. فالمسؤولون الاسرائيليون الان على الطالعة و النازلة يشبهون الحركات الاسلامية في فلسطين بإبن لادن و الزرقاوي، ضاربين بهذه الاسماء وترا حساسا في الغرب، و لسان حالهم يقول، "أترون؟ قلنا لكم من البداية ان هؤلاء الناس مجرمون و ليسوا اصحاب حقوق."

هناك في الغرب من يميز بين هذه العمليات و تلك العمليات، و لكن التمييز بات صعبا للغاية، و اصبحت كل العمليات تشبه بعضها، و قلّ عدد المتعاطفين مع أي منها.