إن الشرف بالمفهوم الذي ذكرته هو نتاج لتخلف دام قرون ابتدأت بوادره بالعودة إلى الخلفية الثقافية العربية منذ العهد الأموي.

كان الشرف طوال عمره يعرف بالمجد والكبرياء والكرامة والفضيلة التي يتحلى بها الإنسان.

أما أن يتحول إلى مجرد امتلك للإناث في المجتمع من قبل الذكور. ويتحول حصراً إلى مجرد تقديس الإمتناع عن التقارب الجنسي الحيوي بين الرجل والمرأة، ويتحول إلى امتلاك لمصير المرأة بأسره، فهذا ما لم تقل به فلسفة ولم تأتي به عقيدة. إنه من اختراع العربان الذين يمتد تخلفهم إلى عصر الجاهلية الحمقاء.

في الإسلام لا لوجد أي أهلية لكلمة شرف بالمعنى الجنسي للكلمة. إن حكم الإسلام على الزانية أو الزاني واضح تماماً. سأعطي مثالاً بسيطاً عما أعتقده الحق في الشريعة، وأعتقد أن هذا سيزعج بعض "البلطجية" من المسلمين:

إن زنت أخت أي منا، فليس له أي حق عليها على الإطلاق، وإنما سلطته عليها هي كسلطته على أي امرأة غريبة عنه تماماً. أي أنه شاهد واحد من أربعة شهود إن كان قد رآها تزني، وما إن يقام عليها حد الزنى حتى تخرج من الجريمة وكأنها لم ترتكبها بتاتاً. وليس له عليها أي حق لا بتزويجها بالغصب، ولا بحصارها، ولا حتى بمساسها ولا حتى بكلمة نابية.

ولو رأى شخص أحدى محرماته تزني، وادعى عليها، ولم يكن هناك أربعة شهود كمل، فيقوم الحد على الرجل وليس عليها! لأنه تطاول على امرأة مسملة بدون حجة كاملة.

فاتعظوا من دينكم يا مجرمي الشرف!