مبارك مرشحا يتقمص دور بوش وايمن نور زعيم الثورة البرتقالية في أوكرانيا2005/08/19

القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام أبو طالب:
شهد اليوم الأول لبدء الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة مفاجآت عديدة. من جانبه جاء ظهور الرئيس مبارك مرشح الحزب الوطني شبيها بالأسلوب الذي يتبعه الرئيس جورج بوش حينما تصدر الشاشة بينما يجلس الجمهور من خلفه وهي المرة الأولي التي يظهر فيها مبارك علي هذا النحو.
وقد علمت القدس العربي أن نجل الرئيس جمال وعددا من مساعديه هم الذين دبروا لظهوره علي هذا النحو، وذهب البعض للاعتقاد بأنه نوع من الغزل للإدارة الأمريكية لعل الضغوط التي تمارس ضد النظام المصري تتراجع.
أما د. أيمن نور رئيس حزب الغد فقد اختار لنفسه الظهور علي طريقة الرئيس الأوكراني صاحب الثورة البرتقالية وقد أمر نور مساعديه بارتداء ربطات عنق برتقالية بينما ظل علي مدار ساعة ونصف يحاول جاهدا أن يلهب الجماهير وقدم كشف حساب بما أسماه كوارث الحزب الوطني.

في نفس التوقيت كان الرئيس مبارك يخطب في حديقة الأزهر بحي الدراسة احد أفقر الأحياء القاهرة وقد أقيم ما يشبه المسرح المكشوف وعرض الرئيس مجموعة من الوعود تعهد بتحقيقها وقد جلس خلفه رموز الحزب الوطني وأمانة السياسات التي يرأسها جمال مبارك.
وتعهد مبارك بخلق ملايين من فرص العمل وبناء مئات الآلاف من الشقق للشباب المقبل علي الزواج، كما تعهد بخطوات جديدة علي طريق الديمقراطية وإلغاء قانون الطوارئ واستبداله بقانون مكافحة الإرهاب .
أما نعمان جمعة مرشح حزب الوفد فقد أعاد للأذهان بطولاته في مكافحة العدوان الثلاثي علي مصر حينما ترك عمله في 1956 حيث كان وكيلا للنيابة واتجه نحو مدينة بورسعيد للدفاع عنها ضمن العديد من الشبان الأحرار.
الشيخ أحمد الصباحي رئيس حزب الأمة البالغ من العمر 94 عاماً اختار لنفسه التشبه بالخليفة العثماني السلطان عبد الحميد فقد ظهر بالطربوش الأحمر وبسبب شيخوخته فقد اقتصر خطابه علي كلمات معدودة ولم يقم أي احتفالات وإن كان قد تجول في المنطقة التي يعيش فيها وسط عدد من المقاهي ودعا الناس لانتخابه وتعهد في حالة وصوله للحكم بأن يوحد الزي وأن يعيد الطربوش للخدمة من جديد بحيث يصبح هو اللباس الشرعي للمصريين. وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي أكد الصباحي أنه سوف يقوم بتوجيه نداء استغاثة للرئيس مبارك بأن يقوم بتضييق الخناق علي حركة كفاية ووقف مختلف أنشطتها. ووصف الحركة بأنها تفتن الناس وتحاول الوقيعة بين المواطنين.
أما بالنسبة لممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري فيعتزم خلال الأيام المقبلة أن يكثف نشاطه في أوساط المناطق الفقيرة حيث سيقوم بزيارة للأحياء الشعبية في القاهرة ومحافظات الصعيد.
ويراهن قناوي أن يحصد أصوات نسبة كبيرة من الشباب حيث يضع علي رأس برنامجه القضاء علي البطالة والفقر ويتعهد بإيجاد فرصة عمل لكل خريج.
ويسير قناوي علي نهج الزعيم الأمة سعد زغلول والذي يطمح لأن يلقي نفس نجاحه حيث اجتمعت الأمة عليه لسنوات طوال ولازال حتي الآن يعد من أهم رموز العمل الوطني ومن ابرز زعماء مصر.
وقد استطلعت القدس العربي آراء عدد من خريجي الجامعات والموظفين حول انطباعاتهم عن اليوم الأول لبدء الحملة الانتخابية فأكدت سامية إبراهيم طالبة بكلية أداب جامعة القاهرة أن خطاب الرئيس كمبارك بالرغم مما ورد به من وعود إلا أنه ليس بوسع السواد الأعظم من المصريين تصديقها وذلك لأنه علي مدار ربع قرن كانت هناك وعود معظمها لم يتحقق.
وتقول هبة إمام خريجة معهد خدمة اجتماعية بجامعة القناة وعضو بحزب التجمع إن خطاب الرئيس خلا من المفاجآت حيث كنا نتوقع أن يصدر قرارات مهمة كالإفراج عن المعتقلين ولكنه لم يفعل.ويري حمدي عبد الرازق مدرس فلسفة أن مبارك بدا كعادته عقلانيا فهو يعلم بضعف موارد الدولة لذا لا يريد أن يخدع الناس.
من جانبه أكد هشام طلعت مصطفي عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني أن خطة الدعاية الانتخابية الخاصة بالرئيس مبارك اعتمدت في الأسس علي عدم الإساءة للمرشحين الآخرين ومن المشهود به عند الرئيس أنه دائما وأبدا دمث الخلق حلو المعشر لذا فهو له شعبية طاغية في أوساط الشارع.
ويشير طلعت إلي أن اللجنة المسؤولة عن الدعاية لمرشح الحزب الوطني أخذت علي عاتقها الانصياع التام لقرارات اللجنة المشرفة علي الانتخابات بشأن ضرورة الحياد الإعلامي.