اقتباس:  Abanoob   كتب/كتبت  
ما أوردته من دراسات عن رسائل بولس الرسول لم ينفى عن المسيح الإلوهية على الإطلاق ولم يخالف المعتقد المسيحى على الإطلاق .. فبولس الرسول كسائر باقى الرسل وباقى العهد الجديد يقولون عن السيد المسيح أنه هو كلمة الله الأزلى الذى تجسد وصار بشراً .. الله ظهر فى الجسد آخذاً صورة العبد لكى يحررنا من العبودية .

إذا كنت لا تنفي النتائج التي توصلت لها الدراسة حول بولس... فكيف تقبل شيئا منها..

مثلا لو جائني شخص وأثبت لي بالبرهان القاطع أن كتاب عبده خليفة ابن أبيه مثلا كله دجل وإقحام لما ليس من الدين في الدين وكلام الله..بل وجاء لي بنظريات تقول أن عبده هذا لم يكن أساسا منتميا إلى الدين...كيف إذا أرجع وأسميه بما أسماه نفسه..
هذا حدث عندما سميت زميلي العزيز بولس بالرسول وما هو برسول وما هو بحواري فأنا لازلت أشك في ذلك كثيرا..
الإسلام يقول أن عيسى عليه السلام جاء بكلمة من الله وروح منه.. ولكن هل يعني ذلك أنه إله..؟؟ قطعا الإسلام يرفض مسألة البنوة والألوهية جملة وتفصيلا..لكن يقر بأن عيسى جاء بكلمة الله وروح منه... إذا أين الخلل؟؟ اشتراط أن يكون عيسى ابنا لله.. يدحض نفسه بمجرد دحض أقوال بولس حول الالوهية والبنوة... ولا أجد في الكتاب المقدس ولا في صحف لوقا ومرقس أيا مما يدعم البنوة التي تعني حرفيا "البنوة" للرب... فمثلما وصف عيسى نفسه بالإبن.. وصف أتباع الدين وعباد الله بالأبناء.. إذاً كيف أصبح عيسى وحده الإبن الحصري لله.. وجسده الذي ألقي إلى الأرض؟؟؟؟؟

لا تنسى أن كلمة "الإبن" مترجمة من النصوص الآرامية وهنا يجب أن نسأل عن طبيعة وثقافة اللغة الآرامية وإن كانت تسمح بإطلاق لفظ "الإبن" على الخادم أو العبد أو المحبوب أو المصطفى أو المؤمن... وهنا الدراسة ستتشعب ولكن الأسئلة لا بد وأن نسلم بواقعيتها.. وعندما نتحدث عن التقارب بين العهد القديم والجديد وما رواه بولي وما رواه غيره.. يجب أن يخضع لحقيقة أن المفسرين للانجيل تأثروا دون شك بأطروحات بولس.. فأصبحت مقاربتهم ومقارنتهم لما ورد في غير رسائل بولس خاضعة للمعايير نفسها التي يطرحها بولس..
انا لو انطلقت من مبدأ أن البقرة بيضاء وأنا مصدق لذلك ورفض لغيره... لظللت أدافع عن بياض البقرة حتى لو كانت البقعة السوداء في البقرة واضحة للعيان.. وربما سأبرر وجودها بأن البرقة بيضاء لأن معظم جسدها أبيض.. أو لأن الأبيض جزء من اندماجات الألوان التي تكون الأسود وسأجلس أدافع وأحيك النظريات والتفسيرات لتبرير الخديعة التي وقعت في تصديقها..

بولس سيظل يثير التساؤلات وللحقيقة فقد أعجبت كثيراً باستنتاجات صاجب الدراسة حول شخصيته حينما أورد هذه النقاط:

أما بولس الذي أعاد تهويد المسيحية ، فقد كان السلف لكل الذين ربطوا بين الكنيسة والسلطة منذ القرن الرابع الميلادي : الصليبيون ، ومحاكم التفتيش ، والاستعمار الذي أخذ صيغة " التنصير " والتعاون مع فرانكو، وكذلك مع بيتان ، وما سمي بالاصلاح " الاحياء " الذي تعارض مع الانفتاح النبوي للفاتيكان ، وادانة لاهوتيات الحرية التي هي ـ ربما ـ احد أعظم الامال في عصرنا ، لأنها تحقق السمة الإلهي بعد أن توقفت عن التفكير بمصطلحات خارجة عن وعي الإنسان ، والتي تعفيه من مسؤولياته أمام الله الذي ينظم من خارج ومن أعلى ، مصائر البشر .


سؤال مهم طرحته ولم يستطع أحد أن يرفضه...وأود ان أطرحه من جديد لك وللزملاء الأعزاء الآخرين..

المسيحية الحالية إذاً هي مسيحية بولس أليس كذلك؟ كيف تثبت أنها ليست مسيحية بولس لو كنت لا تجيب بنعم؟؟