بعدما تبين أن الأجهزة الأمنية تعرف تاريخ المهاجم ومواقفه اليمينية المتطرفة... اوساط اعلامية اسرائيلية تتساءل عن دور «شاباك» في المجزرة
القدس المحتلة - سائدة حمد الحياة - 06/08/05//

وجه كبار المعلقين السياسيين والعسكريين في الصحف الاسرائيلية اصابع الاتهام الى جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلية (شاباك) والجيش الاسرائيلي لتقاعسهم عن منع وقوع مجزرة شفا عمرو في الجليل رغم «تطابق مواصفات الارهابي اليهودي المحتمل» مع شخصية منفذ المجزرة الجندي عيدن زادا (تسبوري) والتي راح ضحيتها اربعة من ابناء شفا عمرو.

وفيما اجمعت الصحف العبرية الرئيسة على ان ما حدث في المدينة العربية بمثابة «قصة مجزرة معلنة»، وصفها ابرز المعلقين الاسرائيليين اليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت احرونوت» بـ «الفضيحة».

وقال فيشمان ان الجيش الاسرائيلي كان على علم بخلفية القاتل الذي فر من الخدمة العسكرية بعد اربعة اشهر من انخراطه فيها امضى معظمها ما بين التغيب والسجن العسكري، لينتقل بعدها الى مستوطنة «تفوح»، معقل عناصر حركة «كهانا» العنصرية الارهابية المتطرفة، وليلتحق بمدرسة دينية متطرفة، ورغم ذلك ترك يتجول بحرية وبسلاح الجيش حتى انه وصل الى مستوطنات «غوش قطيف» في قطاع غزة وشارك في التظاهرات التي نظمتها «حركة ريفافا» اليهودية الدينية المتطرفة التي حاولت اقتحام المسجد الاقصى.

وتساءل فيشمان: «كيف يمكن لجندي هرب من الجيش لاسباب ايديولوجية ومعه سلاحه ان لا يشعل الضوء الاحمر لدى سلطات الجيش». وكتب ان ما حدث «كان حادثاً ومنفرداً لكن زادا (يمثل) ظاهرة، وهناك العشرات وربما المئات مثله، وفي فترة التحريض العنيف عشية فك الارتباط ينضج قتلة محتملون مثله... ولا يعرف الفتيل الذي يشعل هؤلاء». واشار الى ان جهاز «شاباك علم ان تسبوري كان يرافق اتباع كهانا، لكن الجيش لم يتلق تقريراً بذلك».

واعرب عن استهجانه واستغرابه لعدم تحرك «شاباك» لاعتقال تسبوري، وتساءل: «ما هو دور جهاز شاباك في هذه القصة؟ هل كانت لديه دوافع مهنية خفية دفعته لعدم اعتقال زادا؟».

وذهب المعلق العسكري والسياسي في صحيفة «هآرتس» العبرية عاموس هارئيل الى الاشارة الى ردود الفعل الاسرائيلية على شبكات الانترنت والتي تراوحت «ما بين الاسف على مقتل الجندي، والادعاءات بأن العملية كانت استفزازاً آخر من شاباك».

ويتهم قادة المستوطنين «شاباك» بزرع متطرفين يهود في صفوفهم، بما في ذلك اتهام احد قادة زعماء اتباع «كهانا» ايتان بن غفير المعروف بكراهيته للعرب بأنه «عميل لشاباك».

واشار هرئيل الى ان اعضاء حركة «كهانا» الذين اعتقلهم جهاز المخابرات الاسرائيلية بتهمة قتل سبعة فلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية، اطلقوا بسبب التزامهم الصمت خلال التحقيق معهم.

وكتب نداف شراغاي في الصحيفة ذاتها ان شخصية تسبوري «طابقت مواصفات الارهابي اليهودي المحتمل التي وضعتها شاباك لنسف عملية فك الارتباط من خلال مهاجمة العرب».

واشار الى اربعة اصناف من «الارهاب اليهودي» الناشط ضد الفلسطينيين: «الصنف الاول يستهدف اناساً متورطين بصورة مباشرة او غير مباشرة بقتل يهود»، مشيرا الى محاولة الاغتيال الثلاثية التي طاولت رؤساء بلديات رام الله والبيرة ونابلس في العام 1980. اما الصنف الثاني «فيستهدف العرب كأسلوب للغفران (الخطط لتفجير قبة الصخرة)». والصنف الثالث يستند الى الاعتقاد بأن «الانتقام هو فريضة من تعليمات الهليخا الدينية او ان الارهاب يردع الارهاب العربي». واشار الكاتب الى ان قاتل ابناء شفا عمرو ينتمي الى الصنف الرابع من الارهاب اليهودي الذي يسعى الى افشال خطط سياسية او خطط انسحاب»، مشيراً الى ان «هذا الاعتقاد آمن به اعضاء في التنظيم اليهودي تحت الارض في العام 1984».

وكشفت الصحف الاسرائيلية ان الجندي القاتل كان ترك ورقة عزا فيها فراره من الجيش الاسرائيلي الى أن «اليهودي لا يطرد اليهودي». وكانت ردود فعل وسائل الاعلام الاسرائيلية على المجزرة اقتصرت في البداية على «الصمت المطبق» ثم تبع ذلك الحديث عن «شجار بين عرب داخل حافلة ذي ابعاد طائفية» من خلال الادعاء بأن الجندي القاتل «درزي».