لمصلحة من استمرار حملة التضليل والافتراء؟ .. أقلام لبنانية تتبنى الاتهامات الأميركية لسورية .. وتشوش على العلاقات السورية ـ اللبنانية


دمشق
صحيفة تشرين
صفحة اولى
الاثنين 22 آب 2005
كتب المحرر السياسي
في الوقت الذي تعبر فيه أوساط سياسية وإعلامية ومرجعيات دينية عن اهتمامها بالزيارة التي سيقوم بها اليوم إلى دمشق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، لا يزال هناك من يعيش الأجواء المشحونة التي تلت عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فيوتر الأجواء من خلال استخدام عبارات نارية مستوردة بالبريد المستعجل من وراء البحار.

‏

أبطال «الضجة» الإعلامية المفتعلة في لبنان ما زالوا يستخدمون عبارات ابتكروها منذ 14 شباط ويرددونها خدمة لمصالح أنانية ضيقة وليس خدمة لمصلحة لبنان، وقطعاً ليس لمصلحة سورية، والعلاقات بين الشعبين الشقيقين، وبحجة حرية الإعلام والديمقراطية لا يزال بعض الأقلام يردد عبارة «المافيا المخابراتية السورية ـ اللبنانية» في الخطاب اليومي الإعلامي، وكأنها ـ أي تلك الأقلام ـ تردد كالببغاء ما يطلب منها دون أدنى تفكير أو تعقل، الاسطوانة المشروخة نفسها التي تعبر عن حقد دفين على سورية وما تمثله من دور إقليمي ووزن في المنطقة في مواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حيث صارت تلك الأقلام أحد أسلحتها.‏ ‏

هذه الأقلام لا تزال تسعى لتأجيج نار الحقد والكراهية والعنصرية في ضعاف النفوس، عن طريق إطلاق صفات على عودة الجيش السوري من لبنان إلى أرض الوطن بعد أن أدى دوره القومي هناك، كأن يصف أحدهم في صحيفة «النهار» التي «أعلنت هدنة إعلامية!!» هذه العودة بـ«الانسحاب القسري والمهين».‏ ‏

والغريب أن تتبرع هذه الأقلام وفي مقدمتها الصحفي علي حمادة بترداد اتهامات وأكاذيب أميركية وإسرائيلية ضد سورية عندما قال في مقال له أمس: إن سورية مستمرة في «التعاون مع جماعات أصولية في العراق» و«استمرار تدفق السلاح والرجال إلى قلب العراق عبر الحدود»!!‏ ‏

من أين للسيد حمادة هذه المعلومات التي يستحق عليها وسام الاستحقاق من المخابرات المركزية الأميركية؟ وهل يستطيع هذا الصحفي القابع وراء مكتبه إثبات هذه التهم الخطيرة جداً في وقت عجزت فيه أعظم دولة في العالم عن إثباتها لسبب بسيط هو أنها محض افتراء وأكاذيب لا أساس لها من الصحة؟!‏ ‏

ثم لمصلحة من قيام بعض الصحفيين، في لبنان بالترويج للأكاذيب الأميركية المفضوحة وتبنيها كأنها حقائق واقعة والاسهام عن سابق إصرار وترصد في حملة الضغط الأميركية ـ الإسرائيلية على سورية؟!‏ ‏

هذه الأقلام التي سبقت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية السيد فؤاد السنيورة إلى دمشق برسم صورة سوداء تشاؤمية، وحاولت خلق شروخ وندبات في العلاقات السورية ـ اللبنانية، لا تزال تمارس دورها المرسوم وغير النظيف وتعمل على اختراع قصص وحكايا وروايات وتخيل تحالفات قائمة بين سورية وبعض القوى على الساحة اللبنانية للنيل من بعضها وتقزيم دور المقاومة في لبنان وفلسطين والتشكيك ببعضها الآخر لمجرد وقوفه ضد تيار سياسي مهيمن، مع أن هذا «البعض الآخر» كان على الدوام مناهضاً لسورية ومنتقداً لها ولسياساتها.‏ ‏

ويمضي أصحاب الخيال الخصب في تصوراتهم إلى رسم «سيناريوهات» متخيلة، لا أساس لها في الواقع والمنطق والتفكير السياسي السوي.‏ ‏

ماذا يريد هذا الفريق الذي اعتاد على الاصطياد في المياه العكرة والتشويش على العلاقات الأخوية التي يريدها الشرفاء لسورية ولبنان؟ ولماذا يفتعلون اشكالات وأزمات لا وجود لها على أرض الواقع والأهم: لمصلحة من؟!‏ ‏

فهل النفخ في الأضاليل والنمائم والإشاعات ضد سورية يصب في خدمة لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته؟ ولماذا محاولات «النط» في حين لم تكلف هذه الأقلام نفسها عناء كتابة كلمة واحدة عن تدخلات السفراء الأجانب السافرة في الشأن اللبناني، بل في أصغر الشؤون اللبنانية عندما يتحدث بعض السفراء في موضوع التعيينات الإدارية، التي هي مسألة سيادية بحتة ومن اختصاص الجهات اللبنانية حصراً وليس من شأن السفراء ودولهم؟!‏