عزيزي أيوب ..
قبل أن نبدأ النقاش ، أتمنى منك أن تهدأ . فالشخص المفترض فيه أن يكون مشحونا هنا هو انا ، فالأمر يتعلق بإيماني .
وثم أمر آخر ، أنت لا تستطيع الحكم علي إلا من خلال كلماتي . أما ان تدخل في جوف قلبي وتطلع على مافيه ، فهذا - علاوة على انه مستحيل - دليل على جهل وعقم في التفكير ، أنت بريء عنه تماما .
وخذ هذه قبل أن أرد عليك (f)و هذه كمان :kiss2:
حسنا ، أنت تقول :
اقتباس:والحقيقة هي ان السؤال هو الخطأ , فعلي الرغم من انني وضحت بقوة أن الليل والنهار ليسيا الا تعريفين يشريين لحالة وجود ضوء الشمس من عدم وجوده , ورغم صمته عن هذا التعريف بما يدل علي موافقته عليه , صمم العاقل الا أن يسأل سؤاله مرات اخر , متجاهلاً ان مثل هذا التعريف لا يمكن الجزم بأنه من كمية فزيائية واحده .
النهار جزء من الزمان ؟ نعم
النهار جزء من المكان ؟ نعم (وارجع لشرحي السابق)
فهل هو زمان أم مكان؟
النهار جزء من الزمان , ولكنه ليس زماناًمجردا,النهار جزء من المكان ولكنه ليس مكاناً مجردا...
وهذا هو مالا تفهمه .
أو انك تفهمه ولكنك تتظاهر بالعكس لتتهرب من مواجهة خطأ القران...
تقول عن النهار أنه تعريف بشري لحالة وجود ضوء الشمس من عدم وجوده .
أنا اتفق مع هذا التعريف ، إلا أنني أرى أنه غير دقيق .
فالنهار هو تعريف بشري لـ( لفترة ) - لا الحالة - التي يكون فيها ضوء الشمس موجودا .
لهذا ، لا يمكننا اعتبار النهار جزءا من المكان .
هل سمعت بأحد يقول ( سأذهب للنهار ، أو أنا مسافر للنهار ) ؟؟
في حسنا أننا نسمع من يقول : ( أتيتك نهارا ) ، ( هل أنت موجود في النهار ) ؟
السؤال الذي يبدا ب( أين ) لا يمكن أن يجاب عليه بالنهار .
إلى أين انت مسافر ؟ لا يمكن أن نجيب عليها بـ( إلى النهار )
أما السؤال الذي يبدأ بـ( متى ) فإننا نجيب عليه بالنهار .
متى تستيقظ من النوم ؟ ( في النهار ) .
فالنهار هو تعريف بشري للفترة التي يقابل فيها جزء من الأرض الشمس .
فهو جزء من الزمان . ولكنه متعلق بظاهرة مادية .
مثله مثل الثانية . هي ( الوقت الذي تستغرقه 9192631770 إهتزازة ضوئية مصدرها ذرة ( السيزيوم- 133 ) )
ولكن الفرق بينهما ، أن النهار يتغير من مكان لمكان على الأرض . ولكن تغيره لا يعني أنها ليس بزمان . بل هو تغير يتعلق بمدته . فالنهار في مكان ما تختلف ( مدته ) عن مكان آخر .
بعد هذا كله . هل ما زلت تعتبر النهار مكانا ؟
لماذا أنا مهتم بهذه المسألة ؟ لا يتعلق الأمر بسفسطة ، وإنما يتعلق باننا سنناقش هذا المفهوم - النهار - في تفسيرنا للآية . ولهذا أنا مهتم بان نتفق على تعريف له حتى يتسنى الخروج بنتيجة في نقاشنا للآية .
حسنا إذا كنت متفق عل كلامي أعلاه حول الزمان . ننتقل إلى الفلك .
أنت عقدت مقارنة بين كلام ابن تيمية عن الفلك . وبين مسارات الكواكب التي تسمى أفلاك .
والواقع أن كلاكما مصيب : انت وابن تيمية . فكلاكما يتكلم عن مجال يختلف عن الآخر ، إضافة إلى أنك لم تفهم جيدا ما يقصده ابن تيمية . دعني أوضح أكثر :
أولا ، كلمة ( فلك ) موجودة في اللغة العربية ومستخدمه قديما واستخدمها القرآن . واكتشاف حركة الكواكب هو أمر حديث بالنسبة لاستعمال كلمة فلك . وإذا وافقتني على هذين الأمرين ، فإنه من الخطأ أن نبحث عن معنى القديم في الحديث . فـ(فلك ) المستخدمة في وصف سير كوكب ما ، هي مصطلح وليست معنى .
مثلا عندما نبحث عن معنى فأرة ، هل من المعقول أن نعتبر مصطلح الفأرة الذي نقصد به هذا الجزء من الكمبيوتر ؟
ثانيا ، إذا وافقتني على السابق ، فعلينا أن نبحث عن معنى كلمة فلك في لغة العرب وهي الشيء المستدير .
يقول الفيروز آبادي في القاموس المحيط :
( الفَلَكُ، محرَّكةً: مَدارُ النُّجومِ،
ج: أفْلاكٌ وفُلُكٌ، بضمتين،
وـ من كلِّ شيءٍ:
مُسْتَدارُه وتَرْتَفعُ عما حَوْلَها، الواحدةُ: فَلْكَةٌ، ساكِنَةَ اللامِ،
ج: كرِجالٍ.
والأَفْلَكُ: مَن يَدُورُ حَوْلَها.
وفَلَكَ ثَدْيُها،
وأفْلَكَ وفَلَّكَ وتَفَلَّكَ:
اسْتَدارَ. وفَلَكَت الجاريةُ، وفَلَّكَتْ، فهي فالِكٌ ومُفَلِّكٌ.
وفَلْكَةُ المِغْزَلِ: م، وتُكْسَرُ، ومَوْصِلُ ما بين الفَقْرَتَيْنِ من البعيرِ، والهَنَةُ على رأسِ أصْلِ اللسانِ، وجانِبُ الزَّوْرِ، وما اسْتَدارَ منه، وأكَمَةٌ من حَجَرٍ واحدٍ
مُسْتَديرةٌ. )
ويقول ابن منظور في لسان العرب :
( الفَلَك:
مَدارُ المترَدّد.
وفي حديث عبد الله بن مسعود: أَن رجلاً أَتى رجلاً وهو جالس عنده فقال: إني تَرَكْتُ فَرَسَك كأنه يدورفي فَلَكٍ، قال أَبو عبيد:قوله في فَلَكٍ فيه قولان: فأَما الذي تعرفه العامّة فإنه شبهه بفَلَكِ السماء الذي تدور عليه النجوم وهو الذي يقال له القُطْب شُبِّه بقُطْب الرَّحى، قال: وقال بعض العرب الفَلَكُ هو الموج إذا ماج في البحر فاضطرب وجاء وذهب فشبَّه الفرس في اضطرابه بذلك، وإنما كانت عَيْناً أَصابته، قال:وهو الصحيح.
والفَلَكُ: موج البحر. والفَلَكُ: جاء في الحديث أَنه
دَورَانُ فيها بإذن الله تعالى.
الفراء: الفَلَكُ
استدارة السماء. الزجاج في قوله: كلٌّ في فَلَك يَسْبحون؛ لكل واحد وترتفع عما حولها، الواحدة فَلَكةٌ، بفتح اللام؛
قال الراعي: إذا خِفْنَ هَوْل بُطونِ البِلاد، تَضَمَّنها فَلَـكٌ مُـزْهِـرُ
يقول: إذا خافت الأدغالَ وبُطونَ الأَرض ظهرتِ الفَلَكُ. والفَلْكةُ، بسكون اللام:
المستدير من الأَرض في غلظ أَو سهولة، وهي كالرَّحى.
والفَلَكُ: اسم للجمع؛ قال سيبويه: وليس بجمع، والجمع فلاكٌ كصحفة وصِحاف.والفَلَكُ من الرمال: أَجْوِية غلاظ مستديرة كالكَذَّانِ يحتفرها الظباءُ. ابن الأَعرابي: الأَفْلَكُ الذي يدور حول الفَلَك، وهو التَّل من الرمل حوله فضاء.
ابن شميل: الفَلْكَةُ أَصاغِر الآكام، وإنما فَلَّكها اجتماعُ رأسها كأَنه فَلْكَةُ مِغْزَل لا يُنْبت شيئاً. والفَلْكَة: طويلة قدر رُمْحين أَو رمح ونصف؛ وأَنشد: يَظَلاَّنِ، النهارَ، برأسِ قُـفٍّ كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذي فَلَكٍ رَفيعِ
الجوهري: والفَلْكة قطعة من الأَرض تستدير وترتفع على ما حولها؛ قال الشاعر: خِوانُهم فَلْكَةٌ لَمِغْزَلـهـم، يحَارُ فيه، لحُسْنِه، البَصَرُ
والجمع فَلْكٌ؛ قال الكميت: فلا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها بناظِرةٍ، ولا فَلْكَ الأَميلِ
قال ابن بري: وفي غريب المصنف فَلَكةٌ وفَلَك، بالتحريك، وفي كتاب سيبويه: فَلْكَة وفَلَكٌ مثل حَلْقة وحَلَقٍ ونَشْفَة ونَشَفٍ،
ومنه قيل:فَلَّكَ ثديُ الجارية تَفْليكاً، وتَفَلَّك:
استدارمنه. وفَلْكة المِغْزَلِ:معروفة سميت لاستدارتها، وكلُّ مستدير فَلْكة، والجمع من ذلك كله فِلَكٌ إلا الفَلْكَة من الأَرض. وفَلَّك الفصيلَ: عمل له من الهُلْبِ مثل فَلْكَة المغزل، ثم شق لسانه فجعلها فيه لئلا يَرْضَع؛ قال ابن مُقبل فيه: رُبَيِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الـرّعـاءُ، ولـم يَقْصُرْ بحَومَلَ، أَدْنى شُرْبه ورَعُ
أَي كَفٌّ. التهذيب: أَبو عمرو والتَّفْلِيك أَن يجعل الراعي من الهُلْب مثلَ فَلْكة المِغْزل ثم يثقب لسان الفصيل فيجعله فيه لئلا يرضع أُمه.
الليث: فَلَّكْتُ الجَدْيَ، وهو قَضِيب يُدارعلى لسانه لئلا يرضع؛ قال الأَزهري: والصواب في التَّفْليك ما قال أَبوعمرو. والثُّدِيُّ الفَوالك:دون النَّواهِد. وفَلَكَ ثديُها وفَلَّكَ وأَفْلَكَ: وهو دون النهود؛ الأَخيرة عن ثعلب. وفَلَّكَتِ الجارية تَفْلِيكاً، وهي مُفَلِّكٌ، وفَلَّكَتْ، وهي فالك إذا تَفَلَّكَ ثديُها أَي صار كالفَلْكة؛ وأَنشد: جاريةٌ شَبَّتْ شباباً هَبْرَكا،
لم يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكا، مُسْتَفْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكا )
أظن بعد هذان الإقتباسات ، علمنا أن الفلك يقصد به الشيء المستدير أو المدار أو الدوران .
ثالثا ، بعد أن تبين لنا أن المقصود بالفلك هو الشيء المستدير أو المدار او الدوران . وعلمنا ان الفلك ليس مقصورا فقط على المصطلح الذي اطلق على حركة دوران الكواكب .
بعد هذا كله ، نتسائل هل للنهار حركة ؟
نقول أن النهار ليس جسما موجودا بعينه . ولكنه تجريد لفترة وجود ضوء الشمس على سطح الأرض . ووصف الزمان يعني - لغة - وصف ما يحدث فيه . عندما أقول يوم سيء أو لحظة سعيدة أو مر علي يوم قاسي . أو هذا اليوم يمر بسرعة . فأنا لا أقصد ذات اليوم أو اللحظة . وإنما أقصد ما يحدث فيها .
ووصف النهار - الذي هو زمان - بأنه يسبح في فلك - أي بشكل مستدير أو دائري - هو وصف لما يحدث فيه . والذي يحدث فيه أن الأرض تتحرك فينتقل نور الشمس بين أجزائها .
أما قولك
اقتباس:لاحظ انك مازلت تتهرب عن الحديث الذي اخبر فيه محمد -الجاهل بالعلوم الحديثة- ان النجوم سوف تتساقط علينا يوم القيامة , وكيف سيحدث هذا , ربما سوف يعظم الله من حجم الكرة الارضية بحيث تسطيع ان تتحمل كل هذا القصف!
هو ليس تهربا ، بقدر ما هو ترتيب للمواضيع . دعنا نفرغ من مسألة النهار وانا على استعداد للنقاش معك فيما تريده دون افتراض نية سيئة .
شكرا لك (f)