{myadvertisements[zone_1]}
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #3
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة


ونواصل حديثنا عن وضع المرأة قبل الإسلام:

وكنا تحدثنا عن المرأة عند وضعها عند الرومان، واليونان، والفرس، والهنود، والصينيين، ثم شرعنا في الحديث عنها عند العرب، وذكرنا ما كانت تؤمن به من عقائد منحرفة، وكيف كان الرجل ينظر إليها نظرة كره، وما كان يفعله بعضهم من وأد لها، وتبرجها الذي جرَّ كثيراً من المفاسد الخلقية،وأنواع الأنكحة الفاسدة التي كانوا يمارسونها، وكنا ذكرنا منها: نكاح الاستبضاع، ونكاح الرهط، ونكاح المتعة.

ومن أنكحتهم الفاسدة:

نكاح المقت: وهو أن الرجل إذا توفي فإنَّ لولده الأكبر أن يتزوج امرأة أبيه، أو يمنعها الزواج من بعده، ومنها: إكراه المرأة على الزنا رغبة في المال أو الولد، كما كان يفعل عبد الله بن أبي بن سلول حيث كان يكره إماءه على البغاء، رغبة في أولادهن، وطلباً لخراجهن، وكان التعدد عندهم لا يحد بعدد،وكذا الطلاق، والرجعة، وكانت عدة وفاة زوجها: أن تدخل أسوأ مكان في بيتها، وتلبس شر ثيابها، ولا تمس ماء، ولا طيباً، ولا تمشط شعراً، حتى تمضي عليها سنة، ثم تؤتى بحمار، أو شاة، أو طير فتمسح جسدها به، رجاء التخلص من نتنها، فقلما تتمسح بشيء إلا هلك من نتنها، ثم تخرج فتعطى بعرة، فترمي بها، مشيرة إلى أنَّ ما فعلت بنفسها لا يساوي بعرة في حق زوجها.

وكانت المرأة لا ترث، لأنَّ الميراث عندهم لمن حمل السيف، وأقرى الضيف، والمرأة ليست كذلك، بل كانت لا تملك شيئاً.

وكانت لا نصيب لها فيما تنتج البهائم، ويشركونها إذا سقط جنين البهيمة ميتاً، قال الله سبحانه وتعالى:- {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء}.

وكان هذا الوضع المشين للمرأة منتشراً بين كثير منهم، فمن مستقل، ومن مستكثر، وهذا الوضع لا يشك عاقل أنَّه ظلم عظيم، وهضم لحقوق المرأة، وإجحاف بها.

وظلت المرأة كذلك حتى جاء الإسلام بنوره، وأخرج الله تعالى به الناس من الظلام إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فسعد الناس به لما أخذوه بحقه، وجعلوه منظم شؤونهم كلها، وكانوا كما أرادهم خالقهم سبحانه، حيث يقول:- {إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له} فالحمد لله.

إن الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام يظهر بجلاء ما أحاط الإسلام به المرأة من عناية ورعاية، وما أعطاها من حقوق كانت قد سلبت منها في الجاهليات السابقة واللاحقة.

وإنّ الحديث عن واجبات المرأة في الإسلام يظهر لنا تكريم الإسلام لها، ووضعها في مكانها اللائق بها، والنظر إليها على أنها عضو فاعل في الجماعة المسلمة، حيث جعلها الله تعالى مربية الأجيال، وصانعة الرجال، ومخرجة الأبطال.

وإنّ الحديث عن وضع المرأة غير المسلمة في المدنيات السابقة، وما آلت إليه من انحطاط في تصورها، وسلوكها، وخلقها، وما سلبها الرجل الجاهلي من حقوق، عندما رضخت لقانون الأرض البشري، وتنكبت صراط ربها السوي، يظهر كذلك رفعة مكانة المرأة في الإسلام، وبضدها تتبين الأشياء.

وإنّ الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام يظهر بجلاء التوازن العجيب، الذي وضعه الله عز وجل ليسير المجتمع عليه، فلا الرجل يطغى فيسلب المرأة حقوقها، وينزلها عن مكانتها التي جعلها الله تعالى فيها، ليستمتع بأكبر قدر ممكن من السيطرة على غيره، وإن كان على حساب حقوقها، ولا المرأة تطغى فتنازع الرجل مكانته التي جعله الله تعالى فيها، وتنزله عن مكانته، لتستمتع بأكبر قدر ممكن من السيطرة على غيرها، وإن كان على حساب حقوق الرجل.

لأن المرأة لها حقوق، وعليها واجبات تليق بها، والرجل له حقوق، وعليه واجبات تليق به، وبدون ذلك تضطرب أمور الجماعة، ويصبح كل فرد يريد جر النفع إلى نفسه، ودفع القيام بالواجبات إلى غيره، فتسود الأنانية، ويصبح شعار كل فرد " نفسي، نفسي " وإن كان لسان المقال يقول خلاف ذلك، فإن لسان الحال يقرره ويثبته، ولا يحيد عنه إلا إلى مصلحة أخرى له، وهذا حال المجتمعات الجاهلية السابقة واللاحقة، عندما ابتعدت عن شرع الله عز وجل، وظنت أنه بقدرتها جلب السعادة إلى نفسها بوضع القوانين البشرية، والبعد عن الشريعة الإلهية، فضلت وأضلت، وصدق تعالى إذ يقول:- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} ويقول سبحانه:- {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

فحمداً لك اللهم على نعمك التي لا تعد ولا تحصى.

إن الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام أمر بالغ الأهمية، لأنه أبرز جانب في جميع شؤونها، يبين لنا عظم المكانة التي تبوأتها المرأة في الإسلام، وهو حديث طويل ذو شجون، تهفوا النفوس إليه، وتشرأب الأعناق – عند ذكره – رغبة في معرفته ؛ خاصة في هذا الزمن الذي كثر الحديث فيه عن الحقوق، وعندما نقول: " حقوق المرأة " فإننا نعني: ما أعطاها الله عز وجل من أمور يجب على الجماعة المسلمة إعطاؤها إياها، وهي أمور لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها، لكونها ثبتت ثبوتاً لا شك فيه،ووجبت وجوباً لا مريه فيه،فلا يسوغ إنكارها،ولا يقبل جحودها، وهي جدٌّ لا هزل فيها، وحزمٌ لا لعب يعتريها.

وكل من تعدى عليها فظالم، ومن استلبها شيئاً منها فهو آثم.

و " الحقوق " في هذا العصر مصطلح براق، وشعار يرفعه كلُّ من أراد بمصالح غيره الارتفاق، جاء – في هذا الزمن مرفوعاً – من الغرب، فظن من لا دراية عنده بحقائقِ الأمور أنهم - برفعهم هذا الشعار - حازوا قصبَ السبَق، وما درى أنَّ الإسلام سبقهم إلى كلِّ خير، وجانب انغماسهم في الشر:- {فأما الزبد فيذهب جُفَاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فَيَمْكُثُ في الأرض}.

لقد رزح العالم – كلُّه – تحت قبضة الشياطين، زمناً ليس بالقصير، بيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، إني خلقت عبادي حنفاء كلَّهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب).

وظل الذين هربوا من نور الله تعالى، ضالين في ظلمات غواية الشياطين، وَحَكَّموا طواغيتهم في رقابهم، حتى أذاقوهم لباس الجوع والخوف، ثم انفجرت الثورات على ذلك الاستبداد الأعمى في أرجاء المعمورة، وكان من أشهر تلك الثورات: الثورات التي قامت في أوربا، كانت في بداياتها متعثرة، ولاقت بطشاً شديداً، جردت فيه سيوف، وعلقت حبال على أعواد المشانق، وراج سوق المقاصل، وأصبح للجلاوزة شأن وأي شأن.حتى جاء عام 1776م. فأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها، وكتبت في نظامها حقوق الإنسان في الحياة، والحرية، والمساواة. وللحديث بقية إن شاء الله.
08-16-2005, 09:49 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-16-2005, 09:44 AM,
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-16-2005, 09:47 AM,
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-16-2005, 09:49 AM
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-16-2005, 02:06 PM,
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-17-2005, 07:29 AM,
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-21-2005, 07:33 AM,
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 08-31-2005, 03:19 PM,
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة - بواسطة ضيف - 09-01-2005, 07:15 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مكانة المجاهدين فى المسلمين رضا البطاوى 0 301 03-18-2014, 09:45 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  مكانة واختيار عمال وزارات الدولة الاسلامية رضا البطاوى 0 428 12-31-2013, 09:38 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  هل المرأة ناقصة عقل ودين؟ وهل القرآن يؤيد ذلك؟ الــورّاق 1 549 11-07-2013, 09:23 PM
آخر رد: JOHN DECA
  رفع عيسى عند الوهابية رفع مكان ....ليس رفع مكانة ...نتيجة التجسيم جمال الحر 5 1,041 03-09-2013, 06:38 PM
آخر رد: الوطن العربي
  مقارنة بين حديثين لرسول الاسلام coptic eagle 7 1,559 10-02-2012, 11:49 PM
آخر رد: coptic eagle

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS