{myadvertisements[zone_1]}
تعليق على توقيع (( استشهادى المستقبل ))
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #23
تعليق على توقيع (( استشهادى المستقبل ))
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين محمد بن عبد الله النبي العربي الأمين و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أما بعد، فأعتذر بداية من الزميل و الأخ العزيز المقاتل الأحمر لتأخري في وضع التعقيب :emb:

عموما، دعونا نبدأ بموضوعنا الجديد و الهام و الذي نرجو منه الفائدة الجمة لمن أراد أن يستفيد، فبسم الله نبدأ و به نستعين.

الزميل المقاتل الأحمر بدأ بالتساؤل التالي إن سمح لي أن أعيد صياغته:
الله لا محدود في إرادته و قوته، و بالتالي كل ما هو متعلق به من صفات فهو لا محدود، و من مثال ذلك العذاب اللا محدود. و إن كان عذاب الله لا محدودا فكيف تكون رحمته لا محدودة بالمقابل؟ ففي هذا تناقض قد تراءى للزميل العزيز و لعلنا نزيل اللبس و نوضح الفكرة فيما يرد في تعقيبي المتواضع هذا.

بعد السؤال و الاستفسار و التفكر توصلت بتفكيري المتواضع إلى الآتي:
نعم، قدرات الله لا محدودة كذاته عزّ و جل و منها العذاب اللا محدود و الرحمة اللا محدودة في المقابل، و قولنا أن في هذا تناقض بعيد إن شاء الله عن الصحة، و لنوضح الفكرة دعونا نستعرض أمثلة من حياتنا تقيس عليها فيما بعد (و لله المثل الأعلى بالطبع):
• ماذا تفعل الأم إن استفرغ صغيرها (تدشى بالعامية) عليها؟ هل ترميه أرضا و تقتله؟ المجيب العاقل يقول "كلا، فهو ابنها و حبها له يمنعها، بل و يجعلها تفرح" ، و لكن لو أن شخصا من المشاة جاء إليها و بصق عليها مثلا بلا وجه حق فماذا تفعل؟ على قولتنا "بتلعن أبو أساساته على أساسات اللي خلفوه"!!!
• مثال آخر وهو الآتي:
الحجاج بن يوسف الثقفي كلنا نعرفه و نعرف بطشه و جبروته، و لكنه كان أيضا رحيما.

هنا و من هذه الأمثلة "الركيكة" نقول أن الأم و الحجاج كانا يبطشان في مواقف و يرحمان في مواقف أخرى، فهل هناك تناقض فيهما بسبب ذلك؟

الآن نأتي إلى الله تعالى، و إلى هذه الصفات في شخصه عزّ و جل، فهو يبطش و يعذب و عذابه و بطشه لا محدود و لكن متى؟ هذا هو السؤال:
الجواب هو أن الله تعالى يعذب من اعتدى عليه، و الاعتداء هنا لا يعني المعنى الحرفي كالضرب مثلا و إنما من كفر به مثلا أو أشرك به أو ارتكب من المحرمات ما استوجب نزول العذاب به و استحقاقه عليه فهو مذنب بما اقترفت يداه و لم يجبره أحد على فعل فعلة شائنة أو ارتكاب جريمة نكراء و من مثال ذلك ما ورد في سورة الملك:
(( و للذين كفروا بربهم عذاب جهنم و بئس المصير، إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا و هي تفور، تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير، قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزّل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير، و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السّعير، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السّعير)) صدق الله العظيم.

هنا و من سياق الآية فقد استحق المشار إليهم بنصها العذاب و ذلك بكفرهم و عدم تصديقهم لما جاء به المرسلون، فهم بذلك خرقوا القانون الإلهي و تعدوا خطا من الخطوط الحمراء التي حددها الله لنا ألا و هي الكفر به. فاستحقوا بكفرهم عذابا أبديا لا محدودا.

الآن نأتي إلى الشطر الثاني و الصفة المقابلة ألا و هي الرحمة و لا محدوديتها:
نعم، رحمة الله لا محدودة في أوجهها بل إن رحمته سبقت عذابه عزّ و جل بدليل ما جاء في الآية الكريمة:
(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)) صدق الله العظيم.
هنا لماذا قال "يا عبادي" و لم يقل "يا أيها الذين آمنوا"؟؟؟
الجواب هو أن في هذه الآية خطابا للبشر أجمعين، فهو هدّد و توعّد الذين كفروا به و لكنه في المقابل خاطبهم بأن لا يقنطوا (أي ييأسوا) من رحمته و قال بأنه على استعداد أن يغفر لهم خطاياهم جميعها إن هم آمنوا به و عبدوه حق عبادته. و لكن لو أنه وجه خطابه للذين آمنوا فقط لما كان رحيما بل متعطشا للتعذيب و لثبت لكم ما كنتم تدعونه.
و من دلائل الرحمة عنده أيضا و التي خاطب بها البشر جميعا ما ورد في الحديث القدسي:
(( يا عبادي إنكم تُذنبون بالليل و النّهار، و أنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك و لا أبالي.....)) صدق الله العظيم.

و الدلائل على رحمته كثيرة و متنوعة، و إن أحببتم أحبتي وضعتُ لكم منها المزيد للفائدة و الاطلاع.

بالنسبة لمثالك يا مقاتل، فإن عذّبك الله أو عذّبني فنكون حينها قد استحققنا العذاب و لا حجة لنا أمامه و لا برهان، فقد توعّدنا و رغّبنا و بيّن لنا لا محدودية عذابه إن نحن تمادينا و بالمقابل بيّن لنا لا محدودية مغفرته إن نحن تبنا و أنبنا، و لنا في بيان معنى التوبة جلسة قادمة إن شاء الله تعالى.

و بعد ما ذكرت أرجو أن أكون قد أفدت من يسعى للفائدة و من لم يردها فلا يناقشني إن سمح فلا طاقة لي به. :nocomment:

أعتذر منكم أحبتي عن الإطالة و أرجو أن لا أكون مملا... :emb:

تحياتي الوردية (f)
08-14-2005, 11:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تعليق على توقيع (( استشهادى المستقبل )) - بواسطة كمبيوترجي - 08-14-2005, 11:32 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  من تاريخ علم المستقبل رضا البطاوى 0 254 06-20-2014, 07:43 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  يهودي يقول: بإن الإسلام هودين المستقبل. السيد مهدي الحسيني 0 864 06-09-2012, 09:22 PM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  علم تخطيط المستقبل رضا البطاوى 0 921 01-08-2012, 10:04 AM
آخر رد: رضا البطاوى
  الحركة الاسلامية وما يجب ان تكون عليه فى المستقبل بقلم / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 611 09-08-2011, 08:28 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  الحركة الاسلامية وما يجب ان تكون عليه فى المستقبل بقلم / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 694 09-08-2011, 08:24 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS