تحياتي للجميع و عذرا للتطفل....

عزيزنا الختيار أهلا بعودتك (f)

عزيزي النص القرآني الوارد يحتمل (من وجهة نظري طبعا) ما تم تفسيره بسؤال الملائكة لبر العالمين عندما أعلمهم بخلقه لابن آدم و استنكارهم لما قد يفعله ذلك الخليفة....

فعندما قال الملائكة ((أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء)) فهذا يأتي من تجربة سابقة، فكيف سيعلمون أن الإنسان سيفعل كذا و كذا؟ يعني لا بيضربوا بالمندول و ليس لهم من العلم إلا ما علمهم الله تعالى، بدليل قولهم "لا علم لنا إلا ما علمتنا" و الذي لربما يطرح احتمالا آخر أن الله أخبرهم أنه سيخلق ابن آدم و أن ابن آدم سيخرب في الأرض و يسفك الدماء و ما إلى ذلك....

و رد الله سبحانه على استنكار الملائكة قائلا: "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " لا يفيد بالضرورة تفاؤله يا عزيزي و ذلك ما يدعم إلحادك بأنك في هذه الحالة ستقول ما هذا الإله الذي لا يعلم ما يفعل؟ كيف يدعي بأن ابن آدم لن يخرب الأرض و من ثم تجدنا قايمين الأرض و مش قاعدينها؟

الافتراض هنا بأن الله تعالى فعلا يعلم ما لا يعلمه أحد فقال لهم تلك الجملة و التي لا تعني التفاؤل بابن آدم بالضرورة بل تحتمل الكثير....

و هناك احتمال آخر خطر ببالي الآن و هو أنه حين قال الملائكة ((أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء)) أستطيع أن أستدل من سياق الجملة أن الملائكة تفترض أن الإنسان لن يكون له شغل إلا أن يفسد في الأرض و يسفك الدماء، فرد الله عليهم بجملته الآنفة الذكر و التي تفيد بأن الله يعلم بأن افتراض الملائكة غير صحيح و بأن الإنسان سيفيد في الأرض نعم و سيسفك الدماء نعم، و لكن في المقابل فإن الإنسان سيعبده و يقدسه، و سيعمر الأرض و يبنيها و ما إلى ذلك..... و بالتالي أرسل الرسل بالقوانين التي تحكم حياة البشر و تبين الخطأ و الصواب حتى يقيم الحجة على من أفسد في الأرض و لا يترك له عذرا في إفساده ...

عذرا للإطالة و آمل أن تسلسل كلامي منطقي...

تحياتي الوردية (f)