أخي جواد
هناك مشتركات لفظية بيني وبين ذلك المأفون الذي تشبهني به، غير أن هذا لا يعني أن يأخذني الشنآن حد إنكار الحقائق لمجرد أنها مشترك لفظي بيني وبين خصمي!!
خصمي يزاود علينا بالولاء للوطن، وبمقاومة المحتل الخارجي، فهل أتخلى عن ذلك كرما لعيون الشعيبي أو العريضي أو رياض نعسان آغا؟!

كلنا يريد ذلك الذي تصبو إليه، وانا لا ألتمس العذر لأحد بتأخيره، غير أنني في المقابل أرى أن القضية تحتاج لتأهيل شعبي ورسمي في بلد كان حتى الأمس القريب يعتبر أن الأشاعرة السنة ليسوا من الفرقة الناجية فكيف بالشيعة الجعفرية والإسماعيلية من سكان البلاد؟
كنا وربما ما نزال نرى مجتمعا ودولة تقف موقفا حديا تجاه طرق التصوف ولا ترحب بأي تعددية تذكر تحت طائلة النار في الآخرة والتبديع والإشراك في الدنيا!
في ظل ثقافة راسخة كهذه لا يمكنني أن أطالب المجتمع بطفرة ثقافية تمثل -إن بالغنا- شريحة محدودة من المجتمع، بينما لا يزال ثلاثة أرباع المجتمع متحيزا ضدها!

المجتمع هنا يا سيدي لا يزال يأنف من ذكر اسم الأخت والأم خوف العار..
لا يزال يشرعن اجتماعيا وقبليا لمنع قيادة المرأة للسيارة قبل أن يشرعنها مشايخ الفقه لديه!

وسبيلنا للتغيير والإصلاح لا يقوم على حركة انقلابية كحركة البعث وبعض الأحزاب الشيوعية، ثبت أنها بعد ان أوغلت في العراق لمدة نيف واربعين عاما غير أنها لم تنجح في التخفيف من العصبيات القبلية والطائفية، وعادت أوج ما كانت بمجرد رحيل النمرود البعثي!

علينا بالتدرج العملي لا شماعة التدريج كما أسلفت إن كنا جادين في ترسيخ ثقافة الإصلاح والتغيير في مجتمعاتنا، وفي الحديث: (فإن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع)

واسلموا لود واحترام(f)