الفصل السابع
المدينة البيضاء
كانت المدينة البيضاء تقف منتصبة على قمة التلة مطلة على كروتونا وسكانها. وكانت أشجار الأرز والزيتون تحيط بها، وهي تشع كالماس تحت أشعة الشمس الذهبية مظهرة هدؤاً ساكناً.
أما بالنسبة للذين يحيون خارج تلك المدينة كانت تبدو لهم وكأنها مدينة سماوية. ولم يكن أحد منهم مدركاً لما هو حاصلٌ خلف جدرانها، هذا لأن لغزاً عميقاً كان يخفي أساسها مما أثار فضول الكثيرين من الشبية التواقين لمعرفة اللامعروف.
وكان التلميذ الجديد الذي يقدمه أهله، أو أحد المعلمين للدخول إلى تلك المدينة يسير صوب مدخلها ليجد على بابها حجر مكعب يعلوه تمثال هرمس – أخنوخ أب القوانين الروحية وتحته كتابة على الحجر يقراءها التلميذ قبل دخوله وهي:" لا دخول للجاهل والمدنس".
وبعد دخول التلميذ إليها، يشم رائحة جميلة فواحة في الهواء آتية من الحدائق الصغيرة المنتشرة بأشكال هندسية في كل الأرجاء فيها كما ويشاهد حديقة محيطة بالرواق ذو الأعمدة، وأخرى على مقربة من معبد الحوريات، وغيرها على مقربة من الملعب الرياضي، وهكذا دواليك.
وبينما هو ماضٍ في طريقه بين الأعشاب الخضراء والأزهار المتنوعة الألوان العاكسة إيقاعاً تناغمياً رائعاً بين العناصر الحية في الطبيعة، يشعر بالإنتماء إلى هذا المكان البديع.
في المدينة، كان التلاميذ الأوائل لبيثاغور يحيون فيها حيث كانت غالبيتهم من الشبيبة والنساء والرجال الذين بهرتهم
تعاليمه فتبعوه من البداية.
وكان هناك صف طويل من النسوة عليهنّ أردية مختلفة كنّ نازلات صوب البحر للقيام بالطقوس في معبد الإلاهة الكبيرة سيريس – عشتروت الممثلة للأسرار العميقة للمرأة وأمنا الطبيعة.
ومن جهة أخرى، برز هناك صف من الرجال طويل وهم بحللهم البيضاء داخلين إلى معبد أبولو إله الشمس للقيام بالطقوس التي ستربطهم بالسماوات.
أما التلميذ الجديد الذي سحرته المدينة، سمح له في البداية بالدخول إلى الملعب الرياضي المختلف بشكل كبير جداً عن سائر الملاعب الأخرى في المدن المختلفة. ففي الملعب الرياضي البيثاغوري لم يكن مسموحاً القيام بالمحادثات التافهة العديمة الجدوى، ولا بالألعاب العنيفة إنفاذاً لقوانين المعلم. وعليه، كان التلميذ يجد مجموعة من الشبيبة يقومون بألعاب هادئة، كالجري، ورمي القرص والسهام، في حين أن البعض الآخر منهم يعبر الرواق ذو الأعمدة. و البعض من الشباب يتظاهرون بقيامهم بمصارعة بعضهم، غير أن الأمر في الحقيقة لم يكن إلا نوعاً من الرقصات الشبيهة بتلك التي كانت لحضارة دوريان Dorian. هذا لأن بيثاغور حذرهم من القيام بالمصارعات القاسية والعنيفة المثيرة للكراهية والمدمرة الصداقة.
وبعد هذا كله، طلب إلى التلميذ أن يأتي للمشاركة بما يدور من أحاديث وحوارات إذ أن الإمكانية أمامه متاحة ليعبر عن ما له من أفكار بكل حرية وهو مغمورٌ بالفرح المالئ كيانه لإحترامهم العميق له ولما له من آراء، حيث كان وبكل ثقة يظهر لهم حقيقته الداخلية.
وبعد ذلك كله، يصار إلى إخضاع التلميذ لسلسلة من التجارب والإمتحانات تحت إشراف المعلمين. وفي أحيان كثيرة كان بيثاغور يحضر لمراقبة ودراسة تصرفات وملامح التلميذ الجديد، إذ أنه سبق له أن درس منذ زمن بعيد علم الفراسة الذي بات به خبيراً ومتضلعاً بخفاياه.
في الحقيقة إن حبيب الحكمة هو مراقبٌ حذرٌ، فكان يقوم قبل قبوله بإنضمام أي تلميذ جديد إليه بالتمحيص الدقيق قبل إتخاذه القرار المناسب بشأنه.
- وكان دوماً يقول:" ليت كل أنواع الأخشاب تكون صالحة ومناسبة، لينحت عليها هرمس".
ومرّ من الوقت على ذاك التلميذ ما يقارب السنة. وكان التلاميذ يتحدثون مع معلميهم عن ما للحياة من مسائل في الوقت عينه الذي فيه كانوا يخضعون التلميذ الجديد الراغب بالإنضمام إليهم للإمتحانات الضرورية التي على ضوء نتائجها سيتحدد ما إذا كان سيقبل به أم لا في المسارة.
* * *
إن إختباراتهم هي شبيهة بالإختبارات المصرية، لكنها كانت تتم بطريقة أكثر سهولة. فبدل الدخول في السراديب المشابهة للتي في ممفيس، كان يطلب من التلميذ الدخول إلى كهف على مقربة من المدينة ليمضي الليل فيه بمفرده. وقبل دخوله، سبق للمعلمين أن رددوأ على مسمعه بأن الوحوش تعيش على مقربة من الكهف، وبأن أطياف الأشباح والأرواح موجودة بداخله. وأمام هذا، لم يكن على التلميذ إلا أن يواجه الظلمة ووحدته فيها التي كانت تجعل من عقله خادعاً له ليصبح بذلك غير قادرٍ على التمييز بين حقائق العالم الظاهري، وأوهام صوّره المشوشة.
وبالطبع، هنالك البعض من التلاميذ رفضوا المرور بتلك التجربة ذلك أن البعض منهم هربوا منها عند إنتصاف الليل، ولذلك كان يحكم عليهم بأنهم غير مؤهلين وضعفاء كثيراً لمتابعتهم المسارة. أما الذين نجحوا بتخطيها قلائل، بعدها تختبر أحوالهم النفسية وروحهم المعنوية. وبدون أي علم من التلميذ الجديد المبتدئ، كان أحد المعلمين يدخله إلى غرفة سرية هي أشبه بالصومعة من أجل أن يفك إحدى الرموز البيثاغورية.
- " ما هو معنى هذا المربع الرمز"؟
التلميذ لوحده في الغرفة المظلمة منذ ما لا يقل عن الساعات العشر وهو يحاول إيجاد المعنى الرمزي للمربع. ولم يكن معه في الغرفة من طعام سوى كسرة من الخبز وشيئاً قليلاً من الماء الموضوع في جرة صغيرة من الفخار. وبعد مضي الساعات راح التلميذ يستنتج بأن المربع ربما هو رمز للعالم المادي. وعندها، يأتي المعلم الذي سبق أن أحضره لتلك الغرفة ليفتح بابها آخذاً إياه إلى القاعة حيث التلاميذ مجتمعون، ليجد نفسه محاطاً بهم وبالمعلمين.
- وسأله أحد التلاميذ بسخرية:" ها هو الفيلسوف الجديد، هات أخبرنا عن ما كشفته لك تأملاتك. يبدوا وكأنك قد وجدت الجواب، فهل فعلاً توصلت"؟
فضحك التلاميذ الآخرون، ومن ثم تبسموا منتظرين في الوقت الذي كان فيه المعلمون يراقبون فقط.
وأراد التلميذ الكلام لكنه لم يستطع.
ماذا لو كان مخطئاً؟ عندها، فسيخر منه الآخرون في وقت كان فيه الشعور بالإذلال طاغياً على مشاعره وهو شبه غاضب، باذلاً ما في وسعه للسيطرة على ما قد حل به من إحباط وخيبة.
- وقال تلميذ آخر بصوت مرتفع:" تكلم، هيا. هل نهشت القطة لسانك"؟
وظل المعلمين صامتين وهم يراقبونه مدونين حالته الجسدية والنفسية.
وفي العديد من المرات، كان التلاميذ المبتدئين في مثل هكذا حالات ومواقف حرجة يصرخون بغضب، والبعض منهم يردون بسخرية، في حين أن آخرين يشتمون المدرسة ومعلمها والتلاميذ. فالشتائم والإهانات حسب قوانين المجتمع البيثاغوري هي الشر الثاني الذي يقوم به الإنسان ضد ذاته والآخرين على السواء.
وفي تلك اللحظات الحرجة التي فيها الجميع منتظرين جواب التلميذ، إنتابهم الشعور بأن بيثاغور مالئ بحضوره القاعة. فالمعلمين شاهدوه، أما التلاميذ فأحسوا بحضوره، ذلك أن طيفه بالإمكان مشاهدته من وراء الستارة.
- وتكلم بيثاغور بصوت هادئ:" أقول لكم، إن هؤلاء الذين ليس بمقدورهم التجاوب مع ما لدينا من إختبارات متعددة للشخصية، أؤلئك الذي تحكمهم الأنا الذاتية ليس مرحباً بهم هنا أبداً وذلك لفقدانهم الأسس اللازمة للصداقة وإحترام المعلمين".
أما التلامذة الذين وقعوا في تلك المخالفات للقوانين طردوا إلى خارج المدينة.
أما التلميذ الذي سبق له أن تأمل في المعنى الرمزي للمربع، فقد نجح في تحمله لسخرية رفاقه منه متمكناً من كظم إنفاعلاته والسيطرة عليها.
- وأخيراً تكلم بثقة:" أعتقد بأن المربع يرمز للعالم المادي".
وساد السكون المكان.
وراح قلبه يخفق بسرعة منتظراً رأيهم بالذي قاله.
- وتكلم بيثاغور:" أسمع يا أيها الأخ، أنت الآن في منتصف الطريق الصحيح".
- فأجابه التلميذ متحمساً ومرتاحاً:" سأتابع بحثي لإيجاد الحل الكامل للرمز، ولسائر الرموز الأخرى أيضاً مهما كانت الصعوبات أمامي كبيرة، وسأبذل كل ما بوسعي للوصول إلى ومضات الحقيقة".
- فرد عليه بيثاغور:" أنت لديك قلب أسد، وإرادة نسر. لقد تم قبولك في الدائرة".
وبعد ذلك، تقدم منه كل التلاميذ والمعلمين بالتهاني مرحبين به كعضوٍ جديد في مجتمعهم النخبوي. ومن ثم أعطوه النجمة الخماسية ليعلقها على صدره.
* * *
تحت أشعة شمس البحر المتوسط وعبر سهول إيطاليا الرائعة. كان بيثاغور يسير خارج المدينة البيضاء ليستمتع بالطبيعة الخلابة باحثاً عن السلام في ذهنه. وفي البعض من الأحيان قام بزيارة المدن المجاورة لمخاطبة أهلها.
وفي ذلك اليوم عينه، وتحت السماء الصافية الزرقاء الصافية ظهر المعلم في كروتونا وميتابونتيوم Metapontium في وقت واحد، معلماً ومخاطباً الناس في كيلا المكانين مما تسبب بصدمة كبيرة لأهل تلك المدينتين. وكان للبعض من الناس أن شاهدوه بأم العين وهو يسير على المياه الفاصلة بين المدنتين، مع العلم بأن تلك المعجزة كانت واحدة من الظواهر المثبتة ألوهية " الرجل الأبيض ". فمنهم من آمن أنه بمقدوره التواجد في مكانين في الوقت عينه، أي وبكل بساطة فإن قدرته مكنته من فعل ذلك بشكل شبه مطلق. هذا فضلاً عن أنه بالحقيقة نبياً، وهو الذي أنبأ عن حدوث هزات أرضية وزلازل وموت البعض من أصدقائه الذين دفنوا تحت الأرض كبذار بذرت في قلب أمنا الأرض.
تحت في السرداب داخل معبد الحوريات التي هي آلهة التناغم. كان بيثاغور والسيباستيكوي Sebastikoi الذين هم الأعضاء الأساسيين في دائرته الداخلية يقومون بتفحص خصائص الأرقام.
وكان اؤلئك السيباستيكوي الذين أخذوا المسارة في المعرفة الخفية للحكمة من معلمهم بيثاغور يخصصون وقتهم لل " الثيوريا Theoria " منغمسين بالتاملات الصافية للحقيقة الإلهية. هذا لأن أساس فلسفة المعلم هو فيما للرضيات من نظريات وتطبيقات في سلوك الحياة، هذا فضلاً عن كونهم بأنهم كانوا المسؤولين الدينين عن الأخوية.
- وقال بيثاغور:" إسمعوا، إن جسد الميت لا يجوز إحراقه، بل على العكس، يجب تكفينه بالأبيض ليعود لطبيعته الأولى. فيا أيها الإخوة، إعلموا بأن النار يجب إشعالها من حول جثة الميت لتطرد الأرواح الشريرة، وهذا طقس سري لأن النار لها قوة الواحد".
- وتابع بيثاغور شارحاً المعاني الرمزية للرقمين التاليين:" إن الرقم هو المقياس لكل شيء، وإن كل رقم من الأرقام لديه خصوصيته، أذكراً كان أم أنثى، وكاملاً أو غير كامل. فالرقم [ 1 ] هو الموناد Monad، أي العقل الكوني المنتشر في كل شيء.
أما الرقم [ 10 ] فهو الرقم الأفضل لأنه جامعٌ أل [ 1 + 2 + 3 + 4 = 10 ]، إنه الكل في الحقيقة المطلقة. فالخلق بإرادة " الواحد " هو منفرد في جمعه للكل حيث كل الأشياء على ترابط ببعضها البعض.
أما " العشرة " أي الكل، فهي تجسيد لتلك الحقيقة المترابطة. ذلك أن التناغم هو المحرك الرابط حيث كل ذرة في الوجود هي متصلة بالأخرى.
وإن الكوزموس Kosmos أي الكون هو أشبه بآلة موسيقية لا تحد متناغمة مع ذاتها.
إن أرقام الكون المترددة تنتج نغمات موسيقية حساسة متماوجة في كل الأمكنة محدثة الصدى. وإن كل من الآلهة والبشر، والسماء والأرض، والكون الكبير والصغير، هم على تواصل مع بعضهم البعض عاكسين بذلك التناسب التناغمي المشابه الذي بالإمكان التحقق منه عن طريق الرياضيات من خلال الأرقام الإلهية التي هي الحقيقة الأولى.
الآن، ولأجل إستحضار قوة الكون ليس ثمة طقوس أو صلوات لتحقيق تلك الغاية، بل عليكم أن تضعوا أنفسكم بتناغم معها. فإذا أستخدمتم تناسب الأرقام المشابه للسماوات عندها فقط ستتردد طاقاتكم على نفس المستوى الذي للأرقام السماوية. وعند ذاك يصبح بإمكان أرواحكم أن تنادي الروح الإلهية التي تحل عليكم كحمامة بيضاء آتية من السماء.
وأقول لكم حقاً، أنه وبهذه الطريقة أتمكن من الإستماع لموسيقى الدوائر، وأحيا حياتي متناغماً مع الكون. إذ أن الموسيقى الكونية للحوريات يجب علينا أن نقلدها أولاً في مدينتنا، ومن ثم في المدن الأخرى بغية أن نخلق بذلك وحدة القلوب والعقول، أي هومونويا Homonoia.
وأخيراً، أقول لكم، كونوا كمعلمكم.
تقربوا من الآلهة.
ودعونا نبني سوية المملكة الكونية هنا على الأرض".
وهكذا، انهى الفيلسوف كلامه مع دائرته الداخلية.
وبذلك، فقد أعطاعهم بيثاغور مفاتيح المملكة السماوية مطلعاً إياهم على نظامها العملي وعلى كيفية تحقيقها وعيشها على الأرض.
وإرتبطت السماوات بالأرض لإعلان الوحدة الكونية.
وبهذا كله، فقد حقق بيثاغور الصلة فاتحاً بذلك الباب وراسماً الطريق الجامعة " لما في السماوات مع الذي على الأرض " محققاً بذلك فلسفته.
إن إتحاد القلوب والعقول كان في الغالب صعب المنال، فبناء المملكة البيثاغورية على الأرض بواسطة الرياضيات والأرقام لم يتعدى كونه سوى عملية توالد للملكة الكونية التي يحكمها أبدياً إيل – أبولو.
إن إرادة وإيمان بيثاغور لم يضعفا أبداً، ذلك أنه بما له من وحي وإنقياد للحكمة الإلهية تمكن من إنشاء مدينته كمدينة بيضاء إلهية.
* * *
إن ذاك التلميذ الذي قُبِلَ به في المجتمع البيثاغوري بعد أن جرت مراقبته من سنتين إلى ثلاث بات الآن جاهزاً للدخول في فترة التحضير للمسارة التي تستغرق مدة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات.
أما المدة التي يستغرقها الإعداد للدرجة الأولى وهي درجة التحضير تختلف بين تلميذ وآخر حسب مستوى الذكاء وتطوّر العقل. فالتلاميذ المبتدئين لم يكن مسموحاً لهم مشاهدة المعلم وهو يلقي بخطبه، إذ كان يجلس خلف ستار في كهفه أثناءها، أما هم فكانوا يستمعون إليه وهم المعروفين بإسم الأكوزماتيكوي Akousmatikoi " أي السامعين " التابعين للدائرة الخارجية . وبما أن المعلم هو إبن الحكمة بأساسه الكامن في داخله الذي لم يكن بإستطاعة أحد أن يستوعبه بوضوح كما هو عن طريق التعاليم الإيكزوتيريكية لإحتجابه عن أتباعه السامعين. فمعظم تعاليمه الظاهرية كانت رمزية وحاملة بشكل دائم المعاني المزدوجة الباطنية منها والظاهرية، وحدهم المسارون كانوا مدركين لما لها من معان باطنية بخلاف السامعين. وعليه، فعندما كان بيثاغور يذكر بكلامه " غناء الحوريات " إنما كان يقصد بذلك " تناغم الدوائر "، وعند ذكره " لجزر المباركين " كان قصده منها " الشمس والقمر "، أما ذكره " لكلاب بارسيفون
Parsephone " يعني قصده " الكواكب "، ولدى ذكره " لقيثارة الحوريات " يعني إحدى مجموعات الكواكب!
وظل التلاميذ صامتين أثناء خطبته إذ لم يكن لهم الحق في أن يتناقشوا أو يتجادلوا فيما بينهم عن ما يتفوّه المعلم به من تعاليم، فهم تلقنوا المعرفة من دون أية شروح لها أو براهين، ومن دون إستخدام المنطق الذي هو الأقوى بالنسبة للإنسان.
وراحوا وبكل إحترام يتأملون في تلك التعاليم كلٌ على حدة في مجموعات ضمت في كل واحدة منها تلميذان.
وفي البعض من الأحيان، ولدى حصول جدال فيما بين التلاميذ البيثاغوريين من الدائرة الخارجية حول إحدى النظريات كما الداخلية، كان جدالهم ينتهي فوراً بقول أي واحد منهم:" أوتوس – إيفا – إيبسي – ديكسيت، أي ما معناه:" هذا ما قاله المعلم"، وكانت هذه العبارات تجسد محاولاتهم في المحافظة على أقواله منهية جدالاتهم.
إن خطب بيثاغور حملت في طياتها التعاليم الإبتدائية عن الحياة اليومية العادية، إذ إرتأى أنه لا يجب تعليم التلاميذ المبتدئين في ذلك الوقت أسرار الحياة وما هو خفي خلف ظواهرها المادية مكتفياً بتحديده لهم علاقتهم بالقوانين الكونية مستنهضاً فيهم الإلهام والبصيرة التي هي فيهم القوة الأساسية. وعند ذاك تجد ومضات النور طريقها لعقولهم لتنكشف لهم في المستقبل.
وفي الصباح الباكر، ومع أشعة الشمس الأولى الطالعة من الشرق، والتي تسرب نورها من خلال الفتحة الصغيرة ما بين صخور الكهف مشعة على بيثاغور المنتظر والمتأمل. كان البعض من تلاميذه يتمشون على طرقات المدينة في الوقت الذي كان فيه الآخرين منهم يقومون برقصة الدوريان المقدسة وهم ينشدون التراتيل لأبولو – الواحد.
إن كل فجر على المدينة البيثاغورية بالنسبة للتلاميذ فيها مثّل لهم فجراً جديداً تواقون فيه للإستماع إلى معلمهم إبن إيل – أبوبلو.
ومع كل شروق شمس تتجدد الحياة في الكون المرئي بطريقة تعادل شروق أبولو الذي كوّن الأرقام في الكون المخفي.
وبعد طقس الإغتسال تابع التلاميذ طريقهم إلى المعبد ليتأملوا بصمت قبل سماعهم لخطابات معلمهم، وعلى طول الطريق راح كل فرد منهم يمرّن ذاكرته محاولاً إستجماع الأحداث التي حصلت معه في النهار السابق مسترجعاً في ذهنه تسلسلها الدقيق، وذلك لأن الحفاظ على الذاكرة الجيدة هو بالأمر الحيوي لهم، ذلك أن المعرفة التي حازوا عليها على مر السنين والإختبارات التي قاموا بها إلى جانب الحكمة التي أكتسبوها والعلوم، هي كلها ككنز ثمين من الواجب عليهم المحافظة عليه وحمايته مدركين ذلك يقيناً بأنه ومن دون الذاكرة اليقظة فإن كل ما إكتسبوه سيذهب سدىٍ.
وبعد أن غادروا المعبد توجهوا إلى الحديقة المقدسة حيث تجمعوا حول كهف المعلم المساري الظاهرة ملامحه من خلف الستارة وهي تتبدل مغمورة بأشعة نور الشمس الحاملة الوحي الإلهي بالتعاليم المقدسة. وتوّجه منهم بالتحية، وعندما شرع بالكلام إنطلقت كلماته بسرعة النور، وكأنه إبن الشمس إيل – أبولو. وكان صدى صوته في الكهف مترافقاً مع ما يعزفه من موسيقى ساحرة على قيثارته في الوقت عينه منسابة إلى آذان " السامعين "، ذلك أن بيثاغور يعتقد بتأثير الموسيقى القوي والمريح على سامعيه أثناء تلاوته لتعاليمه على المستويات الجسدية والنفسية.
- و شرع بالكلام:" إن النساء والرجال هم متساوون في المجتمع، وعلى كل منهم أن يؤدي ما له من دور إجتماعي بطريقة فعالة وبديهية. وعلينا جميعاً أن نتصرف كعائلة واحدة، الواحد للكل والكل للواحد. وأقول لكم، ثمة هناك إختلافات بين الرجل والمرأة، إلا أن ذلك لا يجب أن يشكل مانعاً أمام المرأة لتكون فيلسوفة في عداد الذين هم في دائرتنا الداخلية التي سأسميها " دائرة الماتيماتيكوي Matthematikoi " مظهراً فيها نفسي لهم ومتواصلاً معهم بالحكمة، اؤلئك المسارون سيدخلون خلف الستارة ليصعدون بشكل لولبي بإتجاه الألوهة.
إسمعوا: إن الحكمة هي ليست فقط حكراً على الرجال، فالنسوة إلى جانب ما يقمنّ به من أعمال منزلية، وفي عملية الخلق في الحياة كأمهات بإستطاعتهنّ أيضاً طلب الحكمة والبحث عنها.
وأخيراً، دعوني أختم كلامي هذا بنصيحة أسديها لكل منكم، أحبوا أهلكم وكرموهم لأنهم هم أيضاً يحبونكم، فأحفظوا نصيحتي هذه ولا تهملوا أبداً تطبيقها في حياتكم. أنظروا إلى آباءكم وكأنكم إلى الله خالق الكون والخليقة ناظرين، إذ لا مثيل لما للأباء من كرم وقيمة. وتتطلعوا إلى أمهاتكم كما تتطلعون إلى الطبيعة الكريمة أم كل الكائنات على الأرض من الأزهار إلى الأشجار فالحيوانات فالبشر.
إن الأم وهي تقوم بتغذية طفلها بحنو وسعادة وعطف وإهتمام تشكل ظاهرة فريدة من نوعها.
وأعلموا، أن محبتكم لوطنكم هي أمر واجب عليكم إذ يجب أن تكون كالمحبة التي خصصتم بها أمهاتكم عندما كنتم صغاراً تحت كنف حمايتهن لكم.
أن أهلنا لم يكونوا أهلنا صدفة. فالجهلة هم الذين يؤمنون بالصدف، فلا شيء من حولنا مما هو كائن كان نتيجة لصدفة معينة. إن كل ما يحدث من حولنا إنما يحدث بمنطق المخطط الإلهي الذي هو نظام سامٍ للأرقام في إرادة ضرورية وحتمية".
لاحقاً، عند إنتصاف النهار كان التلامذة يصلون للآلهة وللأرواح الخيّرة. ثم يجلسون بصمت لتناول طعام الغداء من الخبز والعسل والزيتون. ومن بين اؤلئك التلاميذ، كان هناك البعض منهم ليسوا بنباتيين، فكانوا يأكلون اللحوم والأسماك بخلاف النباتيين الذين كان غذائهم مكوّناً من الخضار والحلوى مع الحليب وبعضاً من الفواكه.
أما فيما بعد ظهيرة كل يوم، كان التلامذة يمضون وقتهم بتمرين أجسادهم بالركض، ورمي الأقراص والسهام، والقيام بالمصارعات على شكل رقصات الدوريان، والقفز مع حمل البعض من الأوزان بالأيادي. أما قيامهم بتلك التمارين جاء عملاً بالقول المأثور:" العقل السليم في الجسم السليم". لذلك، فمن الأهمية بمكان عندهم القيام بالتمارين الجسدية كما العقلية على السواء.
وبعد ذلك، كان السامعون " يكرسون الوقت لدراسة الأشعار والتاريخ كلٌ على حدة، أو في مجموعات مكوّنة من تلميذين. ذلك أن الأشعار كانت مهمة جداً في تلك الأيام لما فيها من معان ٍ ميثولوجية محمّلة بالأشكال المجازية للاهوت والفلسفة.
وعند إتمامهم لدراساتهم في وقت بلوغ الشمس الأفاق، يشرعون بالتأملات الضرورية. فالبعض منهم لوحده يستذكر ما لقنه إياه المعلم من دراسات في ساعات الصباح الأولى لدى نشر الشمس أولى حبال أشعتها، أما الآخرون فيتجمعون في مجموعات صغيرة قاصدين الحديقة وهم يتحاورون فيما بينهم بالدراسات التي أخذوها.
وبعد ذلك، وعند إحتجاب الشمس إلى ما وراء الأفق خلف البحر، كان التلامذة يغتسلون ومن ثم يجتمعون للقيام بصلاة جماعية يحرقون خلالها البخور على المذبح وهم ينشدون التراتيل لإيل – أبولو الآب الواحد في الهواء الطلق، وأيضاً لساريس – عشتروت أم الطبيعة وكل المخلوقات، ولديانا حامية الأموات، وهم حاملين بآياديهم أغصان أشجار الأرز والغار والسنديان كرمز لتكريم تلك الآلهة.
وفي " المدينة البيضاء " كرّم البيثاغوريون الآلهة بوضعهم صورها على النحاس ذو الشكل الدائري إيماناً منهم بأنه جاذبٌ لما هو إلهي.
ولدى حلول الليل على تلك المدينة السماوية على الأرض، في الوقت الذي فيه النجوم تتلألأ في المملكة السماوية الشاسعة، كان التلاميذ يجلسون لتناول طعام العشاء، وإلى جانب طعامهم المألوف يشربون النبيذ ذلك أنهم لم يكونوا ليشربونه مطلقاً في النهارات. ومن ثم يشرع صغيرهم سناً بتلاوة البعض من الأشعار ليتولى بعده أكبرهم عمراً شرح معانيها والتعليق عليها. وقبل مغادرتهم مكان العشاء، يشربون نخب بيثاغور مرتلين ومكرمين الآلهة وأهلهم والأخوية، لينصرف بعد ذلك السامعون إلى بيوتهم ليبيتوا فيها بجنب عائلاتهم بعكس السيباستيكوي الذين يباتون لياليهم في المكان نفسه بحللهم البيضاء في أسِرّتهم، حيث كان كل فرد منهم يقوم بالتذكر تدريجياً لما قام به من تصرفات، وما قاله من كلامات طيلة نهاره متفحصاً ضميره بصمت.
وعندما شع أبولو من جديد في الصباح، كان إبنه حاضراً في الكهف منتظراً أن يتم مسحه وغسله بنوره قبل بدايته بإلقاء خطبة أخرى من خطبه.
- وقال:" إسمعوا هذا، سأقدم لكم الآن البعض من النصائح التي من الواجب عليكم أخذها بعين الإعتبار في حياتكم:
1- إختاروا أصدقائكم وتعاملوا معهم بحسب ما لديكم من أمور مشتركة منوعة فيما بينكم.
إن الصديق هو نفس أخرى يجب عليكم أن تكرموها كما تكرمون الآلهة، فالصداقة هي المساواة، ذلك أن كل شيء بين الأصدقاء هو مشترك، فلا تكرهوا بعضكم البعض لأشياء تافهة وأغلاط عابرة.
2- إنه لمن الأفضل لكم أن لا تأكلوا اللحوم والأسماك والفول، لأن هذه الأنواع من المأكولات تعيدكم إلى طبيعتكم الجسدية. وأشربوا القليل من النبيذ والبعض من الماء لأنهما مفيدان للجسم.
3- حاولوا أن تلبسوا اللباس البسيط والنظيف والنقي.
وكونوا كراماً وصريحين وصادقين ولا تزينون أجسادكم بالجواهر والحلي وخاصة لدى قيامكم بالطقوس الدينية.
فالطهارة هي علامة المساواة والعدالة في المنطق.
4- في الأيام المقدسة لا تحلقوا شعر رؤوسكم، ولا تتركوا خلفكم خدمة الآلهة من أجل زيادة أرباحكم.
5- ألقوا الكبرياء بعيداً عنكم لأنه من الأفضل أن يعيش المرء حياته متواضعاً.
ولا تكثروا من الضحك.
ولا تغضبوا.
6- لا تقوموا بإلحاق أي ضرر أو أذى بأي إنسان، هذا لأنه من الأفضل للإنسان أن يجرح ويتحمل جراحه من أن يقتل إنساناً آخر، ذلك أن دينونتنا هي مرتبطة بطريقة خفية بما نقوم به من أعمال في حياتنا.
7- إنه لمن الأهمية بمكان أن تكون لدينا العاطفة على كل ما للحياة من أشكال، فلا تقتلوا الحيوانات أللامئذية.
لا تقتلوا أبداً.
ولدى شعوركم بأنكم مهددون، دافعوا عن أنفسكم لأن الدفاع عن النفس هو أمرٌ مبرر.
ولا تقطعوا الأشجار لأنها رمز المساري.
8- في نهاية كل يوم إفحصوا ضميركم، وإسألوا أنفسكم عن ما فعلتموه من سؤ خلال نهاركم. وتأملوا فيما قد أهملتموه من واجبات كان عليكم إتمامها، وبما قد قمتم به من خير".
وبهذا خاطب المعلم السامعين الذين كانوا يستمعون إليه بحذر وإنتباه وكأنه إلهٌ خفيٌ يراقبهم وسيحاكمهم على أفعالهم.
أما بيثاغور، فلم يكن يعتبر نفسه محاكماً لهم على الإطلاق، بل معلماً إياهم وعليهم إحترامه والإقتداء به معتبراً نفسه صديقاً محباً لكل فرد منهم، وهو الذي أطلعهم على الميزات الأساسية التي بواسطتها سيتمكنون من أن يحيوا حياة جيدة ملؤها الخير كونه أخاً كبيراً لهم بمقدوره تحريرهم بما لصداقته من قوة ساحرة ومؤثرة. وإن هذه الطريقة في التعامل وضعت في عقولهم الفضائل الأخلاقية والشخصية التي مكنتّهم من السلوك في درب ذاك المعلم الفيلسوف المثالي مصوّبين بذلك تصرفاتهم في الحياة.
أما بيثاغور العائش لكل تلك الفضائل، إستطاع بخطاباته أن يجعل من إتباعه في غاية الإعجاب به والإحترام المطلق له، وهم العائشين بموجب ما قدمه لهم من قوانين، ظاهراً دوماً أمامهم في المدينة بثيابه البيضاء وكأنه واحد من الآلهة.
ولا بد من الإشارة، إلى أن بيثاغور في حياته كان نباتياً، وهو لم يتناول من طعام سوى الخبز والعسل والخضار، هذا فضلاً عن عدم شربه للنبيذ مطلقاً في النهارات.
أحب تلاميذه وتلميذاته حباً أخوياً وصافياً وسامياً.
ولم يكن لينساق خلف أهوائه الجسدية، ولا ليضحك بطريقة ليست بلائقة. وهو لم يتصرف مطلقاً مع الآخرين بسخرية. كما وأنه ما قاصص يوماً آياً من تلاميذه أو حاكمه.
* * *
في ذاك النهار كانت تقف خارجاً بعد أن أنهى بيثاغور خطبته وغادر " السامعون " المقر منصرفين كلٌ إلى متابعة ما عليه من واجبات. وفي العادة كان البعض من السامعين الذين لديهم مشكلات معينة يدخلون الكهف للإعتراف أمام إبن النور، إذ كان دوماً سامحاً لمن يرغب القيام بالإعتراف أن بأتي إليه لأجل ذلك بعد إنتهاءه من ألقاء خطبه.
- دخلت الكهف وجلست في الناحية الأخرى للستارة معترفة له:" أريد يا أيها المعلم إطلاعك على سر".
- فرد عليها وكأنه مدركٌ من صوتها من هي:" قولي ما لديك يا إبنتي".
- قالت:" هناك رجل أشعر حياله بإنجذاب إذ أني أعتقد بأنني واقعة في غرامه، وهو ليس بمدرك لذلك. فأنا، وعندما انظر إليه في كل مرة، سرعان ما ينتابني الشعور بأني محاطة بحب عظيم. وعند سماعي لكلماته تدخل تلك الكلمات إلى عمق أعماق كياني كأشعة الشمس الأولى التي تغمر الأرض بالدفء. وللحال، أروح أرتجف من الداخل بالرغم من أنني وفي الكثير من الأحيان لا أفهم ما يقوله، غير أنني ورغماً من ذلك فأنا شديدة الإعجاب به وبأقواله، إذ لديه القوة والرؤيا التي يبقى محتفظاً بها لنفسه.
فماذا علي فعله يا أيها المعلم"؟
وخيم الصمت لهنيهات.
- بيثاغور:" لماذا لا تخبرينه عن ما تشعرين به حياله، تحلي بالشجاعة".
- " ليست لدي الشجاعة الكافية لذلك، فأنا قلقة من أن يقابل ما لي من مشاعر تجاهه بالرفض".
- بيثاغور:" ولماذا سيرفض؟ قولي يا ثيانو Theano من هو".
وساد السكون من جديد لبرهة من الوقت.
- وأجابته قاطعة السكون:" إنه أنت يا أيها المعلم".
وسقط القناع.
وخيّم الصمت على الكهف.
إن بيثاغور، هذا المساري الكبير الذي عاش حياة روحية جاهداً في جمعه القوة الباطنية للطبيعة، " رافضاً فكرة الحب الغرامي للمرأة مؤثراً عليها الحب العذري لها "، وهو المكرّس طاقاته كلها لمدينته وأتباعه الذين يحبهم جميعاً بالتساوي. لم تكن تلك الواقعة بالنسبة إليه تجربةً، بل كانت إعترافاً صادقاً بحب نقي وطاهر.
وعبرت رائحة عطرها الستارة واصلة إلى أنفه، فأحس بالدهشة.
- وسأل نفسه:" ماذا يحدث"؟
وهو المدرك كيفية السيطرة على مشاعره، وعلى ما للإغراء من أوهام بنظره.
إن الذي حدث معه مع تلك الفتاة هو شيءٌ آخر مختلف. إنه حقيقي، ذلك أن نورها الروحي الوهاج وعقلها المستنير أدخلاها إلى كيانه.
ومن دون أي تردد منه، رفع بيثاغور الستارة ونظر إليها. فهو محق، إنها ثيانو إحدى أهم تلميذاته المفضلات لديه، وهي إبنة برونتينوس من كروتونا الأورفي السابق، والذي بات فيما بعد بيثاغورياً. ولم يكن المعلم فيما مضى من الوقت مدركاً لحقيقة ما تكنه له من مشاعر ذلك أنها نجحت في إخفاءها طوال تلك المدة الطويلة من الزمن.
وللحال نهض بيثاغور، وبكل محبة أخذ بيديّ ثيانو منهضاً إياها، فتلاقت عيناهما في تلك اللحظات وبان لهما مستقبلهما مدركين بأنهما سيكونان متحدان، إنه قدرهما.
فهل هذا معقول؟
فبعد كل هذه السنوات الطويلة من المسارة المحكومة بقانونها الصارم، بدأ بيثاغور ينتابه الإرتباك. والأمور عنده باتت مختلطة ومتداخلة ببعضها البعض. . .
- هل هي العاطفة؟
- هل هو الحب؟
- ما هذا يا ترى؟
- وما هي تلك الرغبات الجسدية التي جعلتني ضعيفاً إلى هذا الحد، وغير قادرٍ على التحكم بها؟
- هل هناك من فرق؟
راح بيثاغور طوال تلك الليلة يسأل نفسه.
ــــــــــــ
يتبع مع شكري لكم لحسن متابعتكم وقرأتكم لهذه الرواية ....
أحبك يا بيتاغور أنت والقديس توما الأكويني والعالم الفيلسوف الألماني ماستر جوهانز ايكهارت ...
[CENTER]
![[صورة: sweetangel2.gif]](http://i21.photobucket.com/albums/b258/georgios42/Angels/sweetangel2.gif)
[/CENTER]