يا أخ الغدير:
تحياتي المخلصة لك (f)

تربيت على صلاة الصبح و يتلوها سماع القرآن الكريم يوميا الساعة السادسة صباحا ثم درس إما للدكتور عبد الحليم محمود أو الشيخ أحمد حسن الباقوري. كان هذا يحدث يوما تلو يوم و شهرا تلو شهر و عاما تلو عام.. كان هذا هو الحال لسنين العمر الأولى في حياتي. هذه الأيام قطعا تركت بصمة انطبع بها عقلي الباطن و إلى الآن. عندما أقول لك عن محمد "سيدنا محمد" فأنا فعلا أعني ذلك لأني مدرك لحجم مساهماته و دوره في بنيان الحضارة العربية من جميع الجوانب. عندما أقول الإمام الخميني فأنا أعني ذلك لأني تعلمت، و فقط مؤخرا، عن جوانب من الجمال في هذا الرجل رغم أن شخصيته لا زالت لغز لي. أنا فعلا أقدر هؤلاء و لا أقول بعكس ذلك أو أشعر بعكس ذلك في لحظة أخرى.

أحمد ديدات عرفته في مصر في وقت عصيب جدا من حياتي و لم أذكره سوى بالغوغائية و استخدام مدارس النقد العالي الألمانية المعروفة و التي كان ركيزتها فلهاوزن و فطاحل النقد الأدبي و الكتابي "ضد" الكتاب المقدس، مع أن هذه المناهج أصلا مناهج نقدية تسري على أي نص تمت كتابته في الحقب العتيقة من نصوص فيرجيل و أوفيد و هوميروس و أيضا الكتاب المقدس و القرآن لن يكون استثناء باعتباره نص مكتوب في القرن السابع. اعتمد ديدات الغوغائية و التضليل. لم ينشر الإسلام بالطرق التي أحترمها في وعاظ مثل المشايخ الذين ذكرت لك أسماؤهم أو حتى عمرو خالد الذي يسخرون منه مع أني معجب به و بذكائه و لباقته.

طبعا تعمدت الكتابة بشكل غاضب و لكن في حقيقة الأمر ;) أقول: ليرحمه الله و ليسكن في أحضان الأبدية و تسترح نفسه. أعرف أن ديدات له مصفقين و ما قلته أعلاه هو هدية لهم فقط. أسف على أي شيء صدر مني في ردي اعتبرته أنت مزعجا فأنا لا أقدر أبدا على زعلك و أحترمك جدا.

و طاب يومك صديقي (f)