هناك ثقافة مجتمعية سائدة، لا يهم كونها صنيعة السياسة السعودية، أم أن السياسة السعودية تناغمت معها!
هذه الثقافة موغلة بقبليتها، ولا يمكن أن نخرج عليها بأسلوب الطفرات الذي ثبت أنه أسلوب عقيم في منطقتنا!

ليس مهما أن تتحول حكوماتنا من ملكية إلى جمهورية بانقلاب وطفرة ثورية، فقد تبين لكل ذي عينين أن هذا الأسلوب المستعجل أدى بنا أن نستبدل الملكية بالجملوكية!

ليس مجديا أن نفرض على ثقافة المجتمع إشراك شرائح من المجتمع بالعملية السياسية والخدمية للبلد، فقد ثبت أن ذلك إن لم يكن نابعا من قناعات راسخة، فسرعان ما تتحول البرلمانات نفسها إلى مجالس أعيان يعين أعضاؤها بتثميلية انتخابية سامجة!

ليس مفيدا أن نضع نصب أعيننا الهدف البعيد، ثم نترك هذا عائقا دون مرحلة الأهداف وصولا إليه....

نعم أنا مع الأمير طلال بضرورة التدرج، وهذا ما استوحيته من كلمته...

على أن يكون التدرج عمليا لا شماعة للتسويف والـتاجيل والترحيل والخداع!

كل الدول التي صنعت تغييرها بطفرة، خاصة حين تكون تلك الطفرة نابعة من إملاءات خارجية لا من قناعات مجتمعية وسلطوية في الداخل، فإن مآلها إلى تباب!

الوصول لملكية دستورية كالتي في البحرين والأردن والمغرب -بحسب ما يدعو الأمير طلال- خطوة متقدمة وحساسة، وقفزة كبيرة لكل من يعرف واقع الدولة السعودية والمجتمع السعودي..

تكبير صلاحيات مجلس الشورى حتى ولو بقي لأمد مجلسا معينا غير منتخب خطوة متقدمة مقارنة بما كان وما صار...

وحقيقة فإنني متفائل بعهد الملك عبد الله، الذي قدم بين يدي عهده ندوات الحوار الوطني التي أسهمت ولا شك في رفع وتيرة الوعي بالديمقراطية والانفتاح والتعددية لدى الدولة والمجتمع...

تصوري أن الخطوات التي يدعو لها الأمير طلال خطوات قادمة بإذن الله، على أنني لم أفهم من كلام الأمير طلال أنها غاية القصد ومنتهى عملية الإصلاح والله أعلم

واسلموا لود واحترام(f)