السادة الكرام أعضاء الفريق الإداري.. السلام لجميعكم..

أعلم أن تدخلي في سير الشكوى.. هو مخالف للمادة 11..
رغم ذلك.. أتمنى منكم الإصغاء للنهاية.. فهذا الشريط هو ليس بالشكوى أصلاً، بل هو طلب من الزميلة موجّه للإدارة..

الزميلة الفاضلة "صوفيا".. بعد التحية والتقدير..
أتوسم فيكم مستوىً أخلاقياً رفيعاً، مما دفعني لسطر فكر مخالف لما توصّلتم إليه آملاً تفهمكم لوجهة نظرنا..
كما أني لا أعتقد بإختلاف وجهة نظر الإداريين عما سأقوله.. ومن الجيد التعبير التزاملي بيننا.. فهو أكثر وضوحاً من الردود الإدارية التي تلتزم بصيغة رسمية قد لا تنجح في التوضيح مثل مداخلة من زميل مثلي..

بداية، فأنا أفترض جدّية الزميل Georgioss فيما حدث، وإلا فهو إن كان مازحاً فلا داعي لمثل طلبك.. وأعتقد انكِ أيضاً تتعاملين مع الموقف بإفتراض جدّيته..

والسؤال الآن هو: "هل يحق لي محاولة إستخدام مداخلة ما، ضد صاحبها في خارج النادي؟"

أنا أقول: "لا"

قد يكون Georgioss كتب إعترافه في لحظة ندم صادق..
قد يكون كتبه في لحظة سذاجة..
قد يكون كتبه في لحظة عبث وهو أمر غير حقيقي أصلاً..
كل هذا لا يعنيني في شيئ..
ما يعنيني فعلاً، هو مدى تعاملي ( كزميل نادي ) مع هذا الإعتراف..

ربما من حقي أن أنتهره.. أو أوبخه..
أو أن أسطر رأيي صراحة فيما فعل كما حدث من بعض الزملاء..
ربما من حقي أيضاً الغضب أوالإحتقار لما فعل..
ربما من حقي الصمت لأني لمست تأنيباً للضمير بداخله ذلك الذي دفعه للإعتراف..
كل هذا حق مكفول لي.. لطالما لم أتجاوز زمالة النادي وأخوّة الإنسانية بيننا..
لنقل ببساطة.. لطالما لم يتخطى حدود هذا العالم الإفتراضي.. نادي الفكر العربي..

قد تكون وثيقة النادي غير واضحة في رفض طلبك فعلاً.. أنا معك في هذا..
لكنها واضحة وضوحاً شديداً في الفصل بين عالمنا الإفتراضي داخل النادي، وعالمنا الواقعي خارجه في المادة 3 البند (و) والذي نصه:

3) يؤمن "نادي الفكر العربي" بالنقد الموضوعي البناء، والحرية المسؤولة، المنضبطة، والمنضدة على قاعدة عامة "للتجمع الإنساني"، تقضي بأن "حرية المرء تنتهي عندما تعتدي على حرية الآخرين".

وعليه، فإن النادي يحتفظ بحق التدخل و بشكل حازم في موضوعات الأعضاء وطروحاتهم في الحالات التالية:

و) نشر أية معلومات خاصة بالمشاركين وعنهم.

وهنا نفهم أن المشرّع قد كفل بهذا البند حق إحترام الخصوصيات وسرّيتها وعدم كشفها داخل النادي..
فيمنع مثلاً كشف اسمى الحقيقي، ومحل إقامتي بواسطة غيري لما قد يؤثر فيه هذا الكشف من مخاطر، أو حتي عدم الحرية في التعبير عما بداخلي عندما أصير شخصاً معلوماً يمكن الوصول إليه.

أعلم أن الوضع هنا معكوس..
فأنت تريدين إستغلال مداخلة في هذا العالم الإفتراضي.. لتخرج إلى العالم الواقعي..

دائماً ما أقول: القوانين تفهم ولا تحفظ..

فالدستور الذي قد كفل سرّية شخصيتي لتجنبي المخاطر، أو لضمان أقصى مساحة من حرية التعبير.. من غير المنطقي أن يقبل بتعرضي للمخاطر نتيجة ما أكتبه في النادي..




قد يقول قائل: الدستور أيضاً يقول: "كل ما يكتبه الأعضاء هو على مسؤوليتهم الشخصية"..
وهناك أعضاء مثلكِ يكتبون بالأسماء الحقيقية، ولا يمانعون في كشف هويّتهم..
وبالقياس فالزميل Georgioss هو الذي جهر بمعلومات عن نفسه قد تعرضه للمخاطر.. هو المتحمل لتبعيات ذلك..

كل هذا قول حسن، لكنه يتعامل بقوانين جافة دون فهم لروح القانون.. والذي جوهره.. هو الإحساس بالأمان..

فأنت أو غيرك ممن يكتبون بالأسماء الحقيقية.. هم أشخاص توفّر لهم الشعور بالأمان في بلدان ديمقراطية تحترم حرية الفكر والتعبير حقيقة لا مجرد شعارات..
عالمهم الواقعي.. قد قدم لهم هذا النوع من الحماية الغير متاح للجميع في دول العالم الثالث.. لذا فلا ضرر من كشف هويتكم - بإرادتكم - لأنكم حصلتم على الأمان من خارج النادي..

الأمر يختلف كثيراً عن شخص قاده الإستفزاز ليدلي بمعلومات تشكّل خطورة عليه وهو لا يدري.. فهذا الشخص، غير مسؤول ولا مدرك لما يفعل.. (وغير آمن واقعياً)
الأمر يختلف عن شخص قادته السذاجة ليدلي بمعلومات قالها في لحظة صفاء بين من يعتبرهم أصدقاء وهو لا يدرك انها أمر خطر.. فهذا الشخص، غير مسؤول ولا مدرك لما يفعل.. (وغير آمن واقعياً)

فهذه الأمثلة والعيّنات.. قد أدلوا بمعلوماتهم في ظروف عاطفية..
تصرف لا ينظر له في كل أحواله، أنه تصرّف حكيم من بعد تفكير..
بل هو صراحة تصرّف أهوج طائش متأثر بظروف المكان والزمان..

من منا لم يندم يوماً على مقولة قالها في لحظة صفاء وصدق.. فإستغلها أحد من سمعها ضده في لحظة أخرى؟

من منا حينما يتم إستفزازه، لا يخرج عن وعيه ويرغي بكلمات حماسية لو فكّر فيها لما قالها؟

إنها لحظات ضعف..
وما أكثرها..


يا أخوتي الكرام..
القانون المحترم لا يأخذ بشهادة الطبيب النفسي، أو الأب الروحي في المحاكم..
وذلك نظراً لما يسمعونه من مرتاديهم وتجبرهم طبيعة عملهم على الإستماع بتجرّد..

هذا القانون ( المحترم ) قد صُنع ليضمن لمرتاد الطبيب النفسي أو الأب الروحي، أقصي مساحة من حرية التعبير بلا خوف من أن يستغّل إعترافه خارج أهدافه..
والآن خبّروني.. ما هو شعار النادي؟ أعتقد أنكم الآن قادرين على معرفة الإجابة..

حالتنا هذه، بل وزمالتنا عموماً لا تخرج عن هذه المعايير.. والتي أساسها.. عدم الإستغلال لطبيعة الزمان والمكان.. عدم الإستغلال لطبيعة تواجدنا في هذا النادي والذي - يفترض - أننا نتكلم فيه بحرّية.. بصدق.. بدون خوف من إستغلال كلماتي خارج أهدافها..

فلتصنعوا - بأنفسكم - هذا القانون المحترم إن لم يكن متواجداً..

نادي الفكر - بالفعل - قد فعل هذا سابقاً.. وقدّم لنا صورة رائعة من جميع الأطراف في موقف سابق مشابه..


- شخص أدلي بمعلومات في لحظة عاطفية.. تشكّل خطورة عليه دون أن يعي..
- محاوره - أو منافسه - تجرّد من الحوار والمنافسة.. ليتقدّم هو بطلب التدخّل الإداري خوفاً على منافسه..
- محرر يقدم على تصرّف سريع دون إنتظار.. معفياً الجميع، ومعطيهم فرصة التراجع..
- تأييد إداري لتوافق التصرّف مع سياسة النادي في تأمين الأعضاء.. مع إعطاء صلاحية للإشراف بتعميم الموقف خارج ساحات مراقبتهم..
- شكر وعرفان من الزميل الذي أدلى بمعلوماته.. فلقد شعر أن الجميع يتكاتف مسخّراً القوانين لحمايته من طيشه الشخصي..

http://forum.nadyelfikr.net//viewthread.php?tid=26584

أوّد أن أخبركم بأمر طريف..
ولا واحد مما سبق مقتنع في قرارة نفسه ان الزميل صادق في دعواه.. أى أن الموقف ليس باعتقادهم خطراً فعلياً.. بل كل هؤلاء تكاتفوا من أجل مجرد إحتمالية خطر قد يحيق بزميل معنا..



يا زميلتي الفاضلة..
إن مشاهدتي لخواطر أو إعترافات زميل معنا.. هي مسؤولية شديدة..
فنحن أمام شخص متعب من تأنيب ضميره على جرم إقترفه..
إن كبته لسرّ ما لفترة.. وأرادته للتحدث والـ"فضفضة" عن هذا الجرم.. هو في حد ذاته ثقة منه في المستمع أنه لن يعايره..
ذاك كان هدفه.. الـ"فضفضة"..
وليس من حقنا إستخدام الـ"فضفضة"، كدليل إدانة.. فهذا خارج عن هدف إعترافاته.. وإستغلال منا لثقته.. بل وإثبات أنها لم تكن في محلها..
هذه الثقة منه في الجميع.. نعلم أنها رهان خاسر أرعن طائش..
فليس الجميع متجرّدا في النظرة لمعاناة الضمير دون النظر لحجم الجرم المقترف..
لكن سياسة النادي - بحسب ما أعلم - متجرّدة النظرة إلى أقصى مستوى.. وإلا لما سمحوا لي بتوبيخهم وكأني أوبّخ شخصاً غريباً..


وبالنهاية..
من كان منكم بلا خطيئة.. فليرمه بحجر أولاً..

نأمل تفهّمكم..