اقتباس:صديقي العزيز فودفو...صدقني يبدو ان موقفي ملتبسا عليك  كونك في تلك الايام كنت تخوض معركة مشرعة الابواب ضد الجميع.
-وحتى تكون في اطار الصورة اقول لك:
صدقني صديقي فودفو انني قد أعارض الرئيس حافظ أسد في كل شيء فعله وهو بالسلطة ،الا موقفه وتدخله في لبنان،ولو سألتني لقلت لك انني بسبب موقفه وسياساته في لبنان أقدس فكر هذا الرجل استراتيجيا بشكل قد لا تتصوره.
-المشكلة يا فودفو بالنسبة لي ليست وجود الجيش السوري في لبنان،فالجيش هذا اخوتي وابناء عمومتي  وابناء شعبي،وسبق ان ذكرت لك ان لي ثلاثة من ابناء عمي "اللزم" استشهدوا في لبنان،ولا أمنُّ بدمائهم الطاهرة عليكم،فأنتم اهلهم أيضا.
-صدقني كنت سأكون فخورا جدا حينما يكون لنا قواعد عسكرية وجوية سورية في لبنان،مثلنا مثل الدول العظمي من قبيل امركا وفرنسا،قواعد فيها جنود سوريون يلبسون البزة العسكرية السورية على اختلاف الوانها،لهم رائحة عرق التدريب العسكري وجبهة سمراء بحرقة الشمس يميزها كل من يراها،لا خفافيش تعمل في الظلام،وتعتقل وتعذب وتضرب وتصفي.
-وكنت سأكون فخورا جدا حينما يكون جهاز الاستخبارات السوري مؤثرا في لبنان على نسق C.I.A في باقي الدول،من قبيل دعم مؤسسات للمجتمع المدني،والقطاعات الأهلية اللبنانية حتى يجدها له مؤازرة،أي ان يكون "القمع" لطيفا حضاريا كما هو الحال مع الدول المتحضرة،لا عن طريق  تدعيم مبدأ الطوائف والعنف والتصفية الجسدية والتعذيب والمعتقلات والوشاة وكتبة التقارير والمترزقين من السياسيين اللبنانيين ليصبح لبنان في الفساد "ميني سيريا".
-كنت سأكون فخورا جدا حينما ينتخب الشعب اللبناني عن قناعة اميل لحود المدعوم من سوريا ،من خلال صناديق الاقتراع وفي منافسة حرة شريفة مع رجال امركا ورجال فرنسا ورجال الموساد ان شئت،بل يالعزتي بسوريا وأسدها حينما ينتخب اللبنانيين اميل لحود عن قناعة وفي انتخابات حرة تراقبها المنظمات الدولية النزيهة  كهدية حب من اللبنانيين لسوريا ونكاية بأمريكا  –أكرر حبا واحتراما لسوريا لا خوفا منها-
لكنني كوني رجل قانون أخجل أشد الخجل حينما تقفز بلدي سوريا على الدستور اللبناني لتمدد للحود رغما عن انف الغالبية من ابناء الشعب اللبناني،وتساهم بانهيار أحد مؤسسات الدولة الحديثة وهو الدستور.

-كم سأكون فخورا حينما يكون للأستخبارات السورية مقرا في دمشق  وبداخله رواق اسمه "الجمهورية اللبنانية الشقيقة"،هذا الرواق فيه مركز للمعلومات،وفيه مركز للدراسات الاستراتيجية للعلاقة بين لبنان وسوريا،والأهم من ذلك مكتب لملاحقة الفساد والتجاوزات في الجهاز او الجيش في لبنان،وذلك على نسق اجهزة المخابرات العظمى الحضارية التي تدير اجهزتها بحرفية عالية منطلقة من مباديء علمية تهتم بأدق التفاصيل،لا بعقلية مختار الضيعة وصاحب الدكانة الي بينقله اخبار الناس وهدا شو قال وهو شو ما قال...وابعتولوا زلمنا تربيه...فقد رأيت النتيجة..وتبين لنا اننا كنا على حق.

-لا نلوم على جيشنا البطل في لبنان،انما نلوم القيادة السياسية والمخابراتية التي بقيت في لبنان ثلاثين عاما ولم تستطع كسب قلوب غالبية اللبنانيين التي رأينها في ساحة الشهداء او الاستقلال –أنا اتكلم عن الناس-،قد يكون الكثير منهم يكره الطغم التي كانت تدير تلك التظاهرة،لكنه نزل كرها بالممارسات المخابراتية الفاسدة،منطلقا من مبدأ "نخلص من العدو الكبير بعدين نجي على الصغار".
-أما التظاهرة التي خرجت في رياض الصلح فأنا أقدرها وأحترم رأيها،لكن تلك التظاهرة لم تكن بناء على روابط علمية حضارية،انما بناء على روابط بدائية منها الطائفية والمصلحية انت ادرى بها.


هذا هو خلاصة موقفي،لذا يمكنك العودة الى كل مشاركتي،لن تجدني اتحدث عن الوجود السوري في لبنان،الا وأقرنه بالوجود المخابراتي القذر –الا ما سقط سهوا -الذي هدم الحياة البرلمانية والسياسية اللبنانية،وهدد كل مقومات الدولة الحديثة في لبنان،كما فعل قبلا في سوريا.