{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #148
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


بعد 28 يونيو2004 تسلمت مقاليد السلطة في العراق حكومة موقتة تم تشكيلها بعد مخاض سياسي عسير شاركت فيه اطرافا وجهات سياسية عديدة داخلية وخارجية متمثلة بالاحزاب والحركات السياسية العراقية وسلطة التحالف المدنية التي تم حلها في ذلك التاريخ بالاضافة الى الامم المتحدة ممثلة بمبعوثها الى العراق السيد الاخضر الابراهيمي .. وقد تم تشكيل هذه الحكومة من مجموعة من الشخصيات بعضها سياسي وبعضها تكنوقراط وبعضها الاثنان معا قسم منها مستقل والقسم الاخر يمثل قوى واحزاب سياسية عراقية عرفت بتاريخها الوطني والنضالي الطويل في مقارعة الديكتاتورية في العراق وحظيت هذه الحكومة منذ الساعات الاولى لتشكيلها بدعم عربي ودولي كبير تمثل بتأييد الامم المتحدة واعتراف الكثير من دول الجوار والمنطقة بها ناهيك عن الاعتراف والدعم اللامحدود لدول كبرى في المجتمع الدولي كامييكا وبريطانيا وايطاليا واستراليا وغيرها كثير بهذه الحكومة الفتية .. ومنذ ذلك اليوم وربما قبله سارعت هذه الحكومة الى المباشرة بتنظيم اوضاع البلاد الداخلية والخارجية حيث بدات بتنظيم وتقوية وحدات الجيش واجهزة الامن والشرطة العراقية التي تم تشكيلها بعُجالة وفوضوية بعد قرار حل اجهزة النظام السابق الامنية والعسكرية الذي اتخذته سلطة الاحتلال في العراق وتمت عملية غربلة للكثير من العناصر التي تم ضمها الى الاجهزة الجديدة دون امتلاكها لكفاءة اومؤهلات ثم قامت هذه الحكومة باصدار قانون السلامة الوطنية واعادت العمل بقانون الاعدام وذلك للحد من حالة الفوضى وانعدام الامن التي تجتاح الشارع العراقي منذ الايام الاولى لسقوط النظام السابق وحتى هذه اللحظة كما سعت هذه الحكومة وعبر جولة قام بها السيد رئيس الوزراء اياد علاوي الى دول المنطقة ومن ضمنها دول الجوار الى كسب التاييد والدعم الرسمي المباشر من هذه الدول للعراق الجديد والتنسيق معها من اجل اعادته الى وضعه الطبيعي بين دول المنطقة والعالم ككل .

ثم بعد ذلك بفترة وجيزة اخذت مظاهر سيادة هذه الحكومة تظهر شيئا فشيئا في الشارع العراقي عبر قوات الشرطة والحرس الوطني التي بدأت بالانتشار بشكل واسع في شوارع المدن العراقية وخصوصا العاصمة بغداد وبدأت بملاحقة المخربين والارهابيين في كل مكان والحقت بهم خسائر فادحة والقت القبض على العشرات منهم كما صادرت حتى الان عشرات الالاف من قطع السلاح والذخيرة التي كان يستعملها هؤلاء في عملياتهم ضد قوات الشرطة العراقية وقوات الاحتلال كما احبطت هذه القوات وبفضل يقظة منتسبيها الكثير من العمليات الارهابية التي كان ينوي الارهابيون تنفيذها على ارض العراق والتي كان سيذهب في حال حدوثها لا سمح الله العشرات ان لم يكن المئات من ابناء العراق الابرياء ضحية لايديولوجية القتل والدمار التي وفدت الى ارض العراق من مضارب ابناء العم ولكن رغم ذلك ورغم كل هذه التحديات حافظت هذه الحكومة على هامش واسع من الديمقراطية والحريات لابناء شعبها كانوا قد حرموا منه لعقود طوال .. في نفس الوقت تقوم وزارات هذه الحكومة ومن خلال وزرائها المشهود لاغلبهم بالخبرة بالعمل على اعادة الخدمات الشبه معدومة في اغلب المدن العراقية منذ فترة ليست بالقليلة سبقت 9 ابريل 2003 وتم بالفعل وبزمن قياسي اعادة بعض هذه الخدمات في بعض المناطق والعمل جار ليل نهار على اعادتها بل وتطويرها بشكل كامل في كافة ربوع العراق .. اضافة الى كل ذلك سارعت هذه الحكومة ومنذ لحظات التشكيل الاولى واعتمادا على ماجاء في قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية بالتحضير للمؤتمر الوطني الموسع الذي كان من المزمع عقده في نهاية الشهر المنصرم ومن المتوقع ان يضم كافة الفصائل والقوى والتيارات السياسية العراقية سواء تلك التي شاركت في هذه الحكومة او التي لم تشارك فيها ليتمخض عن مجلس وطني انتقالي (برلمان) يراقب عمل الحكومة الانتقالية ويمهد للانتخابات العامة التي من المنتظر اجرائها مطلع العام القادم الا ان اسباب عديدة سياسية وامنية وفنية ادت الى تاجيل هذه المؤتمر لفترة اسبوعين وبطلب مباشر من الامم المتحدة وامينها العام شخصيا .

ولكن في الشوارع الخلفية لبعض المدن واحيانا في شوراعها الرئيسية وساحاتها العامة هنالك صور ومظاهر واضحة لحكومة اخرى من نوع اخر يختلف عن النوع السابق .. حكومة تتالف من تنظيمات ومجموعات من الملثمين ليس لهم برنامج سياسي واضح يتسترون وراء خطاب ظاهره اسلامي ووطني مقاوم للاحتلال وباطنه اصولي وعنصري متطرف ذو اغراض واهداف خطيرة ومشبوهة تسعى اما الى افغنة العراق وانشاء دولة طالبان جديدة على ارضه او الى اعادته الى سنوات القمع والديكتاتورية التي عانى منها العراقيون لعقود طويلة .. ولهذه الحكومة ميليشياتها الخاصة من الملثمين واجهزة استخبارات ومتابعة وتجسس ذات كفائة عالية تحسدها عليها اجهزة دول كبرى اضافة الى امتلاك هذه الحكومة الخفية لاجهزة اعلام جبارة وفضائيات ضخمة تُسخر كل طاقاتها ويعمل رجالها ومراسلوها في العراق وفي خارج العراق ليل نهار من اجل دعم هذه الحكومة وتجميل صورتها وتبرير جرائمها اليومية بحق الدين والقانون والانسان في العراق هذا بالاضافة الى مواقع انترنت عالية الجودة توصل الليل بالنهار من اجل دعم هذه الحكومة وايصال صوتها ونشاطاتها واخبار رجالها الى جميع انحاء العالم .. كما تحظى هذه الحكومة الخفية بدعم مجموعة من المنظرين من داخل العراق وخارجه كان اغلبهم قبل 9 ابريل 2003 من مريدي الطاغية ومنظريه واليوم يُنظرون لهذه الحكومة ولرجالها ناعتين اياهم بالقاب واوصاف لا تطلق سوى على الانبياء والصحابة والاولياء الصالحين وقلة من عظماء التاريخ رغم ان الفرق بينهم وبين رجال هذه الحكومة فرق الثرى عن الثريا بل لقد وصل الحال ببعض هؤلاء المنظرين الى اطلاق صفات اسماء بعض المدن الاسلامية المقدسة كالمكرمة والمنورة وعبق الجنة وغيرها من الصفات على بعض المدن والاقضية العراقية التي تخضع اليوم لسلطة هذه الحكومة الخفية .

وتعمل هذه الحكومة ومنذ اسقاط النظام في 9 ابريل 2003 على بسط سطوتها وتوسيع شعبيتها وسط شرائح معينة من الشعب العراقي انهكتها ظروف البطالة والحصار الاقتصادي الذي سبق سقوط النظام مستغلة حالة الجهل السياسي والوعي الجمعي لهذه الشرائح التي تعودت طوال عقود على الانقياد لرموز وزعامات وهمية كانت تطعمها شعارات وتكسيها لافتات ويبدوا ان هذه الشرائح قد استعذبت هذه الحياة وهذا الحالة من الانقياد الاعمى لمن يسعى لرميها الى التهلكة لذا نراها اليوم مندفعة وراء رجال هذه الحكومة الخفية لا تلوي على شيء .. وتتمثل هذه الحكومة بمجموعة من الشخصيات الغريبة بعضها ليس له تاريخ اصلا والبعض الاخر يستغل تاريخ ابائه واجداده الذي صيغت حوله القصص والاساطير الخيالية وحظي باهتمام وتركيز مبالغ فيه في تاريخ العراق وتسعى هذه الشخصيات اليوم الى عقد ما تسميه المؤتمر الوطني التاسيي على غرار المؤتمر الوطني العراقي الذي ستعقده الحكومة الموقتة منتصف هذا الشهر ومن المتوقع ان تستضيف هذا المؤتمر المثير للجدل دولة عربية مسكينة امرُها ليس بيَدها سبق وان استضافت وعلى اعلى المستويات علي حسن المجيد وناجي صبري الحديثي مما يؤكد على وجود دعم خفي من قبل اجهزة مخابرات دول بل وحتى مراكز صنع قرار في هذه الدول لمثل هذه الحكومة الخفية ولمخطط خفي مثلها الهدف منه تدمير العراق بل وربما الغائه من الخريطة .
لقد اثبتت الاحداث الاخيرة في النجف وبغداد وبعقوبة والعمارة والرمادي والفلوجة والناصرية والبصرة وجود مشكلة سياسية وامنية في البلاد كانت راكدة وطفت الى السطح قبل ايام رمت بظلالها على الوضع الامني في البلاد وادت الى تفجره من جديد وهوتفجر كان متوقعا منذ زمن نتيجة للتردد والتأخير الذي رافق سياسة واسلوب الحكومة الموقتة منذ تشكيلها وحتى هذه اللحظة في التعامل مع الكثير من الامور والملفات العالقة في البلاد والتي هي في غالبيتها من تركة سنوات النظام البائد واشهُر سلطة التحالف المنحلة والتي كانت بحاجة الى حسم منذ اللحظات الاولى لبروزها في المجتمع بدلا من تركها تتدحرج وتكبر ككرة الثلج لتهوي على رؤوس الجميع .. لذا فقد اصبح لزاما على الحكومة العراقية ان تعالج الوضع في البلاد وتفي بالتزاماتها التي قطعتها امام الشعب العراقي يوم تسلمها للسلطة في 28 يونيو 2004 والا فان الامور سوف تخرج عن سيطرتها لا بل وحتى عن سيطرة المجتمع الدولي كله وسيكون الضحية اولا واخيرا المواطن العراقي الذي لم يعد بامكانه الصمود اكثر من ذلك على ما يجري في بلاده من امور تفل الحديد وتفتت الصخر وتذيب الجليد .

وكنتيجة حتمية لكل ما ذكرناه انفا فإن المواطن العراقي البسيط يعيش اليوم في حيرة من امره في بلاد تديرها حكومتان شبه متعادلتان في السلطة على البلاد .. صحيح ان لاحداهما سلطة رسمية على البلاد والدولة ككل الا ان هذه السلطة تصبح فقط على الورق في مناطق تخضع اليوم لسلطة فعلية لحكومة ليس لها ملامح واضحة لكنها موجودة على ارض الواقع .. وبدلا من ان تعمل الحكومة الرسمية مستغلة ما تحظى به من دعم رسمي اقليمي وعربي ودولي على تقوية نفوذها وترسيخ وجودها في مناطق تمردت على سلطتها منذ اليوم الاول لتشكيلها نراها ولسبب مجهول مستمرة في تلقي الضربات الموجعة من حكومة الاشباح الوهمية التي ستتكون لها يوما ملامح انسية وحقيقية اذا لم يوضع لها حدا وبأسرع وقت ممكن باستخدام اساليب سياسية وليس امنية كما يحدث اليوم .

هنالك اليوم صراع وجود وبقاء منه خفي ومنه معلن كان قد بدا منذ الساعات الاولى لسقوط النظام بين رجال هاتان الحكومتان وملامح الحكومة او الحكومات الحقيقية التي ستحكم العراق في الاشهر القليلة القادمة ستحدده نتيجة هذا الصراع بين حكومة العلن والقانون وحكومة الخفاء والفوضى والذي نتمنى ان لا يكون دمويا كسابقاته من الصراعات التي جاءت عن طريقها حكومات الماضي.


مصطفى القره داغي / السياسة الكويتية .


08-19-2004, 04:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 08-19-2004, 04:12 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,147 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 866 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,014 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,953 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 10 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS