لؤي سكرا.. المطلوب رقم واحد للاستخبارات الغربية ... صحافة وإعلام
المعتقل السوري في تركيا يثير الذعر في المانيا من «الإرهاب النائم»

تشعبت قضية إعتقال السلطات التركية للمواطن السوري لؤي سكرا لتطول ذيولها ألمانيا بعد أن تبين بأنه قضى على أراضيها فترة بصفة لاجىء سياسي قبل أن ترفض السلطات طلب لجوئه فتختفي آثاره فجأة من دون تدوين اسمه في سجل الترحيل ويتحول إلى المطلوب رقم واحد في سجلات الإستخبارات الغربية.



وفور إنكشاف خبر لجوء المتهم لؤي سكرا إلى ألمانيا عادت الصحافة للتحدث عن "الإرهاب النائم" وعن إمكانية تحريك تنظيم "القاعدة" بحرية وبسهولة لقواعد إنتشاره في العالم. ونشرت مجلة "درشبيجل" الألمانية في عددها هذا الاسبوع مقتطفات خطيرة من إعترافات لؤي سكرا أمام المحققين الأتراك وجاء فيها أنه كان يحضّر قنبلة تزن طنا لتفجيرها بباخرة إسرائيلية".. وإستنادا إلى إعترافات المتهم سكرا داهمت الشرطة التركية منزلا في مدينة أنتاليا وعثرت بداخله على حوالي 750 كلغ من مواد متفجرة تستخدم لصنع القنابل ونقلت إلى الجانب الألماني الرسمي معلومات تفيد بأن المتهم لؤي سكرا كان موجودا بصفة طالب لجوء في ميونيخ وبرلين، حيث كان يعيش تحت إسم "لؤي سكا" بعد ان حذف حرفا من إسمه. وكان المتهم سكرا قد إختفت آثاره من ألمانيا قبل يوم واحد من وقوع أحداث سبتمبر العام 2001.

وأفادت السلطات الألمانية أن المتهم سوري الجنسية مولود في حلب وطلب اللجوء إلى ألمانيا برفقة زوجته (كانت في الثامنة عشرة من عمرها) وولديه في سبتمبر العام2000 وهو سكن في جنوب البلاد بالقرب من بعض أفراد عائلته.

وتنقل مجلة "درشبيجل" معلومات عن بعض معارف المتهم لؤي سكرا في ألمانيا تفيد بأنه كان قليل الظهور إجتماعيا، كتوما لا يتحدث عن تنقلاته.. وتضيف المجلة الألمانية أن المتهم كان، منذ لحظة وصوله إلى ألمانيا، منضويا في تنظيم "ابو مصعب الزرقاوي".. أما عن نشاط لؤي سكرا فتنقل المجلة جانبا من محتويات جواز سفره قبل اللجوء وهو ممهور بأختام سمات الإقامة والمرور إلى العديد من دول العالم، خاصة تركيا والأردن وأفغانستان وفيها منطقة "هيرات" حيث كان للزرقاوي معسكرات تدريب.

واللافت للنظر أيضا علاقة أقامها المتهم سكرا مع أخوين ألمانيين إعتنقا الديانة الاسلامية، (كريستيان وماتياس) وتزوجا لاحقا بشقيقتي المتهم سكرا وانتقلوا جميعا إلى ألمانيا. وبهذه الطريقة تمكن المتهم لؤي من دخول المانيا لطلب اللجوء اليها. وتضيف المجلة الالمانية أن أفراد عائلة سكرا اللاجئين إلى ألمانيا والأخوين الألمانيين اللذين اعتنقا الإسلام كانوا جميعا تحت مراقبة السلطات الامنية الالمانية بعد ان حامت الشكوك حول تدريبات خضعوا لها في معسكرات "جهادية". وتفيد المجلة الألمانية (من دون تحديد المصدر) بأن المتهم لؤي سكرا أبلغ جهاز الإستخبارات السورية قبل يوم واحد بمخططات تنظيم "القاعدة" للقيام بأعمال تفجير في الولايات المتحدة الأمريكية من دون شرح للتفاصيل، وأن السوريين أبلغوا الأمريكيين بما امتلكوه من معلومات لكن الأمريكيين لم يأبهوا بهذه المعلومات لعدم ثقتهم بالسوريين.. لكن بعد وقوع العمل الإرهابي الكبير في الحادي عشر من سبتمبر تحوّل لؤي سكرا إلى "المطلوب الأول" دوليا وشارك في متابعته كل من جهازي السي.آي.إي الامريكي والموساد الإسرائيلي..

وتعتبر أجهزة الإستخبارات أن عمليات التفجير التي وقعت مؤخرا في تركيا (الكنيست اليهودي والقنصلية البريطانية والمصرف الأمريكي) تحمل بصمات المتهم لؤي سكرا، وهو حمل في سجلات الإستخبارات التركية تسمية "علاء الدين" أو "الدكتور علاء"... وتذهب المجلة الالمانية في معلوماتها إلى ذكر العلاقة بين لؤي سكرا وأبو مصعب الزرقاوي وتلفت إلى حكم صادر عن المحكمة الاردنية غيابيا ضد الزرقاوي في 11 فبراير 2002 حيث يطفو في حيثيات الحكم اسم لؤي سكرا كمنفذ لتعليمات الزرقاوي ومنفذ لعملية ارهابية ضد فندق ماريوت في عمان.. ويأتي في حيثيات الحكم ذكر لمكان إقامة لؤي سكرا "لاجىء في المانيا"!. وتجدر الإشارة هنا إلى أن لحظة إلقاء القبض على لؤي سكرا في مطار ديار بكر كان بحوذته مبلغ من المال قيمته 120 ألف دولار!. وفي اعتقاد المحققين الأتراك أن سكرا كان المسؤول المالي في تنظيم الزرقاوي.

أما كيف قبضت السلطات التركية على لؤي سكرا، فتذكر "درشبيجل" أن الصدفة قادت إلى عنوانه عندما انبعث دخان من شقة يقطنها في مدينة "أنتاليا".. وكان سكرا يعيش فيها بإسم تركي "أكرم أوزير".. وتشير المجلة الألمانية إلى عنف لؤي سكرا وتبجحه أمام المحكمة التركية بأنه أعطى الأوامر بقتل سائقي الشاحنات الأتراك في العراق وبتنفيذ عمليات التفجير في اسطنبول... هذه المعلومات حول شخص المتهم لؤي سكرا رفعت من وتيرة خوف المانيا من يقظة "الإرهابيين النائمين" على أراضيها.



الشرق