( 2 2 )

عزيزي كما يقول الأنجيل بحسب يوحنا : الله لم يره أحد قط الأبن الذي في حضن الآب
هو خبر .

أن الله الكلمة أو الابن هو الذي ظهر لموسى و للشعب في البرية كما أنه ظهر للعديد
من الأنبياء بعد ذلك و بالتالي فالذي كان يخاطب موسى كان الابن الأزلي و نتيجة لهذا
نجد كلمات مثل أسمعوا صوت الرب ألهكم و لا تغضبوا الرب آلهكم و الكلمات
السابق توضيحها في الوصايا العشر و جاءت كلها رغم أن الكلام هو كلام الله ( الحرفي ) .

فأغلب الوصايا يشير فيها الأبن الأزلي الى الآب بقوله : أذا حفظتم وصاياي , يحفظكم الرب الآله
و يبارك فيكم ............. الخ .

الواضح ان الله المعلن ( الأبن ) هو الذي يتكلم و يشير في كلامه للآب و لهذا جاءت الوصايا و كأن
شخص آخر غير الله هو المتكلم .

لهذا قال في التثنية 18 : 15 : يعطيكم الرب الآله نبيا ( مثلي ) و هنا الأبن يتحدث عن مجيئه في الجسد و لهذا
ذكر اليهود بهذه النبوءة مرة أخرى عند حلوله في الجسد كما هو مبين بالأنجيل .

ولهذا عزيزي لا نعتبر أي كلام بصيغة المخاطب كلام موسى عن الله لأن كلام موسى
يكون موضحا بقرينة دالة عليه أما الكلام المباشر أو المخاطب فكله كلام الله ( الابن ) الحرفي
عنه و عن الآب .

أما بخصوص كلامك على أن المفسرين المسيحيين أعتبروا أن موسى هو القائل بأن الله سيقيم للشعب
نبي مثله أي مثل موسى فهذا لا اعتراض عليه من جانبي و قد سبق و شرحت لك أنني أرى النبوءة
مذكورة مرتان في الأصحاح 15 و 17 و لا يفصلهما سوى قرينة مهمة توضح من الذي وجه له الكلام
ففي العدد 15 لا نجد القرينة التي تقول ( قال موسى ) : أن نبيا مثلي يقيمه الرب
ولقد سبق و أوضحت لك أن كلام موسى النبي دائما ما يسبقه قرينة تؤكده مما يترك مجالا
للأجتهاد بأن العدد 15 كان الله فيه يوجه كلامه للشعب و فيه نبوءة بلاهوت السيد المسيح .

في حين أن العدد 17 ذكر فيه بوضوح أن الله وجه كلامه فيه لموسى فنجد فيه القرينة التالية :

تثنية 18 : 17 قَال لِيَ الرَّبُّ

و هذه القرينة تؤكد ان الكلام هذه المرة موجه من الله لموسى و ليس للشعب .

طبعا لا يوجد من مبرر لتكرار النبوءة مرتان و لا يفصلهما سوى هذه القرينة ألا أذا كان
هناك غرض معين من وراء ذكرها مرتان بصيغتين مختلفتان .

طبعا في العدد 17 أكد الله لموسى أنه سيقيم للشعب نبيا مثله ( أي مثل موسى ) و لهذا
نعتبر أن موسى قال ذلك نقلا عن كلام الله فعلا كما هو مدون بسفر أعمال الرسل
و كما أوضح أغلب المفسرين و لكننا لا ننسى العدد 15 الذي لم تأتي أي قرينة
توضح أن المتكلم فيه هو موسى النبي و لهذا أعتبره نبوءة عن لاهوت السيد المسيح .

عزيزي لا يوجد من مانع للأجتهاد في النص و هذه النقطة التي تباحثنا فيها هي نقطة أضافية
على النبوءة و التي تعتبر تحققت في السيد المسيح و ليس في يشوع أو غيره

لأن موسى و المسيح كلاهما أتى بشريعة , موسى أتى بشريعة العهد القديم و المسيح أتى بشريعة
العهد الجديد .

موسى ختم العهد القديم بين الله و الشعب بتقديم الذبيحة و رش الدم و المسيح ختم العهد
الجديد بتقديم ذبيحة نفسه على الصليب .

موسى كان وسيطا بين الله و الشعب الذي لم يحتمل رؤية الله و الكلام معه و السيد المسيح
كان وسيط العهد الجديد بين الله و الانسان في الهيكل السماوي .

كل هذا لم يفعله يشوع أو أي من أنبياء بني اسرائيل الذين جاءوا بعده .

ولك السلام و التحية
عبد المسيح