مع أني من عائلة مسيحية، إلا أن والدي علمني القران للعلم بالشيء ليس أكثر. و مع ذلك، فلست عالما بكل ما فيه، أي أنني لم أقرأه من الغلاف الى الغلاف. و قد قرأت عن القران أيضا (و عن الاحاديث)، كتب كتبها مسلمون، في التفسير و خلافه، و هي كتب مخجلة و متخلفة لدرجة تدعو للتقيؤ، تصل الى مرحلة سن أصول التبول و اذا ما كان يمكن للرجل المسلم التبول خلف شجرة أسوة بالرسول. أضف الى ذلك خرافات البدو من قصص النملة التي تتحدث الى سليمان و تخاريف أخرى منقولة عن التوراة (و هي أيضا أقاصيص و خرافات).

هذا عدا عن أن القران فيه أحكام متخلفة مثل أن الرجل يمكنه أن يضرب المرأة اذا عصته و لم تسمع لنهره. و مما يثير القرف هو أن بعض مفسري القران المعاصرين يحاولون التخفيف من حدة هذه الاية بالقول أن الضرب يجب ألا يؤلم أو يؤذي، متناسين أن الموضوع ليس موضوع أذى فحسب، بل موضوع كرامة الانسان التي تنتهك بالضرب.

و هل علي أن أذكر حكم الردة الارهابي؟ و ماذا عن أهل الذمة الذين يدفعون الجزية و هم صاغرون؟

يا عزيزي قد تستنكر علي أني أحكم على القران و أنا لم أقرأه بالكامل، و لكن دعني أسألك: هل قرأت كل كتب ماركس بالكامل؟ اذا لا فلماذا لست شيوعيا؟ هل قرأت كتب التاو الصينية؟ لماذا اذن لست تاويا؟ هل قرأت كتب الهندوس؟ و هكذا.

طبعا أنا أعرف بعض الردود على ذلك الكلام، ردود تفسيرية استطرادية تعيد تأويل القران بما لا يعنيه، تهربا من الصعوبات الواضحة. طيب على الاقل الاسلاميين يعترفون بما جاء في القران و يتبعونه كما هو. هذه محسوبة لهم لا عليهم. اللوم هو على من يجمّل القران بالماكياج و يجاملهم و يعيد اختراع اسلام جديد عصري، و هذا في النهاية يضر و لا ينفع.


الواقع العلمي هو هكذا: القران كتاب تخاريف من تراث العرب، و هو لا يزيد عن كتب آلهة الاغريق فيه الاقاصيص و الخرافات مثله مثلهم، كما هو الحال مع كتب المصريين القدامى و اليهود و الهندوس، الخ.

كتب التخاريف هذه كثيرة، و أنا أعجب ممن يختار واحدا منها دون غيره، و يقول أنه كتاب من الإله، و الباقي تخريف، مع أنه لا فرق بينهم على الاطلاق!

الدينيون مغسولة أدمغتهم لأنهم تربوا على أديان منذ الطفولة لا يمكنهم أن يخلصوا عقولهم منها لأنها باتت مزروعة في ضميرهم، فباتوا يعانون من شبه هلوسات عن إله جالس في السماء يراقبهم و يهتم بأمرهم، و نار محرقة تنتظرهم للعقاب كما يلاحق الاب ابنه ليعاقبه.

من المؤسف أن أبناء القران الواحد و العشرين لازالوا يعتقدون أن ملائكة غسلت قلب محمد في طشت، و أن نملة تحدثت مع سليمان، و أن عيسى نفخ في طين فأصبح طيرا حيا. :no:

مصلحة العرب تكمن في رمي هذه التهاريج جانبا، و التفكير بعقلية عملية و واقعية و علمية.

العلمانية الفكرية هي الحل الوحيد. و لا أقول العلمانية التي تجامل القران (كما يفعل البعض). هذا اسمه "لعب عيال". أحيانا عندما يؤلمك سنك، يجب خلعه بالكامل. القران سن عتيق و متسوس لدرجة اللاعودة. لم يعد متوافقا مع العصر و لا هو صالح للقرن الواحد و العشرين. بسببه سيبقى العرب خلف بقية البشر.


اذن قد لا تعجبك طريقتي أو مصادري، أو تقول أني لم أقرأ كذا و كذا, هذا رأيك. أنا رأيي الشخصي أن مشكلة العرب العظمى هي ليست اميركا و لا الحكومات العربية و لا حتى اسرائيل ذاتها. المشكلة هي القران و هو سبب كل المصائب.