هل كونها محجبة وهو ملتح؟!
حسنا، هناك تفاصيل كثيرة لم تذكرها لنا لنحس بالإشكال الكبير الذي يمور في صدرك وتستشعر بأنه يستأهل شهادة من الوزن الثقيل بحيث تكون شهادة على العصر!!

1- هل هما متزوجان مثلا وفي مناسبة لقاء سفر أو وداع أو اشباه ذلك؟
2- هل هما عربيا الأصل غارقان بالثقافة العربية في مثل هذه السلوكيات ومع هذا فهما يتمردان عليها، أن أنهما غربيان مسلمان، استقر في ثقافتهما عدم الحساسية من هذه السلوكيات أمام الناس؟
3- هل هما ملتزمان حقيقة أن انهما يمتثلان إسلاما صوريا لا يختلف عن لحية رفعت الأسد وباسل الأسد و...أوقد تكون الفتاة حديثة عهد بخمارها بحيث لم تتهيأ اجتماعيا ونفسيا لإنكار هذه السلوكيات اجتماعيا بناء على ثقافة بيئتها الأم إن كانت شرقية أصلا؟

4- على افتراض أن الشخصين لا صلة شرعية بينهما تسمح بمثل هذا الوصال، فهل كنت تفهم من خلال ما اطلعت عليه من ثقافة دينية أن المسلم معصوم له حصانة ما تمنعه من مقارفة بعض الأخطاء! أم قرأت حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)؟

يا صاحبي إذا تجاوزت الاستشكالات أعلاه التي قد تجعل الأمر شبه عادي، وقد اضيف إليها استشكالا يتعلق بحالة تغلب الإنسان على نفسه في بعض الحالات فينسى من يحيط به، ويفعل ما يفعله من سلوكيات بدون شعور بالأغيار، ولربما لو أحسا بأنك تتطفل على خصوصيتهما -أقول لربما- ما استغرقا في صياغة ذلك السلوك الذي وصفته بالفرنسي الفاقع!

أقول لو تجاوزنا هذه الاستشكالات، فإنني أذكرك ولا أعلمك بأن تصورنا الإسلامي للإنسان ملتزما كان أو غير ملتزم بأنه تتناوشه مغريات كثيرة، منها نفسه الأمارة بالسوء التي بين جنبيه، ومنها شياطين الإنس والجن، ومنها ضعفه أمام مغريات الشهوة، ولكل نفس ترة وشرة، وما من نفس إلا وتمر بهذا الضعف أحيانا غير النفوس النبوية المعصومة....
نحن بشر ولسنا ملائكة يا سيدي...
غير أننا نختلف عمن سوانا بأمرين:
الأول- عدم تبريرنا واستحلالنا للخطيئة ومجاهرتنا بها وإصرارنا علىها(كل أمتي معافى إلا المجاهرين)
الثاني- مبادرتنا للاستغفار باللسان والتوبة والندم على الخطيئة

وفي هذا يقول ربنا: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم -ومن يغفر الذنوب إلا الله-ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)

لاحظ هنا أن ربنا يتكلم في سورة آل عمران الآية 135 عن المتقين لا عن سواهم، ومع هذا فهو يحكي عنهم بأنه يجري عليهم ما يجري على سواهم من فواحش وظلم، ولاحظ تعبير (فعلوا فاحشة) وهي ما فحش من الذنوب وغلظ إثمه....

طبعا هذا على افتراض أن الحادثة المسجلة بعدسات الزميل فاحشة بالفعل، وتستحق كل هذا الضجيج...

ولا أقول هذا من باب الملاينة، فأنا أحترم الثقافات، ولا يمكن أن أقبل مثل هذا السلوك حتى ولو بين زوجين في مجتمعاتنا الشرقية لأنها تتحسس منه، وقد ربينا جميعا على أن نتحفظ على إبداء هذه المشاعر علانية، خاصة وأن الآخرين قد يخطئون تأويلها، أو يفسرونها تفسيرات جنسية لا نسمح بأن تكون لمثلها أعراضنا علكة يلوكها هذا ويتندر بها ذاك...
وحين أقول ثقافات فأنا أخرجها من دائرة الحل والحرمة الشرعية المباشرة، فسيان في مجتمعاتنا الشرقية المتدين والمتفلت (المتلبرل) كلاهما يأنف من هذا السلوك، وعادات الناس محكمة، وثقافاتهم لها احترامها
واسلموا لود واحترام(f)