هناك موضوع اخر اذهلنى

قبل عامين كان رئيس الاركان الصهيونى فى لقاء مع صحيفة يديعوت الاسرائيلية وفى اجابته عن هدف العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد الفلسطينين ( الكل يتوقع من رجل عسكرى ان يطرح اهداف ذات طبيعة عسكرية ... مثل قتل المحاربين .... تدمير البنى التحتية ووسائل القتال للخصم الخ الخ ) لكنى فوجئت بان رده ليس له علاقة بوضعه كجنرال بل كان ردا غريبا و يتعلق بعلم النفس حيث قال ان هدفنا هو كى وعى الفلسطينيين ( اى تحطيمهم نفسيا ودفعهم للخنوع وعودة النظرة الكسيرة التى انتهت )

بعدها بالصدفة قرات كتابا عما يسمى بنظرية الردع الاسرائيلية تجاه الخصم وهى بمجملها تهدف لايصال الخصم العربى للوصول لاشكال من التفكير وانماط سيكولوجية تجعله يشعر بحقارته و دونيته وبتفوق اليهود عليه ... وفى اللحظة التى لا تتوصل اسرائيل فى صراعها مع الخصم لهذا المستوى فانها لا تعتبر نفسها فى حالة انتصار وتشعر بالتهديد

فذروة نجاحاتها الردعية الكلاسيكسة كانت فى حرب عام 67 ( وتدمير العراق بايدى اميركية لصالح اسرائيل ) والتى اوصلت الخصم لحالة انكسار نفسى عميقة

لكن استمرار حرب الاستنزاف كان خرقا شديدا
وحرب اكتوبر كانت حربا خطيرا لانها حملت عناصر عدم الانكسار النفسى والمبادرة فى الهجوم
وبقية حروبها مع الفلسطينين ايضا لم تكن من النوع الذى انكسر فيه الخصم العربى نفسيا

والوضعيات التى قد تعتبر اسرائيل فيها نفسها غير منتصرة ونظامها الردعى غير فاعل ( فهى عليها ان تنتصر كليا والا زالت عن الوجود ) متعدد مثل

1 الطرف العربى لا يطالب مرغما ولا يتسول ولا يطبق اصلا وقف اطلاق نار ( حرب الاستنزاف نموذجا المقاومة الفلسطينية .. وحزب الله فى جنوب لبنان )
2 الطرف العربى لا يتغير توجهه الايديولوجى واستراتجياته واهدافه واجندته ونظرته لاسرائيل عقب اى معركة تنتهى بانتصار عسكرى اسرائيلي
3 انتهاء الحرب بما يشبه التعادل او الردع المتبادل نتيجة معطيات ميدانية او تدخلات خارجية لا تمكن اسرائيل من استخدام كامل طاقتها او شكل هحمات لا يستطيع معها حشد القوة الكلاسيكى ان يلعب دورا وتضع منظوماته الامنية فى حالة ارتباك وتضعضع معنويات الثكنة العسكرية المسماه اسرائيل
4 الدخول فى معركة غير منسجمة مع مراكز القرار والهيمنة الدولية ( الولايات المتحدة مثلا )
5 حرب العام 1967 شكلت ذروة النموذج الردعى بمعناة الكلاسيكى الجابوتينسكى ( نظرية الجدار الحديدى كما وصفة افى شلايم )
6 حرب الاستنزاف كان خرق لهذا المفهوم حيث استمر القتال ولم يحدث انكسار على مستوى الروح
7 حرب العام 73 ووقوع اسرائيل تحت عامل المباغتة

لاحظوا فى كل ما قلت العوامل النفسية