لا ينقضي الكلام عن حجية الحديث بدون الاستشهاد بمثال عملي يبين مضموم هذه الأحاديث التي تعج بما يناقض صريح القرآن و المكتشفات العلمية الحديثة و يناقض العقل و ما يسيء للمرآة والأحكام الجائرة ما يشيد بفضل العرب على سائر الأمم و بفضل قبيلة عن قبيلة و أرض عن أرض و مليء بما يناقض بعضه بعضا كما أن الكثير منها وضع لأصحاب مصالح دنيوية كان نفعي بحت مثل البحث عن غطاء شرعي يؤيد الحكام و يدين المعارضة السياسية أو ما يؤيد كل مذهب أو فئة سياسية و ما سأعرضه لكم أدناه هو غيض من فيض حيث إن بإمكان أي باحث في هذا المجال أن يؤلف مجلدات كاملة من هذه الأحاديث.

خذوا مثلا حديث تعذيب الميت ببكاء لأهله ألا يناقض ((و لا تزر وازرة وزر أخرى)) و الحديث الذي ورد في البخاري عن أن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعا ألا يناقض ((ليس كمثله شيئ)) ثم الحديث الذي يتكلم عن أن النبي (ص) سحره يهودي اسمه لبيد بن الأعصم حتى كان لا يدري ما يقول و يفعل الشيء و ينسى أنه فعله و أن جبريل استخرج السحر ألا يناقض ((و الله يعصمك من الناس)) و يفتح الباب للتشكيك في القرآن.

أورد البخاري في صحيحه بأنه َ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ كيف نفهم هذا الحديث إذا عرفنا بأن الليل و النهار لا يأتيان على كامل الكرة الأرضية و إنما كما يتناوبان 24 ساعة كل على نصف الأرض مثلما ذكر في القرآن و أنهما موجودان دائما و ليس كما اعتقد الناس قديما.

أورد البخاري في حديث على لسان حبر يهودي أمام النبي (ص) يقول بأن اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ و في نهاية هذا الحوار المزعوم يقر النبي (ص) كل ما قاله…………فهل لله أصابع ((سبحانه و تعالى عما يصفون)).

أورد البخاري نقلا عن الرسول (ص) بأن التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ هَا ضَحِكَ الشَّيْطان – البخاري بدء الخلق …………نحن نعرف علميا أن التثاؤب عند كل الفقاريات يكون لتعويض النقص في حاجة الجسم للأوكسيجين الذي لا يغطيه التنفس العادي.

أورد مسلم في صحيحه على لسان النبي (ص) اقتلوا كل كلب أسود لأنه شيطان……… هل يعقل أن يصدر مثل هذا الكلام غير العلمي عن رسول الله (ص) و الذي يجد للأسف الكثير ممن يصدقونه.

عن رسول الله، قال: من أكل من قصعة ثم لحسها، استغفرت له القصعة,رواه الترمذي و أحمد و ابن ماجه…………لعل واضع هذا الحديث كان صاحب مطعم يزعجه المتبقي من بقايا الطعام في القصعة.

و الحديث الذي يقول إذا قعدتَ على حاجتك فلا تستقبِل القِبلة ولا بيت المقدس. رواه البخاري ………. هل أصبح الدين احتفاء بالصغائر!!.

أورد البخاري في صحيحه نقلا عن النبي (ص) أما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له. وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها. ……..هل كان الرسول (ص) عالما في الهندسة الوراثية أم أن بعض الناس أمام عجزهم تفسير بعض الظواهر الطبيعية حاولوا أن يلبسوا بعض أساطيرهم ثوب الدين لتجعلهم يحققوا مكانة اجتماعية ما بين الناس.

روى البخاري و مسلم قال رسول الله: من تصبَّح كل يوم سبع تَمْراتٍ عجوةً لم يضرّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ. رواه البخاري و مسلم ,……. وهذا لعله كان بائع عجوة يريد أن يجبر بضاعته.

عن ابن عباس، عن النبي، قال: الشفاء في ثلاثة: في شرطة مِحجَم، أو شَرْبَة عسل، أو كيَّة بنار. وأنهى أمتي عن الكي. رواه البخاري و أحمد و ابن ماجه…….ما هذا تبسيط الشديد لعلم الطب البشري لا بد أن واضع هذا الحديث كان طبيبا فاشل.

((النساء ناقصات عقلٍ ودين )) ((الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار)) ((يقطع صلاة الرجل الكلب و الحمار و المرأة)) ((أكثر أهل النار من النساء)) رواها كلها البخاري و مسلم ……… و هو ما أعطى ذريعة لاضطهاد المرأة((الحرمة)) و تنجيسها و النظر إليها كمجرد فتنة للرجل أين كل هذا من قول الله عز وجل (( ومن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولـئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)) سورة النساء آية 124.

و في الحديث القدسي الذي رواه مسلم يقول الله عز وجل يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ …….سبحان الله عما يصفون هل يملك أي مخلوق في الدنيا أن يؤذي الله إن واضع هذا الحديث عدى عن كذبه جمع صفة سوء الأدب مع الخالق.

كل هذا عدى عن الأحاديث التي تذم تشيد بفضل الشام و أهل الشام و تذم نجد بأن منها يطلع قرن الشيطان و تفضل قريشا على سائر القبائل و تعطي الفضل للعرب و أخرى للفرس و كل هذه الأحاديث تتناقض واحد من أبسط المبادئ القرآنية ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) .

ثم الأحاديث التي تتحدث عن أنه يجب إطاعة السلطان و الحاكم مهما كان ظالما و فاسدا طالما كان مسلما و مقيما للصلاة ..... واضح جدا أنها وضعت في سياق تبرير مظالم الحكام الذي يعج به التاريخ العربي.

على مر العصور كانت القوى التي تستعمل الدين للسيطرة على كل كبيرة و صغيرة في حياة الناس الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية وتحقيق مصالحها الخاصة تحاول أن تقحم الدين في أمور لم يتعرض لها و هذه القوى لا تجد ضالتها في كتاب الله فتلجأ إلى مثل هذه النصوص الثانوية.