الأخوة الكرام، تحية طيبة.

بداية، أحب أن أسجّل موقفي من النادي قبل أن أبدأ بالنصح والتوبيخ والمقارعة.

لا يوجد منتدى كامل،
نحن بشر ولسنا آلهة، ومن البديهي أن تحدث أخطاء،
من الفطنة توقّع هذا،
من الحكمة الإحتراس لهذا،
ومن النجاح معالجة هذا.

المنتدى، ومدى نجاحة، لا يقاس بالأخطاء،
بل بمدى معالجته للأخطاء.
وأضع هنا ألف خطٍ لأقول أن المعالجة لابد أن تكون معالجة حقيقية،
لا مجرد معالجة لأعراض المرض فنتوهم - مخدوعين - أنه تم النجاح.
والمعالجة الحقيقية، لا تكون إلا بالغوص لعمق المشاكل وتحديد أين يكمن الخطأ.

منتدي نادي الفكر العربي، بالنسبة للجميع، كارهي الإدارة ومحبيها، هو أفضل واحة حرّية على مستوى الوطن العربي.

هذه شهادة حق ينبغي لي أن أقولها.

وهنا - برأيي - تكمن المشكلة الحقيقية.
مشكلة أنه أفضل واحة للحرية؟ ؟!؟!؟ نعم هنا المشكلة فعلاً.
هي مشكلة، عندما يثق المؤسسون في أنهم الأفضل،
وأن ناديهم الأكثر عدلا،
وأن مرتاديهم الأكثر كفاءة وثقافة،
فيتوقف التطوير.. ونبدأ في المسكّنات على وتيرة: "ليس في الإمكان أفضل مما كان"

نعم هي مشكلة، عندما يستغني المؤسسون عن الأعضاء !!
عندما يتوقف التسجيل، فالنادي به ما يكفي ويزيد.
عندما أقول لمن ينسحب إحتجاجاً: "الباب يفوّت فيل".
عندما أقول لمن يحاول إصلاحاً: "دق رأسك بأقرب حائط".
عندما أقزّم رأي العضو وأقول له: "هذه وجهة نظر شخصية"

لقد تعملق نادي الفكر.. وصارت المشكلة هي:

رخص الأعضاء..

صار الأعضاء لا قيمة لهم.. ولا لرأيهم..

يا نادي الفكر.. إسمعني..

في الأشهر القليلة الماضية، صرت إلهاً لا يسأل عما فعل،
أصابك جنون العظمة، فحقّرت من رأي الكثيرين،
صرت لا تكترث لرأي أحد،
صرت لا تأبه لوجهة نظر أحد،
دمرّت المصلحين وأصبتهم بعاهاتٍ فكرية،
صرت ديكتاتوراً عظيماً ينصب المشانق لمخالفيه ويقيم الولائم لرعيته،
لا، بل صرت إلهاً،
إلهاً يحيي ويميت.. يعزّ من يشاء ويذّل من يشاء.. بغير حساب.

والنتيجة؟

قطيع من الغنم المستورد، يسمونه إصطلاحاً: "مشرفين" بعد أن فشلت في أن تجد "إنساناً" محترماً في ناديك إلا وتخشي معارضته.
قطيع من المشرفين، يسبّحون بحمدك، ويشكرون نعمتكم عليهم، فصرت الأول والآخر والواحد..
وسقطت التعددية..

النتيجة؟

مجموعة من الحيوانات الدينية والسياسية، متحمسة، وجاهزة لنهش لحوم بعضها بعضاً لطالما لم ينلها القانون..
حتي هذه الحيوانات المتعطّشة، تعلّمت أن "سب الدين مباح لكن إبتعد عن الشخصنة، وتحجج بحرية الرأي" هو المعيار الأول والأخير الذي يعرفه قطيع الغنم المستورد والذي لم يفهم حتي الوثيقة ولا يجيد سوى التسبيح بحمدك والتقديس لك.
سقط اللجوء للقانون حينما عرفوا أن الطرق المشروعة، مثل التبليغات والشكاوى، هي مجرد مظهر برّاق يخفي تحته ما هو تحته.
إختفت اجيال الحوار والإختلاف الإنساني، وأتت أجيال من الحيوانات الوحشية الذكية. لا تستخدم الذكاء إلا في التوحّش.

النتيجة؟

مجموعة من حثالة البشر، فاقدي الهدف، تائهين، لا يجيدون سوى السخرية والإسفاف القذر والمتدني والمنحط يعتبرون النادي "غرزة للتحشيش" ويدخلون من حين لآخر للسخرية من هذا الفكر، أو للضحك على هذا الرأى، أو التسفيه من أي حركة تصحيح أو وقفة مع النفس.
تدعمونهم، وتتركون آرائهم لأنكم تريدون إحباط هذا الفكر وهذا الإصلاح، بل وتفتتحون لهم ساحة جديدة: "أقلام سافلة"
وشنق الفكر على المشانق.. بينما المشاهدين يضحكون: "أنظروا هاهاها إنه يتلوّى كالدودة وهو يموت هاهاها"

النتيجة؟

أله لا يسأل،
وغنم رعية،
وحيوانات وحشية،
وحثالة بشرية،

ولا عزاء للإنسان.

في مثل هذه الظروف.. لا يسعني إلا أن أقول:

إن أردت أن تنظف سلّم بيتك.. فلابد أن تبدأ بالدرجة العليا..

ثم أتسلّح بقلمي.. وأتحصّن بثورتي.. وأردد خلف من سبقني:

المجد للحارس معبود السراب..
من قال "لا" في وجه كل من قالوا "نعم"..
من علّم "اوريجانوس".. تمزيق العدم..
من قال: "لا" فلم يمت..
وظلّ روحاً أبدية الألم..

وراجعين..

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني