لو أنك قد قرأت في سيرة أبي بكر يا عراب وفي أخبار حروب الردة لوجدت ما يلي:

- بعد بعث جيش أسامة لقتال الروم، تأديبا لهم على قتلهم السفير، ومحاولتهم قلب نظام الحكم في المدينة عن طريق مسجد الضرار، ودعمهم بالمال والرجال حركة المتنبئين الكاذبين، أتى وفد من الأعراب المدينة ليفاوضوا أبا بكر رضي الله عنه على ترك أركان من الدين.
بعد فشل المفاوضات، تتبع فريق من الصحابة هؤلاء القوم، فوجدوا أنهم ليسوا وفد مفاوضة، بل وفد تتبع لعورات المدينة، وأن جيشهم يرقد بظاهر المدينة ينتظر الفرصة لمباغتة المسلمين، فكانت معركة النواضح، وهي أولى حروب الردة.

- قام الأسود العنسي الكذاب بقتل عامل محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله على اليمن، وقام باضهاد مسلمي اليمن واستعاد أيام الطغيان الذي مارسته قريش ذات يوم بحق المستضعفين، فكان أن إغتاله فيروز وهو أحد مسلمي الفرس الذين كانوا في اليمن.

- قام طلحة بن خويلد الأسدي غفر الله له بالقبض على ولاة الزكاة في منطقته، ووالي الزكاة هو مفوض من قبل الرسول أن يجمع الزكاة من دافعيها ويعطيها إلى مستحقيها، صونا للدافعين من إثم المن، وصونا للمستحقين من مذلة السؤال. فقتل طلحة بن خويلد الأسدي إبن عمه عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه، وقام باضهاد مستضعفي المسلمين في منطقته.
تاب طلحة في عهد عمر، وكشف الكثير من خفايا إرتباط الروم بحركة المتنبئين الكذبة.

- قام مسيلمة الكذاب بإرهاب المسلمين في منطقته ودفعهم تحت التعذيب أن يتركوا دينهم، واثار موجة تعصب قبلي بين ربيعة ومضر كادت أن تشق الدولة الواحدة، وأظن أنه ما من دولة تقبل بشق نفسها.