{myadvertisements[zone_1]}
من هو كاتب الإنجيل للقديس لوقا؟
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
من هو كاتب الإنجيل للقديس لوقا؟
3 - خصائص الإنجيل وأسلوبه:
وصف بولس الرسول القديس لوقا بـ " الطبيب الحبيب “، وكان القديس لوقا، كما جاء عنه في كتابات الآباء، وكما يبدو لنا من أسلوبه في التدوين والكتابة سواء في الإنجيل أو في سفر الأعمال، شخصية متعددة الجوانب والمواهب، فقد كان طبيباً وأديباً وشاعراً وفناناً واسع الفكر، ورحالة غير محترف ولكن معتاد على الرحلات البحرية وله خبرة واسعة بها، إلى جانب كونه تلميذاً للرسل ومسيحياً يونانياً وكارزاً عملاقاً، دون الإنجيل وسفر الأعمال بالروح القدس. وكان ذو ثقافة عالية ومؤرخاً دقيقاً يرى الدارسين أنه أحسن كاتب يوناني بين الإنجيليين الأربعة، ويقول رينان عن إنجيله هذا " أنه أروع كتاب في العالم “، وقد استخدم مفردات كثيرة، فهو غنى بالمفردات وإيقاعي في تراكيبه، وكمؤرخ فهو حريص جداً ودقيق إلى أبعد حد. ويبدأ الإنجيل بمقدمة مؤرخ، وهى، كما يرى العلماء، أبلغ قطعة في العهد الجديد، وعندما يبدأ في رواية أحداث ميلاد يوحنا المعمدان والرب يسوع المسيح في الإصحاحين الأول والثاني، يبدو اللون العبري والصبغة العبرية واضح جداً أكثر من بقية أجزاء الإنجيل، فهو يسجل أناشيد زكريا والعذراء القديسة مريم وأليصابات وسمعان الشيخ، والتي يترجمها من العبرية والآرامية، وكذلك نشيد الملائكة كآخر المزامير العبرية وأول الترانيم المسيحية، فهذا الجزء من الإنجيل عبري يوناني وبقية الإنجيل يوناني خالص.
كما تميز الإنجيل الثالث، هذا، بمفردات كثيرة عن الأناجيل الثلاثة الأخرى إذ يتميز وحده بـ 180 تعبير في حين يتميز الإنجيل للقديس متى بحوالي 70 والإنجيل للقديس مرقس بـ 44 والإنجيل للقديس يوحنا بـ 50 تعبير. وكطبيب فقد استخدم عبارات واصطلاحات طبية كثيرة مثل " المفلوج، جراح، ضمد، صب زيتاً وخمراً، مضروباً بالقروح، الجذع، يغشى من الخوف(176) “، وأهتم بمعجزات شفاء المرضى، ويتحدث عن الأمراض بدقة، واتفق في وصفه للأمراض مع كُتاب الطب القديم مثل جالينوس، فوصف حمة حماة بطرس بأنها " حمة شديدة(177) “ والروح الذي كان على الابن الوحيد لأبيه " فيصرعه(178) “ والمرأة التي كانت بها روح ضعف " كانت منحنية(179) “، وهو وحده إلى سجل قول المسيح " على كل حال تقولون لي هذا المثل أيها الطبيب أشف نفسك(180) “، ولأنه طبيب فقد تكلم عن الأطباء بلهجة مخففة عن لهجة القديس مرقس في نفس الحديث، فيقول " وامرأة بنزف الدم منذ اثنتي عشرة سنة وقد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تقدر أن تشفي من أحد(181) “، ويقول القديس مرقس “ 000 وقد تألمت كثيراً من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حالة أردأ(182) “.
وقد كتب القديس لوقا الإنجيل الثالث للمسيحيين من الأمم، وبصفة خاصة اليونانيين، كما كتب القديس متى لليهود والقديس مرقس للرومان والقديس يوحنا للمتقدمين في الإيمان من يهود ورومان ويونانيين ومن كل الأمم. ومن ثم فقد شرح القديس لوقا مواقع المدن الفلسطينية وأسمائها “ مدينة من الجليل اسمها ناصرة(183) “، “ كفر ناحوم مدينة من الجليل(184) “، وكذلك المسافات بين البلاد “ قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس(185) “، وشرح عادات اليهود “ وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح(186) “. ولأنه كتب للأمم فقد ركز على تدوين المواقف والأحداث التي تؤكد وتبين أن المسيح جاء ليخلص جميع الأمم والشعوب من جميع الخطايا والأتعاب ومن جميع الأمراض، ومن فقد تجنب تسجيل جميع الأقوال التي قال فيها الرب يسوع إنه أرسل إلى خراف بيت إسرائيل أولاً، وعلى العكس من ذلك فقد سجل الأحداث التي تمجد الأمم وتفتح الطريق أمامهم للخلاص الأبدي مثل قائد المئة الذي بنى لليهود مجمعاً “ يحب أمتنا وهو بنى لنا المجمع(187) “، ومثل السامري الصالح الذي كان أكثر صلاحاً من اللاوي والكاهن اليهوديين(188)، والسامري الذي شفاه الرب يسوع له المجد من برصه وعاد ليشكره في حين كان معه تسعة من اليهود لم يفعلوا مثله(189).
كما ركز على تدوين الأقوال والأعمال التي تؤكد شمولية الخلاص وعموميته، وأن المسيح قد جاء مخلصاً وفادياً لكل البشرية في العالم كله من كل جنس ولون ولسان، وليس اليهود فقط، ولذا يرجع بنسب الرب يسوع المسيح إلى آدم، أب البشرية كلها “ ابن آدم ابن الله(190) “، وكانت بشارة الملاك وجمهور الجند السماوي للرعاة تعلن ميلاد مخلص كل البشرية “ إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب 000 المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة(191) “، ويعلن سمعان الشيخ بالروح القدس أن المسيح جاء لخلاص جميع الشعوب والأمم “ لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل(192) “، في نبوّة اشعياء عن يوحنا المعمدان معد الطريق للمسيح، يقول “ ويبصر كل بشر خلاص الله(193) “. وهو وحده الذي يسجل قول المسيح عن إرسالية إيليا للأرملة الوثنية في صرفة صيدا(194)، وتطهير أليشع لبرص نعمان السرياني(195). وهو وحده الذي يسجل إرسالية السبعين رسولاً(196) والذين يتفق الجميع إنها كانت للأمم، كما يسجل شفاء المسيح لعبد قائد المئة الروماني(197)، كما يسجل قول الرب يسوع المسيح “ يأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله(198) “، كما يسجل إرسال المسيح لتلاميذه ورسله ليكرزوا بالإنجيل لجميع الأمم وإلى أقصى الأرض “ وأن يكرز باسمه (المسيح) بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأً من أورشليم(199) “، “ وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض(200) “.
كما دون الأحداث والأقوال التي تقدم الرب يسوع المسيح صديق الخطاة وفاديهم ومخلصهم الرحيم، ومريح التعابى وشافي المرضى من جميع أمراضهم وأتعابهم، ومحب البشرية والراعي الصالح الذي يبحث عن الضال في مثل الخروف الضال “ هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة(201) “، وفي مثل الابن الضال “ أبنى هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد(202) “، وفي مثل الدرهم المفقود “ هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب(203) “، وكذلك في مثال الفريسى والعشار(204)، قدم المسيح غافر الخطايا مهما كانت، وفي قصة المرأة الخاطئة(205)، نرى المسيح الذي يبرر حتى الزواني. وعلى الصليب يقدم لنا المسيح الذي غفر لصالبيه “ يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون(206) “، وعلى الصليب أنها يقبل توبة اللص المصلوب التائب ويعده بالفردوس(207).
كما يقدم المسيح محب الإنسانية، الذي يحب الجميع كأفراد، فهو يهتم حتى باحقر الناس، ويحب الوضيع والمحتقر ويعطف على المريض، بل ويعطف حتى على الزوانى والعشارين ويدعوهم للتوبة، ويطوب المساكين والفقراء بالروح والجائعين، ويشفي المقعد والعرج والأعمى، ويحب السامريين ويوبخ على التعصب الأعمى ضدهم ويرفض الانتقام من القرية السامرية التي رفضت استقباله وينتهر يعقوب ويوحنا لأنهما طلبا أن تنزل نار من السماء لتهلك هذه القرية “ وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص(208) “، ورفض الفكر الطائفي “ من ليس معي فهو على. ومن لا يجمع معي فهو يفرق(209) “.
ويسجل الأحاديث والأحداث التي تقدم لنا المسيح كإنسان، فهو يدون قصة طفولته وميلاده بالتفصيل، فيذكر الحبل به بالروح القدس(210) وميلاده في الشهر التاسع(211) من الحبل به وختانه في اليوم الثامن لميلاده(212) ونموه في القامة والحكمة كإنسان “ وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس “(213)، كما يسجل سموه وتفوقه منذ صبوته، فيذكر جلوسه في الهيكل كمعلم وسط العلماء وهو في سن الثانية عشر واهتمامه بما للأب “ ينبغي أن أكون في ما لأبى(214) “. ويذكر صلاته بجهاد ولجاجة في البستان ونزول “ عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض(215) “ وظهور ملاك له من السماء ليقويه كإنسان(216).
ويقدم المسيح الذي يكرم المرأة من خلال تسجيله لقصص مجموعة من النساء البارات القديسات، فيقدم العذراء القديسة مريم “ الممتلئة نعمة “ والتي استحقت أن تدعي بـ “ أم الرب(217) “ لأنها ولدت الإله المتجسد، وأليصابات التي عرفت بالروح القدس المسيح وهو جنين في بطن أمه وحيت والدته(218)، وحنة النبية التي ظلت في الهيكل ولم تفارقه “ نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً(219) “، ومريم أخت لعازر التي اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها(220) “، ومرثا أختها المضيافة، ومريم المجدلية ويونا وسوسنة وبقية النساء التلميذات اللواتي “ كن يخدمنه من أموالهن(221) “، ثم يذكر عطف الرب يسوع المسيح على النساء المتألمات مثل أرملة نايين التي كانت تنوح على وحيدها الذي مات، فأقامها لها الرب(222)، والمرأة الخاطئة التي دهنت قدميه بالطيب وبدموعها ومسحتها بشعرها(223)، ونازفة الدم التي صرفت كل معيشتها على الأطباء(224)، والمرأة المنحنية(225)، والأرملة التي أعطت كل ما لديها لله(226)، وكذلك إشفاقه على بنات أورشليم اللواتي كن ينحن عليه وهو حامل الصليب(227). فقدم لهن الرب يسوع الحنان والحب والعطف والكرامة في عصر لم يبالى بالنساء وفي مجتمع كان الرجل فيه يشكر الله لأنه لم يخلقه امرأة، وكان الكتبة والفريسيون يجمعون أرديتهم في الشوارع والمجامع لئلا يلمسوا امرأة، وكان يعتبرونها جريمة أن ينظر رجل لامرأة غير محجبة. ولكن الرب يسوع المسيح عطف على المرأة ورفعها وكرمها واخرج من امرأة سبعة شياطين.
كما قدم المسيح محب الأطفال؛ إذ يضع هالة مقدسة وسحر سماوي على الطفولة التي تخلد الفردوس وتقدم البرآة في عالم خاطيء، فهو وحده الذي روى تفاصيل طفولة المعمدان وتفاصيل طفولة الرب يسوع المسيح وختانه وصبوته. ويروى لنا قصص “ الابن الوحيد لأمه “ ابن أرملة نايين، وأبنة يايرس الوحيدة، والابن الوحيد الذي كان به روح يصرعه.
وأخيراً يقدم لنا إنجيل الشعر الروحي؛ يقول الدارسون أن الإنجيل للقديس لوقا هو إنجيل الترانيم والتسبيح والتمجيد، وأفضل مرنم وأول كاتب ترانيم مسيحي هو القديس لوقا. فهو يقدم الشعر الروح والديني الذي يستقر على حقائق وحق أبدى، والإنجيل كله مملوء بالحيوية الدرامية والتشويق، إذ يبدأ بالشكر والتسبيح. ويفيض الفصلين الأولين فيه بالفرح الاحتفالي والسرور والبهجة، أنهما فردوس من شذى الأزهار، وعزف بأحلى الألحان السمائية يرتل أجمل الترانيم والمزامير العبرية المسيحية السمائية، وفيهما نسمع تسبحة أليصابات وتسبحة القديسة مريم وبركة زكريا وترنيمة المجد التي شدت بها الملائكة في الأعالي، وتمجيد سمعان الشيخ بلسان الأجيال ووحي الروح القدس، ترانيم وتسابيح أبدية. والإنجيل كله ملئ بتمجيد الله وحمده، ففيه نرى الرعاة “ وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه وقيل لهم(228) “ بعد مشاهدتهم للطفل الإلهي، والمفلوج الذي شفاه الرب “مضى إلى بيته وهو يمجد الله(229) “، وجميع الذين شاهدوا معجزة شفائه أخذتهم “ حيرة ومجدوا الله وامتلئوا خوفاً قائلين أننا قد رأينا اليوم عجائب(230) “، وعندما أقام الرب ابن أرملة نايين من الموت “ أخذ الجميع خوف ومجدوا الله(231) “، وبعد أن شفي المرأة التي كان بها روح ضعف “ استقامت ومجدت الله(232) “، والسامري الذي شفاه الرب من البرص “ رجع يمجد الله بصوت عظيم(233) “، والأعمى الذي شفاه الرب بالقرب من أريحا “ تبعه وهو يمجد الله. وجميع الشعب إذ رأوه سبحوا الله(234) “.

_______________

الهوامش :
(176) أنظر لو 18:5، 24؛ 30:10-35؛ 2:16-25؛ 13:14؛ 26:21
(177) لو 38:4
(178) لو 39:9
(179) لو 11:13
(180) لو 23:4
(181) لو 43:8
(182) مر 25:5،26
(183) لو 26:1
(184) لو 31:4
(185) لو 13:24
(186) لو 1:22
(187) لو 5:7
(188) لو 33:10
(189) لو 15:17
(190) لو 38:3
(191) لو 11:2،13
(192) لو 29:2-32
(193) لو 6:3
(194) لو 26:4
(195) لو 27:4
(196) لو 1:10
(197) لو 2:7-10
(198) لو 29:13
(199) لو 47:24
(200) أع 8:1
(201) لو 7:15
(202) لو 24:15
(203) لو 10:15
(204) لو 10:18
(205) لو 48:7
(206) لو 34:23
(207) لو 43:23
(208) لو 55:9،56
(209) لو 23:11
(210) لو 35:1
(211) لو 6:2
(212) لو 6:2.
(213) لو 52:2.
(214) لو 49:2
(215) لو 44:22
(216) لو 43:22
(217) لو 43:1
(218) لو 42:1
(219) لو 37:2
(220) لو 42:10
(221) لو 2:8،43
(222) لو 11:7
(223) لو 37:7
(224)
(225) لو 11:13
(226) لو 1:21-4
(227) لو 27:23-29
(228) لو 20:2
(229) لو 25:5
(230) لو 26:5
(231) لو 16:7
(232) لو 13:13
(233) لو 15:17
(234) لو 43:18
____________________

تحياتي

الراعي / عمانوئيل

08-09-2005, 09:05 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
من هو كاتب الإنجيل للقديس لوقا؟ - بواسطة الراعي - 08-09-2005, 09:05 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العثور على نسخة من الإنجيل تحتوي على نبوءة عيسى بالنبي محمد zaidgalal 15 4,492 03-16-2012, 05:39 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  مساعدة في الحصول على التفسيرات العلمية في الإنجيل iAyOuB 4 1,703 02-07-2012, 12:58 PM
آخر رد: iAyOuB
  تناقض الإنجيل الواحد رضا البطاوى 0 1,117 11-08-2010, 05:36 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  الإنجيل الحالى ليس كلمة الله رضا البطاوى 12 3,043 11-08-2010, 04:47 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  أين الإنجيل الأصلى بلغة اليسوع ؟ الزعيم رقم صفر 76 19,436 11-07-2010, 02:27 PM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS