مقاتلنا أيها الصديق العزيز و يا أيها الذهب الإبريز

إليك ما تصبو إليه بإذن الله تعالى من شفاء لما اختلج في نفسك من تساؤل:

بقد قلت حضرتك: "كيف يكون الله رحيما بلا حدود و بطاشا بلا حدود في نفس الوقت؟"

الآن و بعد الاستزادة من علم العلماء و الفقهاء توصلت بعد ربط الأفكار إلى ما يلي و قد تجد في معظمه تكرارا لما أوردته في تعقيبي السابق:

الآن نتفق جميعا على أن الرحمة و البطش من صفات الله عزّ و جل، أليس كذلك؟ :what:

و ما أقوله هو أن لكل صفة من هذه الصفات عند الله موجبات و أسباب فهو لا يبطش لأجل البطش و لا يرحم من باب التسلية تعالى عما نصف...

أعيد الآن و أقول، البطش اللا محدود صفة ثابتة لله تعالى، لا محدودة لارتباطها به عزّ و جل، و من وجب عليه الوقوع تحت بطش الله فقد استحقه لاختياره تحدي القوانين التي وضعها الله، و عند ذلك لا رحمة و لا تهاون في تنفيذ البطش، و هذا لا ينفي صفة الرحمة اللا محدودة لأن الرحمة لم تتواجد و لم يظهرها الله تعالى عند البطش..

طيب نتساءل الآن، كيف هي الرحمة اللا محدودة يا كمبيوترجي (اللي هو أنا :D )؟ أقول: كما للبطش موجبات و أسباب فالرحمة لها موجبات و أسباب، و قد وضح الله تعالى لنا كيف ننول رحمته، باتباع قوانينه و هذا أمر يسير الفهم، و عند الرحمة لا يظهر الله بطشه و هذا لا ينفي أن الله يبطش، أليس كذلك؟

الآن نلخص الفكرة:

البطش اللا محدود و الرحمة اللا محدودة في المقابل صفتان لله تعالى لا تنتفي إحداهما لوجود الأخرى و لا تناقض في اجتماعهما في ذات الإله عزّ و جل، و ذلك أن لكل صفة مسببات لا توجب إلا إحداهما و لا توجب الصفتين في آن واحد، و يعود الاختيار في هذه الحالة لواضع القوانين فيظهر للمذنب صفة البطش أو الرحمة و ليس في ذلك تناقض مهما كان....

اعذروني لاختلاط أفكاري و أرجو أن تكونوا قد استفدتم :saint:

تحياتي الوردية (f)