تشييع شهداء مجزرة شفا عمرو وأصابع الاتهام توجه الى أجهزة الأمن
شفا عمرو - أسعد تلحمي الحياة - 06/08/05//

خيم الحزن والتوتر على البلدات العربية في الجليل، وتحديداً شفا عمرو التي شيعت اربعة من مواطنيها قتلوا في مجزرة نفذها مستوطن يميني متطرف. وفيما دان رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون «العملية الحقيرة»، طالب المواطنون العرب في اسرائيل بالتحقيق في دور جهاز الامن العام (شاباك) في المجزرة.

وكان المستوطن ايدي ناتان تسوباري (19 عاماً) الذي ارتدى زيه العسكري، اطلق النار اول من امس على باص للركاب يقل عرباً عائدين من مدينة حيفا المجاورة فقتل سائق الباص ميشيل بحوث والراكب نادر حايك والطفلتين الشقيقتين هزاز ودينا تركي، قبل ان يلقى حتفه على ايدي الحشود الغاضبة.

وشارك في تشييع الشهداء الاربعة 20 ألفاً ساروا في موكب جنائزي رددت خلاله شعارات عن الوحدة ورفعت الاعلام الفلسطينية، في وقت دانت السلطة الوطنية «الجريمة الوحشية»، وتوعدت فصائل عدة بالثأر، خصوصاً «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) التي نظمت تظاهرة احتجاج شارك فيها الآلاف في مخيم جباليا في قطاع غزة.

وعقب المجزرة، رفعت اسرائيل حال التأهب وعززت قواتها في محيط البلدات العربية التي شهدت اضراباً عاماً احتجاجياً. كما سعت السلطات الى تهدئة روع الجماهير العربية، فهاتف شارون النواب العرب في الكنيست ورئيس لجنة المتابعة ليندد بـ»العملية الحقيرة التي نفذها ارهابي يهودي متعطش للدماء اراد الاعتداء على مواطنين ابرياء». كما اعتقلت الشرطة ثلاثة قاصرين من مستوطنة «تبواح» حيث لجأ القاتل في الاشهر الاخيرة، وحققت معهم بشبهة التعاون معه.

ورغم هذه الاجراءات، سيكون على اسرائيل ان تستجيب مطالب المواطنين العرب باجراء تحقيق في دور الاجهزة الامنية في وقوع المجزرة على خلفية ان القاتل معروف لديها بتاريخه وافكاره ومواقفه اليمينية المتطرفة، اضافة الى التحقيق في ما اذا كان الحديث يدور عن مجرم عضو في خلية ارهابية تنشط تحت أعين «شاباك» من دون ان يحرك الجهاز ساكناً.

وكان كبار المعلقين الاسرائيليين في الشؤون الأمنية أوحوا بأن ثمة قصوراً واضحاً في أداء جهاز «شاباك» بعدما تبين ان منفذ المجزرة كان معروفاً لدى هذا الجهاز لكنه لم يحط قيادة الشرطة او الجيش بالخطورة الكامنة في احتمال ان ينفذ جريمة من هذا القبيل. واضافوا ان اجهزة الامن كانت على علم بأن القاتل فر من الخدمة العسكرية وخالط اعضاء حركة «كاخ» الارهابية المحظورة، لكنها لم تُجرده من سلاحه او تبلغ الجيش عنه. وتابعوا ان شخصية القاتل «تطابقت تماماً مع المواصفات التي وضعها شاباك لارهابي يهودي محتمل سيسعى الى نسف عملية الانسحاب من غزة من خلال مهاجمة العرب».