هل تطرح قضية تعديل الدستور على مجلس الوزراء غداً ؟

لحــــود يعـــلـــن اســـتعـــداده لقــبـــول الــتجــــديـــد

صفير لـ"الـــنــهـــار": بــــــاقٍ عــــلى رفـــــضــــي التعــــديــــل

ضاهر وغانم وحرب ومعوض ماضون في الترشيحات حتى النهاية



مع دخول العد العكسي لبدء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية شهره الاخير وعشية معاودة الرئيس السوري بشار الاسد مشاوراته مع شخصيات لبنانية في شأن هذا الاستحقاق، دخل رئيس الجمهورية اميل لحود للمرة الاولى علنا على “الخيارات المفتوحة”، في ما اعتبر بيان ترشيح من خلال ابدائه استعداده لتجديد ولايته. :97::97:

وأيا تكن التفسيرات للبيان الذي صدر عن قصر بعبدا ليل امس بلسان “زوار رئيس الجمهورية” فانها المرة الاولى منذ الاستقلال التي يعلن فيها رئيس علنا،وليس ضمنا، رغبته في التجديد او التمديد من دون ان تكون ثمة آلية قد مهدت لهذا الطلب، الامر الذي يتوقع معه ان يفتح موسم المفاجآت على غاربه اعتبارا من اليوم.

ويختصر موقف لحود بثلاث نقاط أساسية هي اعلانه ان برنامجه للحكم هو خطاب القسم، وقوله انه “راض عما نفذ منه على المستوى الاستراتيجي وغير راض في المقابل عما نفذ على المستوى الداخلي”، معتبرا ان “هذا التعثر هو مسؤولية مشتركة بين جميع أركان السلطة ومسؤولي الدولة بمن فيهم الرئاسات الاولى والثانية والثالثة”. ليصل الى القول انه “في حال رغبت الغالبية النيابية في اسناد هذه المهمة اليه فهو جاهز لها بحسب الأصول الدستورية المعتمدة التي تحدد آلية التعديلات الدسنورية على أساس المصلحة العامة وليس على أساس الشخص”.

والسؤال الفوري الذي أثاره هذا التطور هو: هل سيطلب الرئيس لحود تعديل المادة 49 من الدستور كما تقضي الاصول، اتاحة للمجال امامه للترشح لولاية جديدة؟ وهل سيطرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء غدا التي ستكون أول جلسة تعقد بعد اعلان لحود موقفه؟

ثمة من يرصد الجلسة غدا بدقة باعتبار انها ستكون مؤشرا للمناخ الطارىء مع ان معلومات تفيد ان أي جديد لن يحصل على صعيد أي آلية محتملة هذا الاسبوع في انتظار فراغ الرئيس السوري من استقبالاته، علما انه سيستقبل اليوم نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي.

وقد اضطلع الفرزلي امس بدور استباقي لخطوة لحود حين عقد مؤتمرا صحافيا وتلا خلاله بيانا دعا فيه الى “الاحتكام الى المستوى الاستراتيجي في النقاش واطلاق حملة واسعة لابقاء كل الخيارات مفتوحة عبر حوار جامع يضع في حسابه امكان انتخاب رئيس جديد كما امكان بقاء الرئيس لحود في سدة الرئاسة تمديدا او تجديدا”.



المرشحون

ولكن هل تؤثر هذه الخطوة على مواقف المرشحين الرئاسيين وحملاتهم؟

“النهار” سألت المرشحين هل سيستمرون في ترشيحهم أم أنهم سيتراجعون بعد هذه الخطوة.

النائب مخايل ضاهر أكد انه سيستمر في ترشحه “حتى النهاية”، متسائلا “لِمَ لا؟ فما الذي يمنع الاستمرار؟ لا أعتقد ان الامور تغيرت بعد بيان ترشيح الرئيس اميل لحود. فهو قال انه سيخضع للغالبية النيابية وبالتالي اذا جرت اعادة الانتخاب سيكون مرشحا من يبن منافسين آخرين، اما اذا وقع التعديل فرغم انني أستبعده كما حصل أيام الرئيس الياس الهراوي، عندها لا يحق لنا الاستمرار في الترشيحات”.

وقال النائب روبير غانم: “انا ضد تعديل الدستور مهما تكن الظروف، وهذه اقتناعاتي وموقفي المبدئي وأنا مستمر في الترشح”.

النائب بطرس حرب قال: “هذا الاعلان لا علاقة له بترشحي ولا يؤثر فيه، بل على العكس يجعل ترشحي أكثر ثباتا وتصميما حتى النهاية. والترشح بصرف النظر عن نتائجه النهائية هو عبارة عن رفض للاستسلام لحال معينة قد تفرض على الشعب اللبناني”. وأوضح ان “لا مانع من معركة على مرحلتين، الاولى ضد تعديل الدستور والثانية اذا أقر تعديل الدستور خلافا لرأينا وعندها أتابع ترشحي وأخوض معركة رئاسية في وجه الرئيس لحود وهذا لا علاقة له بعلاقتي الشخصية معه”.

النائبة نايلة معوض أكدت لـ”النهار” انها ماضية في ترشحها “حتى النهاية وأكثر من الاول وان شيئا لا يؤثر في ترشحها”.

النائب فارس بويز رفض التعليق على مضمون بيان رئيس الجمهورية وأوضح انه سبق له ان قال انه سيترشح اذا ترشح الرئيس وحده “اما اليوم فثمة مرشحون كثر ولن أقدم على الترشح”.



صفير

وقبل ساعات قليلة من بيان لحود، كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير موقف جديد حازم من رفضه تعديل الدستور ابلغه الى “النهار”. [U]وقال صفير: “سأبقى على موقفي المبدئي في رفض تعديل الدستور وطرح الصوت عالياً”. وانتقد بشدة “التدخل السوري” في الاستحقاق الرئاسي فوصف البيان الذي وزع ليل الاحد بلسان مصادر قريبة من دمشق بأنه “ذر للرماد في العيون”، لافتاً الى ان توقيت استقبالات الرئيس السوري على ابواب انتخابات الرئاسة “يكشف حجم التدخل السوري”. ولاحظ ان السوريين “لا يتجاوبون مع ارادة غالبية” من يستشيرونهم اذ “ان معظم المسؤولين السياسيين يذهبون الى دمشق وهم يعارضون تعديل الدستور ثم يعودون منها وقد غيروا رأيهم”. (راجع ص 2)



... والحريري

على صعيد آخر كان اللقاء السياسي الابرز امس ذلك الذي تم بين رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري والبطريرك صفير في الديمان. وقد تخللت اللقاء خلوة استمرت خمسين دقيقة تكتمت اوساط الطرفين عن كشف مضمونها.

والواضح ان الرئيس الحريري كان مصمماً على عدم الكلام، حتى ان “القرار” ابلغ الى الاعلاميين الذين قصدوا الديمان بكثرة امس، اذ لعل موقفاً مهماً يعلن، عندما اعلمهم احد مستشاري الرئيس قبيل وصوله بأنه لن يتكلم.

وظل الرئيس الحريري على صمته، والعبارات القليلة التي لفظها بعد الحاح الصحافيين كانت معبرة: “حدا بيشوف البطرك وما بيكون مرتاح؟”، و”حدا ما بيرتاح لما بيشوف الناس اللي بيحبن؟”، ثم “لكل شيخ كلامه” وهي عبارة ذكرت بملاحظة سابقة له على تصريحات لصفير قال فيها “كلام البطريرك بطريرك الكلام”، علماً ان الجواب كان رداً على سؤال عن بيان لقاء دار الفتوى.

وفي ما عدا ذلك، كان حديث – طبعاً العلني منه – عن الطقس ومشقات الطريق.

والبطريرك صفير بدوره لم يعلق على الزيارة واكتفى بالقول “كانت منيحة”.

ولكن الخلوة التي اعقبها غداء ضم، الى البطريرك ورئيس الحكومة، مطارنة ومستشار الرئيس الحريري داود الصايغ، ظلت مناقشاتها طي كتمان، الا ان مصادر مطلعة اشارت الى ان الحديث تطرق خصوصاً الى عظة البطريرك الماروني يوم الاحد، واشار الرئيس الحريري الى انها “عملت ضجة” في وقت شرح البطريرك صفير موقفه المعلن وهو “ان الدساتير ليست كالقوانين يمكن تعديلها في كل وقت” انطلاقاً من الحرص على الاستقرار السياسي، مشيراً الى ان الدساتير لا تعدل الا في “ظروف قاهرة”، وماذا يبقى منها الا اسمها اذا ظلت تعدل، مسجلاً سلسلة تعديلات منذ الطائف الى اليوم.

واسهب البطريرك صفير في الحديث عما اعتبره “تهديماً للنظام” اذا كان التعديل يهدف الى التمديد الى ما لا نهاية لرئيس الجمهورية بحيث يصير النظام مماثلاً لانظمة مجاورة.

بدوره تحدث الرئيس الحريري عن ملاحظاته على موضوع مطالبة البعض بتعديل الدستور، وتطرق الى “سلة التعديلات” وهو ما انتقده البطريرك الماروني.

كذلك اثار البطريرك موضوع “الاستشارات” التي حصلت في دمشق، فرد الرئيس الحريري بأنها من ضمن استئناس الحكم في سوريا بمواقف الاطراف اللبنانيين، الا ان البطريرك صفير سأل: “لماذا في هذا الوقت بالذات وقبل الانتخابات الرئاسية في وقت حكي عن الحرص على لبننة الاستحقاق؟”. واكد معارضته للطريقة التي تحصل بها هذه الاستشارات مع حرصه الشديد على علاقات جيدة مع سوريا ومن دون اي عداء. “لان سوريا الجارة الاقرب”.

ثم تناول الحديث الاداء الرسمي طوال اعوام ما بعد الطائف وعدم تطبيق جميع بنوده وفي هذا الاطار انتقد البطريرك بحدة “هذا الخلل” وسأل عن ممارسات اخرى في التوظيفات في الادارة وعدم مراعاتها التوازن المطلوب، وطالب بوفاق حقيقي وباشراك جميع اللبنانيين في الدولة.

كذلك علم ان الرئيس الحريري شرح في اسهاب ما رافق اعمال الحكومة من “مشكلات” ودافع عن خطوات اتخذها، وعزا بعض التقصير الى تصرف عدد من الوزراْء.

اما خلال الغداء فاقتصر الحديث على العموميات والمجاملة. وغادر الرئيس الحريري الديمان على وعده ان لا كلام لا قبل اللقاء ولا بعده.